السبت، 24 ديسمبر 2016

أسئلة وأجوبة في الطريق إلي اليقين

سلسلة : طريق النجاة                                                              

كتاب يأخذك إلي الجنة



أسئلة وأجوبة
في
الطريق إلي اليقين



تأليف : د / حسين رضوان اللبيدي






ما هو اليقين ؟  ولماذا خلقنا ؟
لماذا الوحي ؟ وهل يكفي العقل ؟
لماذا تعددت الرسالات من البداية  ؟
ما مصير النفس التي لا تؤمن بالغيب ؟
هل القرآن يقينا هو الرسالة الوحيدة الخالدة المحفوظة ؟
هل الإسلام هو دين الله الخاتم طوق النجاة للحضارة العالمية بلا بديل ؟






بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة شديدة الأهمية
ما زالت الأمة تعيش مرحلة الحرب علي الإسلام بجانبيها الفكري والعسكري ، وهي حرب قديمة ومتكررة وإن كانت أحيانا تتلون بألوان خادعة أو تتسمي بأسماء مخادعة ، أو تنتهز فرصة ظروف شاذة ، أو تفعل أحداث موجهة بخبث ودهاء ، المهم أن النية مبيتة عبر التاريخ وإن كانت تخمد أحيانا – وفقا للمصالح وتوازن القوى – وتنشط أحيانا وفقا لظروف مؤاتية أو مفتعلة ، والحرب علي الإسلام  تنشط – في كل الأحوال -  عندما تضعف الأمة وتتفرق نتيجة بعدها عن حصن الأمان المتمثل في دينها العالمي الخالد  .
* وهذا العمل أهديه لله ثم للأشقاء ممن ابتلاهم الله بوضعهم في موقع القيادة لهذه الأمة العملاقة – خير أمة أخرجت للناس – بهويتها الحقة ودينها العالمي الخالد ، وهذه الدراسة  خلاصة فكر وخلاصة عمر ، أهديها لمن يهمه الأمر حبا وتقديرا وتعاونا معهم بالفكر ، عسي الله أن يجمعنا وإياهم على حبه ورضاه ، وأقول لهم إن الإسلام ليس حكرا على جماعة أو تنظيم بل هو دين الأمة كلها ، إنه الدين العالمي الخالد والذي ارتضاه خالق السماوات والأرض ليكون دين العالمين ، وكلفنا – جميعا -  بحفظة والدفاع عنه ووعدنا بالحماية والنصر لو أننا لزنا بحماه واطعناه فى دينه المرتضى ، ومن ينصره الله فلا غالب له ، والشياطين لن يوقفها المداهنة أو الخوف والرضوخ والذلة والمسكنة ، بل بالعكس فإن الخوف والمداهنة سيشجعها على استكمال المسيرة لابتلاع الأمة وتركيعها أو إبادتها ، ولن يوقف كل ذلك إلا الفرار إلى الله القادر على كل شيء والملك المهيمن ،  وصدق ذلك يتجلى فى  توحد الأمة كلها على هوية الحق فى رضي ربها القدير . 
وعلينا فى هذه المرحلة الخطرة أن نتسام على الحزبية والتحزب ، وننسي لوجه الله المعارك الثأرية الغبية التي ورطنا فيها شياطين الأنس بهدف إشاعة العداوة والبغضاء بين أخوة لا إله إلا الله محمد رسول الله تمهيدا لتقطيع الأمة وابتلاعها ، ونحن الآن جميعا فى مركب واحد إن غرقت غرقنا جميعا وإن سارت بأعين الله نجونا جميعا . ولا بد من فقه جديد فى تلك المرحلة الحرجة والخطرة علي كل أمتنا المهددة .      
فلقد لاحظت أن هناك  أمور مهددة وخطرة علي أمن الأمة تتمثل في حرب فكرية تواكب الحرب الصليبية وتهدف إلي تشويه صورة الدين العالمي  الخالد ونبيه الرحمة المهداة وآل البيت الكرام ، وتشن علي الأمة حرب عالمية ، ولقد سمع العالم تصريحات البابا  الظالمة عن الإسلام ، وتصريحات أقباط المهجر  الحاقدة بمعاملة مصر كدرافور السودان ، ولقد قرأت الأمة ما كتبه د سمير حنا من تهكم علي الكتاب والسنة ، واتهام من يعمل بهما بالدجل ، ولقد قرأت ما كتبه د ميلاد حنا – في الأهرام - عن جهاد صديقه جارنج وقتاله عشرين عاما حتى استرجع جنوب السودان من الاحتلال الإسلامي وأنه يجاهد لتحرير السودان كله ، وقد سبق ذلك صيحة السادات ( أنا رئيس مسلم لدولة إسلامية ) عندما اكتشف مؤامرة شنودة ، ولقد رأت الأمة مسرحية كنيسة الاسكندرية - وهي تطعن في الإسلام ونبيه الخاتم - بمباركة وتصريح الكنيسة الأم والتي طبعت منها عشرات الألوف من النسخ ووزعت في الجامعات ، وهاهو الكاهن المحارب ( ابن الكنيسة المصرية ) زكريا بطرس قائد تنظيم الحياة يوجه تهمة الإرهاب العالمي للإسلام ويطالب باجتثاثه عالميا ويسميه( بأم القيح ) البؤرة الصديدية ، ويؤلب الطاغوت علي حكومات الأمة ، وذلك في الحلقة 102 من برنامج (أسئلة عن الإيمان ) وحلقات أخري ، وهاهو يتهم القرآن بأنه كتاب من وحي الشيطان ويهاجم رسول الله ويتهمه بأخس التهم في سلسلة طويلة من الحلقات ، حتى تجرأ في برنامج ( في الصميم ) حلقة ( محمد ابن من هو ) إنه يتهم أم رسول الله بالزنا   – قاتله الله – وفي الحلقة 125 من برنامج (أسئلة عن الإيمان )وصف امن الدولة في مصر بالكلاب ، وقد بثت هذه الحلقة أكثر من خمس مرات في قناة الحياة  ، وفي أواخر حلقاته أعلن أنه يسكن في أعظم دولة وأنها تحميه وتسهر علي أمنه بالليل والنهار، وبذلك يكون قد كشف سرا خطيرا بأنه جزء هام من الحرب الصليبية الحديثة، وكل ذلك مسجل بالصوت والصورة وعلي هيئة ملفات مكتوبة ويبث باستمرار علي الفضائيات والنت والبالتوك  ، ولأن قناة الحياة من القنوات المقدسة بين الأقلية وتلاقي قبولا طاغيا ، وأن شباب وشابات الأقلية يلفتون نظر الأغلبية إلي تلك المواقع المشبوهة  فإن الخطر أصبح مزدوجا ( علي الأقلية والأغلبية) .                                                                     
1- الخطر علي الأقلية يتمثل في تشكيك الأميين إسلاميا وهم كثيرون ، وتهييج النشطون الفاهمون لدينهم وكلا الأمرين خطير علي الأمة .                                                      
2- والخطر علي الأقلية يتمثل في شحنهم بأنهم مضطهدون من الاستعمار الإسلامي الذي استولي علي بلدهم ( كما يؤكد ذلك باستمرار الكهنة الشياطين ) وهذا يحي حتمية العودة  ،وهذا يشحن الأقلية بالأماني الباطلة ويحولهم إلي طابور خامس في بلادهم ، كما يشكل كل ذلك بؤرة لفتن طائفية تستثمر عالميا لضرب الأمة .
وما يحدث الآن حدث مثله تماما عام 1911  فبعد أن دخلت جيوش الاحتلال البريطاني الصليبي أرض الإسلام بدأت الثعابين تخرج من جحورها ، وتحرك القبط بعمل اجتماع سري لتحقيق مؤامرة تمكنهم من التمهيد لاستيلاء علي الحكم بمعاونة المحتل الصليبي ، ولكن جهاز الأمة المناعي القوي والنشط أجهض هذه المؤامرة فترة طويلة وعادت الثعابين إلي جحورها .
* ولقد عقد المؤتمر المصري الأول في هليوبولس في يوم السبت 30 ربيع الثاني سنة 1329 ( 29 أبريل 1911 ) الساعة العاشرة صباحا تحت رآسة صاحب الدولة مصطفي رياض باشا   والذي كان يضم حوالي 3000 ثلاثة آلاف من قيادات مصر وساستها ، وقرروا بالإجماع أن : الاجتماع السري المفاجئ الذي عقده القبط للمطالبة بامتيازات خاصة ما هو إلا مؤامرة بهدف تكوين كيان سياسي مستقل تمهيدا للسيطرة علي الحكم ، وشجعهم علي ذلك وجود الاحتلال البريطاني المسيحي في مصر وأن علاقتهم بالمبشرين الأمريكان وبعض رجال الكنائس الإنجليزية والجرائد الإنجليزية قد خدعتهم وجعلتهم يظنون أن في طاقة الاحتلال أن يجعل مصر مسرحا للعداوات الدينية ، وأن الأقلية الدينية يصح أن تتحول إلي أقلية سياسية ويصح لها بذلك أن تقوى فتحوز السلطة ومظاهرها باسم الدين، ولقد فند المؤتمر مطالبهم وبين بالأرقام أنهم أكثر حظا من المسلمين من حيث الوظائف والمستوى المعيشي ، ونصيبهم من الدخل القومي ، بل وبين أنهم في الأماكن التي كان لهم مركز القيادة فيه سعوا إلى حرمان المسلمين من نيل حقهم المشروع فيه بالنسبة إلى تعداد السكان ، بأن كانوا لا يسمحون إلا لجنسهم بالالتحاق بكثافة في الأماكن التي يتولون مركز الصدارة فيها ، بعكس المواقع التي تحتلها القيادات الإسلامية . وقدموا الإحصائيات التي تؤكد ذلك ،وأكدوا بأن ما طلبوه ليس حقوق واجبة بل هي حركات سياسية مغرضة في فترة اعتقدوا بأنها مؤاتية . ويمكن العودة إلى أعمال المؤتمر والذي طبعته المطبعة الأميرية بمصر عام 1911 وفي 200 صفحة من القطع الكبير.
*وعندما يتوقف العقل ليتساءل  لماذا كل هذه الكراهية للإسلام الدين الذي حماهم وحررهم وحافظ علي أعراضهم وأرواحهم وكنائسهم وممتلكاتهم ، ولماذا هذا التبجح علي الحكام الذين كرموهم ودللوهم وعملوا لهم ألف حساب ؟
* ولماذا هذا السلوك الانشقاقي الواضح والمتصاعد ؟
نستفيد في الإجابة عن هذه الأسئلة من رد الأستاذ / أحمد عبد اللطيف في مؤتمر 1911 والذي أشار فيه إلى أسباب حركة الأقباط المفاجئة للأمة ( فى ذلك الوقت )  فقال :
1- تهاوننا وتسامح الحكومة .
2- إغراء جماعة من المرسلين البروتستانت .
3- توهم الأقباط بان الإنجليز ينصرونهم علي المسلمين لأنهم من دينهم
وسوف نفرد لذلك عمل مستقل ( أمن الأمة بين الحقيقة والخيال )  .
* وهذا التحليل الذي أذيع إعلاميا في سنة 1911 ينطبق على ما يدور الآن !
* بل أن ما حدث من تصدي الأمة كلها بقوة وحزم - وإعلانه بكل الطرق المتاحة ليعلم القاصي والداني بالمؤامرة فينشط جهاز المناعة للأمة كلها – شكل هذا التصدي طوق النجاة للأمة ، وهذا ما حدث فكمنت الشياطين من الكهنة المحاربين لأجيال ظل فيها جهاز المناعة نشطا بظهور حركات المد الإسلامي وحركات الجهاد ، حتى قامت الثورة التي اشتبكت مع الحركات الإسلامية والنشطاء مما أثلج صدور الشياطين فظلوا في جحورهم يراقبون  ، وهذا ما أقره عادل جندي وهو مهندس مصري مقيم بباريس إذ كتب مقال في جريدة وطني القبطية : عدد 22 يوليو سنة 2001 م وفي صفحة 8 ملحق المهجر (2) تحت عنوان احتجاجات الأقباط عبر قرن من الزمان يقول فيه :  أن ثورة يوليو كانت نعمة من السماء للأقباط لأن هذه الثورة قد أدت إلى تأجيل قيام دولة إسلامية في مصر لما يقرب من ثلاثة عقود .
* ولذلك لا بد من فقه جديد نتعامل به في هذه المرحلة الدقيقة   وبحزم وعلم وحكمة ، وفقه يعتمد علي الحوار الحر العلمي بالحجة والمنطق البعيد عن التعصب والعصبية والعنف ،  فالأمة محتاجة إلي برنامج إعلامي فكري قوي ومفعل باستمرار وفي كل قنوات الأمة الإعلامية والتعليمية ، برنامج يبين يقينا معجزة القرآن وأنه كتاب الله الوحيد المحفوظ بلا بديل ، وأن الإسلام دين الله العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة العالمية بلا منافس ، ويرد علي المطاعن الموجهة إلي الدين العلمي الحق .                                                                      
هذا البرنامج سيشكل طوق النجاة لكل الأمة ، لأنه سيبين للأقلية كذب شياطينهم من الكهنة العملاء ، ويبن للأغلبية مكر الشياطين في تشويه حقيقة دين الله  العالمي الخاتم ،فتهدأ نفوس المحبين لدينهم الحق من الأغلبية المسلمة ، ولا يلجئون للعنف والأعمال السرية ، ويعود الاحترام والهيبة إلي قادة الأمة وحكامها .
* ولأن هذه الحرب ( المتجددة ) تدور باسم المقدس فإن القيادة الحقيقية لتلك الحرب هي شياطين الكهنة من العملاء والتي من أهدافها الخطرة الهيمنة وبسط النفوذ لتحقيق أهداف سياسية دنيوية مجرمة ، ويسخر هؤلاء الكهنة - من أجل تحقيق أهدافهم - بلهاء الساسة ويمتطون ظهورهم ، ولكي نتعرف على كيفية هذا التفعيل الشيطاني علينا أن نستمع إلى  عالمة فلسفة الحضارة والمؤرخة العالمية ذائعة الصيت ( زيجريد هونكه ) الألمانية ،  والتي كرمها الرئيس مبارك بأعلى وسام علمي عام 1988 قالت في كتابها الشهير( الله ليس هكذا )  : إن البابا ( أوربان الثاني ) أراد أن يحقق أهداف سياسية وأطماع دنيوية خسيسة وظالمة تبدأ بتوحيد الكنائس المنشقة في الشرق ثم الانقضاض بها على ديار المسلمين الغافلين والمسالمين ، فأخذ يصيح أمام الجنود من الشباب العاطل وا مصيبتاه إن المسلمين الكفار في الشرق يهدمون قبر المسيح ويخربون كنيسة القيامة ويضطهدون إخوانكم المسيحيين ويقتلونهم ويغتصبونهم ، فحي على الجهاد لتطهير مقدساتكم ونجدة إخوانكم وتطهير الأرض المغتصبة من هؤلاء الأجلاف الكفار المجرمين ، ولقد كان البابا مجرماً ومغرضاً ،  فلقد كانت العلاقة طيبة بين المسلمين وغيرهم يسودها الاحترام والتواصل  -  محفوظة أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وكانت ترمم معابدهم وتحفظ مقدساتهم والتي كانت مفتوحة الأبواب أمام حجاجهم .
 وفعلا نجح الكهنة المجرمون فتحركت الجيوش لتبيد كل من أمامها من أطفال وشيوخ ونساء ولتغرق الأرض في بحار من دماء المسلمين وتحتل بلادهم .
ولقد بينت عالمة التاريخ الألمانية ( زيجريد هونكه ) التمهيد النفسي الذي اخترعه البابا – المخادع -  لإنجاح جرائمه الفائقة الحد والوصف ، بأنه كلف الكهنة المتحركين النشطين بإشاعة أن المسلمين مجرمين إرهابيين كفار يخربون قبر المسيح ويهدمون الكنائس ومغتصبين للأرض والعرض ويضطهدون أهل الصليب ، وفى نفس الوقت كان يستصرخ الشباب العاطل هيا إلى جهاد الكفار وانصرواْ الرب وطهرواْ الأرض من الكفار ( وهو ما يحدث الآن وخصوصا بعد حادثة الأبراج المفتعلة ) .
هذه الصرخة التي اطلقتها أستاذة الحضارة - وعالمة الفلسفة والتاريخ وزميلة بابا الفاتيكان- تنبه أمة الإسلام عن خطورة الجانب الفكري للحرب الصليبية ، وخصوصاً إذا كان كهنتها من العملاء والحاقدين .
والجانب الفكري للحرب لا يكتفي بتحريك الجيوش واستباحة الأرض والعرض ، بل يمتد لتشويه الدين الحق والوحي الوحيد الخالد المحفوظ .
وهؤلاء الشياطين يمنون الأقلية من المغرر بهم ويهيجون الأغلبية من المحبين لدينهم من شباب أمة التوحيد ليستثمروا ذلك في إدارة الحروب الصليبية المغرضة والتي توجه إلى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم ) .
بالإضافة إلى أنهم – من خلال حملات التشكيك – يحاولوا سلخ الأمة من هويتها الحقة مصدر وحدتها وتكاملها وعزتها في رضا ربها ، ولذلك فإن كشف مكر هذه الحرب الفكرية يشكل بداية طريق النجاة لخير أمة أخرجت للناس ، بل هو – أيضا – طوق النجاة للمغرر بهم من الأقلية  .
* وقريبا من هذا ما أشار إليه الدكتور مراد هوفمان القانوني والمتخصص في مسائل الدفاع النووي في الحكومة الألمانية ، والمتحدث الإعلامي لمنظمة حلف شمال الأطلنطي ، ومدير استعلامات الناتو سابقا ، وسفير ألمانيا في المغرب ، يقول الدكتور مراد هوفمان في كتابه ( الإسلام عام 2000 ) :  أن الثقافة الأورو أمريكية تعتبر أن إتباع أي ديانة ( حتى لو كانت وثنية ) أمر خاص لا حجر عليه إلا إذا كان الدين المعني هو الإسلام  ، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يشمله التغاضي اللطيف أو التسامح الجميل .
وترجع عداوة (الصليبين) التاريخية للإسلام بسبب اعتقادهم أن محمدا صلي الله عليه وسلم ليس نبي بل دجال ، وأن الإسلام دين قتال وعدوان واغتصاب ، وأنه انتشر بالسيف .
 ثم يعلق : سيكون وهما خطيرا أن نعتقد تلاشي الروح الصليبية ، ويضرب – من الواقع – الأمثال بما حدث في البوسنة والهرسك ، وفلسطين ( وأخيرا أفغانستان والعراق ) ، ويقول أيضا : لا يكاد يمر يوما دون الاعتداء علي جامع في مكان ما في أوربا .
ويقول : الآن ليس البابا- كما كان قديما – هو الذي يدعو للحملة ضد الإسلام ولكنه قد يكون مجلس الأمن بالأمم المتحدة ، والذي قد يدعو لفرض حظر سلاح علي دولة مسلمة سقطت ضحية للعدوان ، وأن إرهابي سابق مثل بيجن أو مانديلا يمكن قبوله كسياسي ديمقراطي ، إلا   إلا إذا كان الإرهابي السابق مسلم ، أو حتى مسلم أصولي فقط وليس إرهابي .
ويعلق : إذا خدشنا الطبقة اللامعة الرقيقة للنفس الأوربية فإننا نجد تحتها عداء للإسلام – عقدة فيينا – التي يمكن استدعائها في أي وقت ، وهذا ما حدث بالضبط في أوربا خلال العشرين سنة الماضية ، ويقول : دعونا لا نخدع أنفسنا ، إن التحامل الغربي ضد الإسلام والحط من شأنه وصل لدرجة يمكن أن تحول الخوف وعقدة التفوق إلي عنف عدائي ضد الإسلام ، ولقد صدق حدثه الذي أعلنه قبل أحداث أبراج أمريكا وإعلان الحرب الصليبية الحديثة . 
* هذا الكلام الخطير - لأحد كبار قادة حلف شمال الأطلنطي وأحد أشهر سفراء ألمانيا وأستاذ القانون والذي أشهر إسلامه سنة 1980 – يكشف الأرضية التاريخية القديمة المعادية للإسلام والتي تسري من خلال التلقين والتعليم وتوجيهات شياطين الكهنة العملاء أو الحاقدين .
* فالعداء للإسلام ليس بسبب الأصوليين أو ابن لادن أو الزرقاوي – فكل هؤلاء ردود أفعال مظالم وجرائم  الحروب الصليبية الظاهرة والخفية – بل هذا العداء قديم وأصيل تغطيه قشرة رقيقة مما يسمي الديمقراطية الغربية ( التي تؤيد أي ديمقراطية إلا في الإسلام )، ويظهر منفجرا وعنيفا لأي سبب ولو مفتعل أو مجهول الهوية .
* ولقد كانت كارثة أبراج أمريكا أحد الوسائل التي فجر بها الشياطين براكين الغضب الدفين والذي تمخض عن قيادة حرب صليبية ظالمة مرضي عنها عالميا .
* وعلي هذه الأرضية العالمية المفعلة والمعادية تعمل شياطين الكهنة العملاء لتأجيج الفتن حتى تستمر النار مشتعلة ليحققوا بها مكاسب ظالمة ومجرمة  - أو نتبع ملتهم -  ويستخدمون في ذلك فقرات محرفة أو مفاهيم خاطئة لنصوص قديمة
@ يقول مدير استعلامات ( الناتو ) إن جنرالات الناتو يضعون في حساباتهم أن الإسلام هو العدو المتنامي المرتقب .
 @ وهذا ما أكده تقرير مؤسسة راند لسنة 2007 وهى من أكبر مراكز الفكر في العالم وهى من المؤسسات المؤثرة في شكل كبير على المؤسسة الحاكمة في أمريكا كما سنرى في الفقرات التالية :
* إن الإسلام كدين هو العدو الذي يجب تصفيته كفكرة ( أولا ) ولا فرق فيه بين متطرف ومعتدل ، فهو ينبع من مصدر واحد ويصب في مجري واحد ، معتدل اليوم ( التقية ) إرهابي الغد عندما تحين الفرصة ( وهذا ما يردده –الآن - زكريا بطرس وأمثاله من الكهنة )
* وخطوات التصفية : التشكيك ، والتقطيع ، والدعم للمخالف ، ونصب العوائق
التشكيك : من خلال برامج إعلامية مدعومة تشوه وجه الإسلام وتطعن في القرآن ورسول الإسلام ، والتقطيع : بإثارة الفتن الطائفية والقضايا الخلافية والمعارك الثأرية ، والدعم لكل من يعادي أو يخالف منهاج الإسلام والدفع به لموقع الصدارة وشاشات الإعلام ، ونصب العوائق : بتخويف الحكام وحجب الحوار الجاد والدعوة العالمية المؤثرة ، وتجفيف المنابع والترغيب والترهيب لأصحاب النفوس المريضة
@ولأن هذه المؤسسة من أهم المؤسسات التي  تستأنس بها الإدارة الأمريكية لليمين – الصليبي -  المتطرف ، فإن أخطر ما جاء في التقرير هو محاولة توريط الإدارة الديمقراطية القادمة ليستمر الصراع متواصل ضد الأمة الإسلامية ، ولن يسلم من ذلك حاكم ولا محكوم ولا مداهن أو عميل . (  وقد يفتعل أمر ما كحادث الأبراج ليكون مبررا لتواصل الحرب الصليبية )
# وحال الأمة الآن مشجع لتداعي الشياطين للأسباب التالية :
1- انسلاخها عن هوية الإسلام والوحدة فيه .
2- تقطعها فرق ومذاهب ضالة تجرها إلي العداوة والبغضاء فيما بينها .
3- تخلفها المادي والعلمي والإنساني بسبب انسلاخها عن دينها العالمي الخالد .
* وطوق النجاة الوحيد أن تعمل الأمة موحدة ويمكن أن يتم ذلك من خلال ما يأتي: أن يتم ( فورا قبل فوات الأوان ) لقاء ( في ورشة عمل ) بين الأمراء والعلماء المخلصين يتمخض عنه ما يأتي :
1- توحد الأمة علي هوية الحق ( ولا أقصد وحدة اندماجية بل وحدة تشبه كومنولث إسلامي ) تتكامل به الأمة علميا واقتصاديا وإنسانيا وأمنيا لتكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وحتى لا تأكل قطعة قطعة ، وتكون هدفا سهلا للصوص الحضارة أو لفتن مفتعلة .
2- تنشئ الأمة مجلس شوري من خيرة علمائها المخلصين والمحبوبين ، يشكل مرجعية ملزمة للجميع تعود إليه الأمة في الأمور الخلافية والخطرة ، وتتشكل من خلاله مدرسة تعلم الشباب المتحمس كيفية خدمة دينه بالعلم والفكر وتبصره بمكائد الشياطين التي ستحاول توريطه في أعمال تفرق الأمة ، وتستخدم كمبرر في قيادة حرب عالمية ضد الإسلام .
3- أن يكون للأمة برنامج عالمي يرد علي المطاعن وحملات التشكيك ، ويبين يقينا لماذا القرآن هو كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ بلا بديل ؟ ولماذا الإسلام دين الله العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة العالمية بلا منافس ؟
* وهذا البرنامج شديد الأهمية سيكون له مردود محلي وعالمي :
1- المردود المحلي = عودة اليقين في هوية  الأمة مصدر قوتها وتقدمها وتوحدها وعزتها في رضي ربها القدير ، وكذلك سيشكل هذا البرنامج  مدرسة تعلم الشباب خدمة دينهم بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة،  وتبصرهم بمكائد الشياطين حتى لا يقعوا في يد من يقود بهم صراعات محلية وحرب عالمة ضد الإسلام .
2- المردود العالمي = تعرف عقلاء الكون وقادة الحضارة علي معجزة القرآن وعلوم الإسلام ومنهاجه العالمي الذي يشكل طوق النجاة للحضارة العالمية المهددة ، وعندما يتعرف قادة الحضارة علي ذلك فإما يعتنقون الإسلام أو يحترمونه ويدافعون عنه عالميا وفي ذلك دعما عالميا وعمقا استراتجيا للأمة المظلومة والمهددة .
@ إن مطلب الوحدة (التكاملية) على هوية الحق قضية حياة أو موت ، وجود أو عدم إنه حصن الأمان في حمى المهيمن العزيز القهار ، وكذلك البرنامج العالمي أيضا ضرورة وجود أو عدم ، حياة أو موت ، لأنه يساعد في عودة الهوية للأمة ، ويرد علي حملات التشكيك والمطاعن والمطامع ويظهر وجه الإسلام العالمي المشرق ويحسن صورته في عقول قادة الحضارة العالمية من عقلاء الكون.
* وإذا كان قرار الوحدة في يد القادة ، فإن البرنامج العالمي للتعريف بالإسلام متاح لكل من يحب الله ، وهيكل هذا البرنامج هو محور هذا الكتاب ، فاقرأ وتفكر ثم شارك -  بكل جهدك وجهادك -  في تفعيله وتوصيله ولا تؤجل إلى غد لعل غدا يأتي وأنت فقيد وستسأل والحمد لله رب العالمين .
 

























تمهيد هام
الكارثة والحلقة المفقودة فى الدعوة
الحبيب الشقيق  :  بعد عملية إحصائية طويلة شملت قمم المثقفين وقادة الفكر والدعوة تبين أن :  هناك ملايين من أمة الإسلام لا تعلم يقينا لماذا القرآن الكريم هو كلام الله ، وأنه الوحيد الخالد المحفوظ بلا بديل ؟  ولماذا الإسلام هو دين كمال البشرية العالمي الخالد بلا منافس ،  وأنه طوق النجاة للحضارة العالمية ؟
وتستطيع بنفسك أن تستطلع ذلك فيمن حولك لتعلم ذلك يقينا ، وذلك يشكل كارثة تطول عقل الأمة وقادة الفكر والثقافة فيها ، وإذا فقد قادة عقل الأمة اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول فأنهم سيفقدون الانتماء الراسخ للدين العالمي الخالد وسيفقدون التواصل معه والتوصيل له لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وسيسهل اختراقهم وسلخهم من مشكاة الأنوار من خلال حملات التشكيك والمطاعن والمغريات ، ومن هذا الوسط تطفح كل الشرور والفتن ويخرج أصحاب الأهواء والعملاء من الذين باعوا آخرتهم بدنياهم والذين يطلبون رزقهم في صناديق القمامة للشرق والغرب بعيدا عن النبع الصافي في جنة الإسلام .
* وعدم اليقين كان السبب في الردة بعد وفاة رسول الله وفي الفتنة التي قتل فيها خير خلق الله من أصحاب رسول الله ، ومن عدم اليقين خرج شر خلق الله من الذين قتلوا ابن بنت رسول الله  ، وخرج سليمان رشدي والمنسلخين من الإسلام ممن هم من جلدتنا من المنتسبين إلي الإسلام اسما . وعلاج هذه الكارثة يشكل حلقة مفقودة فى الدعوة الإسلامية
وهذا العمل إسهام منا في ذلك فشارك معنا في تفعيله وتوصيله ولدينا المزيد فلنتواصل
* فكرة هذا العمل : اعتمدنا في هذا العمل على التفكير الموضعي المباشر بعيدا عن التعقيدات والفلسفات والسرد المطول لظروف وملابسات تشتت العقل وتدفع إلي الملل أو التيه والتخبط .
فكانت البداية بسيطة وهي : حال البشرية الآن في وضعنا الذي نعيشه لا نتعداه ، وخصوصا المؤمنين من أصحاب الديانات المختلفة وقد حيرتهم وشتتهم وجود كتب مختلفة إلي حد التناقض الخطير الذي يدفع إلي صراع – لا داعي له – باسم المقدس يصل أحيانا إلي سفك الدماء وإشاعة العداوة والبغضاء بين عباد الله .
* ووحي الله لم ينزل لتفريق عباده وإشاعة الصراع بينهم ، بل نزل ليوحدهم علي هدف واحد من خلال رسالة واحدة في أي مرحلة من مراحل رسالات السماء ، بمعني لا يمكن أن تكون في عهد موسي رسالات متعددة بينها تناقض واختلاف وكذلك بقية الرسل في دنيا التكليف ، ومعني هذا أن رسالة النبي الخاتم لابد وأن تكون الآن هي الوحيدة المعمول بها بلا منافس لأنها في نزولها في آخر الزمان نسخت ما قبلها .
 ولكن هنا مشكلة : إن المعروض أمام العقل المكلف الآن عدة كتب يدعي صاحب كل كتاب أن كتابه هو وحي السماء الوحيد الخالد وغيره باطل .
* وحل هذه المشكلة سيشكل طوق النجاة للمؤمنين في الدنيا والآخرة ، وهذا هو ما نعد به في هذا العمل الصغير ولمن يريد التوسع عليه بالمراجع ( مثل كتب مقارنة الأديان والكتب المقدسة ومراجع الإعجاز العلمي بمعناه الشامل ، وكتب تاريخ الديانات والملل وغير ذلك ) 







أسئلة وأجوبة في الطريق إلي اليقين

في مجال العقيدة قد يفاجأ العقل بأسئلة تحتاج إلى إجابات ، وفي السطور التالية بعض هذه الأسئلة وإجاباتها  .
@ السؤال الأول : ما المقصود باليقين ؟
* الإجابة : أقصد باليقين هنا الإيمان بالغيب ، وأقصد بالإيمان اليقين الذي لا يعتريه ريب أو شك ، وأقصد بالغيب الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
@ السؤال الثاني : كيف يصل العقل إلي حد اليقين في تلك الأمور الغيبية التي لا تقع تحت إدراك الحس المباشر ؟
* الإجابة : العقل البشري ليس عقل مادي بحت كعقول الحيوانات مثلاً أو كالعقول الآلية المبرمجة ، ولكنه عقل ميتا فيزيقي ( باحث عن الحكمة والهدف والغاية ) ، أعني بذلك أن لهذا العقل خاصية فريدة ، وهي إمكانية التوصل إلى حقائق مجردة من مقدمات غير مجردة ، وإمكانية أن يصل إلى قضايا غيبية من مقدمات منظورة في عالم الشهود ، فهو عقل لا يكتفي بإدراك الأحداث إدراكاً مادياً بحتاً مشاهداً ، بل له خاصية فريدة راقية وهي البحث عن ما وراء الظواهر أو الحكمة ، وبهذا العقل الفريد أيقن الإنسان بالإلكترون والذرة والمجال المغناطيسي وإن لم يراها ، والعقل عندما يرى جهازاً معقداً ودقيقاً لا يكتفي بمشاهدته والعمل عليه ، بل يصل من خلال إدراكه له أن من ورائه صانعاً عليماً خبيراً ، وإن كان لا يراه بالمشاهدة ولكن يدركه بعقله الميتافيزيقي الراقي ، وبعقله الراقي هذا يدرك أن الذي صنعه حتماً قد وضع له قانون صيانته ، وطريقة تشغيله على أكمل وجه، فيسأل : أين الكتالوج ؟ أين رسالة الصانع المرفقة بالجهاز حتى أقوم بتشغيله على أكمل وجه وصيانته من العطب وفقاً لما أمر الصانع العالم الخبير ؟
* إن جوهر الدين وحقيقة التدين ، أن يشاهد العقل آيات الكون ولا يقف عندها كالحيوان ، ولكن يفكر ويسأل : من الذي خلق كل ذلك ؟ من الذي أدار الكون ؟ من الذي وضع الميزان الحق لكل شيء من الذرة إلى المجرة ؟ ، من ومن  …  ؟
ولأنه عقل فريد فأنه يستطيع من خلال إدراكاته المحسوسة الوصول إلى المعاني المجردة ، وبهذه الخاصية يستطيع أن يطل إلي عالم الغيب وكأنه يراه ، فيوقن أن للكون خالقاً بارئاً مصوراً له صفات الكمال .
وعندما يصل إلى ذلك يسأل : إله بهذا السلطان وتلك العظمة ، لابد أن يكون له منهج  له أوامر ونواه موجهة للعقل المكلف ؟ ومن هنا يصل العقل لحتمية الرسالات والرسل .  
* هذه هي قضية القمة أو قضية الرأس ، وهذا هو جوهر الدين ، وأي حضارة لا تشمل هذه القضية فهي حضارة بلا عقل ( قلب ) ، حضارة حيوانية بحتة ، حضارة عطلت القيمة العليا للعقل البشري .ولو كشفنا الغطاء عن حقيقة هذه الحضارة ، لوجدناها حضارة بلا قلب ، حضارة مصابة بأمراض نفسيه تقودها إلى الانتحار ولوجدنا الإنسان فيها معذباً لأنه بلا هدف وبلا مستقبل ، فالدين الحق يقول له : إنك خلقت لمعنى راق خلقت للخلود ، إنك قيمة باقية ، والنظرية المادية تقول له : إنك بلا معنى بلا هدف إنك تسير سريعاً إلى نهاية بلا عودة بعدها ، إنك تولد لتعيش دقائق تنتهي سريعاً إلى ضياع لا عودة  بعده فبم يكون إحساس تلك النفس التي تعتقد بهذه النظرية ؟
@ السؤال الثالث : هل يكفي العقل في رحلة المكلفين ؟ ، وما دور الوحي ؟
 * الإجابة : العقل صنع الله وهو مفطور علي التوحيد منذ الميثاق الأول ( الست بربكم ) ولكن لأنه عقل مكلف فأنه مزود ببرنامج يحقق حرية الإرادة في دنيا التكليف ، ودنيا التكليف فيها الخير والشر فيها الملائكة والشياطين وأيضا فيها مغريات التلهي ، ولأن العقل الحر مفتوح علي دنيا التكليف فهو معرض للتلهي والنسيان بل ومعرض لاختراق فيروسات الشياطين مما يسبب له مرض الاعوجاج والضلال ، ولذلك شاء العليم الحكيم أن يرسل مع عقله - من البداية إلي النهاية -  برنامجا مكملا يصاحب العقل في رحلة التكليف ، يذكره إذا نسي ويهديه إذا ضل ويشفيه إذا مرض ويحميه من اختراق فيروسات الشياطين بشيرا ونذيرا .
 ( كما أن برامج الكومبيوتر المفتوح علي ألنت محتاج لبرنامج حماية تصاحبه )
@ السؤال الرابع : كيف يعمل العقل مع النقل في الوصول إلي الإيمان ( اليقين ) بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ، واليقين في صدق الرسالة ( القرآن ) وصدق الرسول وأن الإسلام دين الله العالمي الخالد بلا منافس أو بديل ؟
* الإجابة : الإيمان بالله وان له صفات الكمال هي البداية ، وكما بينا أن العقل السليم يستطيع بفطرته أن يصل إلا أن لذلك الكون العظيم خالقا له صفات الكمال ، والوحي الحق يذكره بذلك :
* أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور : 35] بمعني : أن لكل صنعة صانع ولكل خلق خالق . وأيضا يذكر الوحي العقل بآيات الكون والأنفس وما لها من دلالات فيقول الحق :
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ [الروم : 20] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم : 21] وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ [الروم : 22] وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [الروم : 23] وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الروم : 24]
وعندما يوقن العقل بما لخالقه من صفات الكمال - من خلق وتقدير وعلم وحكمة – يوقن بأن الخالق العظيم لا يمكن أن يترك خلقه من المكلفين بدون متابعة وهداية ، لأن أي صانع عاقل يتابع صنعته بأن يرسل من ورائها رسلا من الفنيين أو المهندسين ومعهم الكتالوج حتى تعمل صنعته علي أكمل وجه ولا تتعرض للتدمير ، وأي صانع لا يفعل ذلك فهو مشكوك في عقله ، وهنا يوقن العقل المفكر بحتمية الرسل تحمل رسالات السماء
 * رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 165]
* لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...[الحديد : 25]
* كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ.......... [البقرة : 213]
والعقل السليم يوقن بأن صاحب أي مدرسة أو مصلحة لابد وأن يجري احتيارا لطلبته أو من سيعملون معه ليميز الصالح من الفاشل ، وهب أن صاحب مدرسة غالية التكاليف راقية التجهيزات أمر في آخر العام الدراسي بنجاح كل الطلبة الفاشل منهم والمجتهد ، بلا اختبار ، فأن العقل يحكم علي عمله بأنه باطل وعبث ، فالعقل السليم يوقن أن  ذلك الإنسان المكلف حر الإرادة - والمسخر له ذلك الكون العظيم ذو التقدير المحكم – قد خلق لهدف وغاية ولم يخلق عبثا ، وهنا يوقن العقل السليم بيوم الحساب ، يكرم فيه الصالحون الطيبون ويعاقب فيه المجرمون الكافرون .
* أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون : 115]
* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران : 191]
بمعني أنكم لم تخلقوا بلا هدف أو غاية لتعيشوا لحظات تهلكوا بعدها إلي فناء لا رجعة بعده( كما تقول النظرية المادية ) ، لأن ذلك معناه أن ذلك الكون العظيم المسخر لذلك الإنسان المكلف خلق عبثا وباطلا ، وحاشا لمن له صفات الكمال أن يوصف بذلك .
@ السؤال الخامس : في هذا الزمان الذي نعيشه يوجد عدة كتب متناقضة ، ويدعي أصحاب كل كتاب أنه كتاب الله الوحيد الخالد وغيره باطل فما حكم العقل في ذلك ؟
* العقل السليم يوقن بأن هناك رسالة وحيدة  يعمل بها في أي فترة أو عهد لكي يتوحد عليها عباد الرحمن ولا يتفرقوا ويتصارعوا ويكفر بعضهم بعضا ، فمثلا في عهد موسي كانت الرسالة الوحيدة المعمول بها رسالة موسي بلا منافس ، فكان من المعقول أن تكون في عهد الرسول الخاتم رسالة وحيدة خالدة نسخت كل الرسالات السابقة .
ولكن المشكلة العقلية مازالت باقية وهي : كيف نتعرف على  ذلك الحق الوحيد المحفوظ من بين ما هو معروض - أمام العقل المكلف الحر -  من نصوص متعددة وبينها تناقض واختلاف ؟  
* الإجابة : لابد للعقل أن يضع شروطا منطقية عادلة يتعرف من خلالها على أن ذلك النص – وليس غيره - هو كتاب الله المحفوظ ، وهذه الشروط العقلية المنطقية العادلة كما يأتي :
* كلام الله  يحس المستمع إليه أنه يأتي من أعلى محاطا بالجلال والجمال يأسر العقل ويهز الوجدان .
* كلام الله محفوظ كما انزل ، ويرجع إسناده إلي المصدر مباشرة ، وهو نسخة واحدة متطابقة في أي زمان ومكان
* كلام الله معجز بكل المقاييس ، وخال تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والكلام الفاحش 
*  كلام الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .
* كلام الله ينزه الله مما لا يليق بكماله وينزه رسل الله مما لا يليق بحملة رسالاته من أول كلمة لآخر كلمة فيه .
* كلام الله يحتوى على برنامج عقلي يأخذ بالعقل المكلف على مدارج السالكين في عالم الشهود حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه ، فيؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر .
* كلام الله العالمي الخالد يحتوى على منهاج عالمي يحقق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله .
* كلام الله يصف الكون فى أدق تفاصيله ويشير إلى حقائق علمية من الذرة إلى المجرة ، ومن النطفة إلى العقل البشري تتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بأدق وسائل التقنية الحديثة والتي عرفها العلم حديثا بعد نزوله بزمن طويل  .   
# فإذا لم تنطبق هذه الخصائص على كتاب قيد الفحص فأني أحكم عليه بأنه مزيف ، وإذا انطبق بعضها ولم ينطبق البعض الآخر فأني أحكم عليه بأنه محرف مشكوك فيه ، وإن انطبقت كل هذه الشروط على كتاب فأني أوقن بأنه كلام الله الخالد الباقي المحفوظ ليدين به المكلفون فيقودهم إلى الهدى ودين الحق .
* والدراسات العلمية العالمية البعيدة عن التعصب والعصبية بينت يقينا أن تلك الشروط العقلية والمنطقية لا تنطبق – فيما هو متاح أمامنا -  إلا على كتاب وحيد لا ريب فيه إنه القرآن الكريم بلا منافس أو بديل .
* فهو الكتاب الوحيد الذي يحس المستمع إليه أنه يأتي من السماء  .
لأن روح النص مخالفة لروح لغة البشر وأن كان من جنس لغتهم ، وبه تطمئن القلوب وتهدأ النفوس .
( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ومن يضلل الله فما له من هاد ) 23الزمر
* وهو الوحيد الخالي تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والمحفوظ كما أنزل .
(وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) فصلت 42
(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) 82النساء
( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً) 1الكهف 
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر 9
( ولمزيد من المعلومات عن التحريف الذي امتلأت به النصوص المحرفة  يمكنك الرجوع إلي كتب مقارنة الأديان ككتاب إظهار الحق لرحمة الله الهندي ، وكتب ومناظرات الشيخ أحمد ديدات ، وكتب اللواء احمد عبد الوهاب، وكتاب التوراة والإنجيل والقرآن للدكتور موريس بوكاي وغيرهم ) .
* وهو معجز فى معانيه ومبانيه .
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء (88 ) وفى البقرة(23) ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله  )
 ( وللتوسعة يمكن النظر في كتب الإعجاز البياني للجرجاني والباقلاني والشعراوي وأبو ذهرة وغيرهم )
* وهو الوحيد الذي ينزه الله مما لا يليق بكماله ، وينزه الرسل مما لا يليق بحملة رسالات الله .
( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) سورة الإخلاص
 ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) الحديد 25 
* وهو الوحيد الذي أشار إلى حقائق علمية تصف الكون من الذرة إلى المجرة وتصف الإنسان من النطفة إلى الخلق الآخر
وصفا علميا يتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بعد نزوله بأكثر من ألف عام  ليكون في ذلك دليل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام
( سنريهم ءاياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء قدير )53 فصلت
(وللمزيد عليك بكتب ومراجع الإعجاز العلمي المعتمدة ، ومواقع الإعجاز العلمي علي ألنت مثل موقع موسوعة الإعجاز العلمي (55))
* وفيه برنامج مكمل للعقل المكلف يعدل اعوجاجه ويشفى أمراضه
( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين  )57 يونس
وبرنامج القرآن العلمي يذكر العقل بأن يأخذه فى رحلة عقلية على سلم الأسباب في عالم الشهود حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه فيؤمن بالله ورسالاته ويوقن بيوم الحساب ( وهو فى ذلك بلا منافس أو بديل ) .
 ( ولِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأَرْضِ واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )
* فى القرآن وعلوم الإسلام دستورا عالميا يحقق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله ( بلا منافس أو بديل ) .
( أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )90 النمل
* القرآن خال تماما من الكلمات الفاحشة التي لا تليق بكلام الله ، وكل ما جاء فيه دعوة إلى التوحيد الخالص والعلم والطهارة والعدل والصدق التي تأخذ المكلفين من دنيا القردة والخنازير إلى جنة التوحيد .
( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 105 الإسراء
* القرآن يهيمن على ما سبقه من رسالات ويحتوى على نص صريح بأنه الخاتم .
* يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة : 15]
* إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل : 76] َإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [النمل : 77]
َّما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]
* ولقد أخبر عن الغيب فصدق ( يشمل الغيب العلمي والتاريخي )
* ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران : 44]
* ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ [يوسف : 102]
* قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان : 6]
(تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى) 4طه
@ السؤال السادس : ما بال الكتب الأخرى ؟
* الإجابة :  التوراة حق والإنجيل حق وكل ما نزل من عند الله حق ، ولقد شاء العليم الحكيم أن تتنزل رسالاته على مراحل وفقا لمراحل أطوار البشرية ، كما أن الطفل المولود حديثا يناسبه لبن الأم الخفيف المتوافق مع سنه حتى إذا ما بلغ أشده احتاج إلى غذاء معقد أكثر ثراء وتركيزا ينسخ به ما سبقه من غذاء بسيط  ، وهكذا جاءت الرسالات متتالية حتى انتهت برسالة دين كمال البشرية العالمي الخالد الإسلام .
وأيضا لأن الرسالات السابقة كانت مرحلية وموكل حفظها إلي أهلها حتى إذا حدث فيها تحريف عدلت بالرسالة التالية ، وعندما جاء وقت الرسالة الخاتمة - المحفوظة بتقدير الحكيم العليم -  فأن كل الرسالات نسخت بها نهائيا .
@ السؤال السابع : ما الدليل علي تحريف الرسالات المرحلية السابقة للقرآن ؟
* الإجابة : هناك أدلة نقلية وأخري عقلية ، أما الدليل ألنقلي فهو من القرآن وما تبقي من الكتب المحرفة ، وأما الدليل العقلي فهو من الدراسة المقارنة بين النصوص المتاحة لدينا للفحص
أ - الدليل ألنقلي :
* 1- الدليل القرآني :
 أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة : 13]
* 2- الدليل مما تبقي من النصوص المحرفة :
في سفر التثنية إصحاح 31 فقرة 24 [ عندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً : خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب (التابوت) تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهداً عليكم لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة ، هوذا أنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي ]  
ثم يستطرد موسى عليه السلام [ اجمعوا إلي كل شيوخ أسباطكم وعر فائكم لأنطق في مسامعهم بهذه الكلمات وأشهدوا عليهم السماء والأرض ، لأني عارف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر في آخر الأيام لأنكم تعملون الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم ] .
* في هذا دليل نقلي على إمكانية التحريف بعد موت موسى بل وها هو موسى شخصياً يؤكد أنهم بعد موته سيفسدون ويزيغون عن طريق الله ، وقد كانوا يفعلون ذلك وموسى بينهم والآيات ظاهرة أمامهم مباشرة فما بالهم بعد موت موسى وقتل أئمة اليهود وحرق معابدهم وتدميرها بما فيها وتشريدهم على يد (بنو خد نصر) وغيره بعد ذلك 
وفي سفر أرميا 8 (من الكتب السابقة للقرآن )  .
[ كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا . حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب  ] 
[ ها قد رفضوا كلمة الرب لأنهم من الصغير إلى الكبير كل واحد مولع بالربح من النبي إلى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب ]   .
* فيه اتهام لحملة الوحي بالكذب من أنبياء وكهنة وكتاب بل في (سفر الملوك الأول إصحاح 13 ) قصة نبي كذب على نبي آخر باسم الوحي وأدي إلى قتله ، فهل يستحيل التحريف بعد ذلك  ؟
إن هذه الأدلة من كتبهم تحتم حدوث التحريف  .
* كذلك بينما يؤكد القرآن الكريم بأنه رسالة عالمية خاتمة ، تشير الكتب السابقة إلي أنها رسالة خاصة ( لقوم ) يعقبها رسالة عالمية خاتمة
ما ورد فى القرآن الكريم عن عالمية الإسلام :
( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) الفرقان أية ( 1 )
( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) سبأ 28 .
( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب 40
هذه أدلة من القرآن تشير إلى عالمية الدعوة ، وأنها خاتم الرسالات . ولا توجد نصوص فى الكتب الأخرى تدل على ذلك ، بل على العكس من ذلك ، هناك أدلة فى الكتب السابقة للقرآن تشير إلى أن الرسالات السابقة للقرآن مرحلية وخاصة كما سيأتي :  
يصيح المسيح عليه السلام فى إنجيل متى إصحاح 15 فقرة 24 :
[ لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة ] إشارة إلى أنها رسالة محلية وخاصة
وجاء فى سفر التثنية إصحاح 33 :
[ جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ من جبل فاران ]
( سيناء ) تشير إلى رسالة موسى ، و( ساعير ) إشارة إلى رسالة عيسى ( وجبل فاران فى مكة ) تشير إلى رسالة محمد الخاتمة .
وفى العهد الجديد : إنجيل يوحنا إصحاح 16 
قال عيسى عليه السلام : [ إنه خير لكم أن أنطلق ] ثم قال : [ إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ، ومتى جاء يبكت العالم على خطيئته ، وعلى بر وعلى دينونة ] .
وجاء أيضا على لسان عيسى : [ إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم فارقليطا آخر يثبت معكم إلى الأبد ] وقد حققت كلمة فاراقليط في أصولها فوجد أنها تشير إلي محمد عليه السلام .
ب – الدليل العقلي
الدليل العقلي لتحريف الكتب السابقة للقرآن الكريم ، هو من الدراسة المقارنة بين كل الكتب المتاحة كما بينا سابقا وكما سنبين بعد قليل في الإجابة عن سؤال : هل هناك منافس للقرآن ؟
@ السؤال الثامن : لماذا تلك المطاعن في الوحي الخالد رغم وضوح الرؤية ؟
* الإجابة : تلك المطاعن المتكررة - رغم وضوح الرؤية علي صدق الرسالة وصدق الرسول -  فبسبب أحقاد الشياطين ، وهي مطاعن قديمة تم الرد عليها في كتب التراث ، وكتب التفسير والحديث ، وبعض هذه المطاعن تحتاج إلي الراسخين من المتخصصين ، وخصوصا في القضايا اللغوية والتاريخية ، وكلها تلفيقات تهدف إلي الشوشرة علي عقول الأميين والذين لا يعلمون ، وسنقدم في هذه العجالة بعض الأمثلة وفي المراجع الكثير :
* لقد أشار القرآن الكريم إلي المطاعن وهذه بعض الأمثلة القليلة :     
* فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَـذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ [يونس : 76]
وفيها ضمنا إقرارهم بعظمة القرآن وإعجازه الذي أسرهم وأعجزهم  فلم يجدوا وصفا إلا أنه سحرهم بمعني أنهم وقعوا عاجزين في أسر سحره .
* المطعن :  وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الحجر : 6]
* والرد   : وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ [التكوير : 22] ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : 4]  ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ [التكوير : 27]
بمعني أن من هو علي خلق عظيم لا يمكن أن يكون مجنونا لأن حال المجنون لا يطاق ولا يحتمل لما يظهر عليه من الخلط والتخبط والشوشرة .
وأيضا لا يمكن أن يخرج هذا البيان العالي والحكمة البالغة والعلم الشامل من مجنون . 
* المطعن : وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [النحل : 24]
* والرد :   وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل : 6]
بمعني إن ما جاء في القرآن من حكمة بالغة وعلم شامل كامل لا يليق إلا بكلام الله .
* المطعن: قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ [الأنبياء : 55]
* والرد :  بِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً [الإسراء : 105]
* المطعن :  وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل : 103] * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ [الطور : 33]
* والرد :   فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ [الطور : 34]
* المطعن:  وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَـذَا إِنْ هَـذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ [الأنفال : 31]
* والرد :  قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88]
* المطعن : وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [الصافات : 36]
* والرد :  وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ [الشعراء : 224] أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ [الشعراء : 225] وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ [الشعراء : 226] إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء : 227]
وقالوا انه يتلقي الوحي من الشيطان :
* والرد : وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ [التكوير : 25] فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ [التكوير : 26] ِإنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ [التكوير : 27] لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ [التكوير : 28]
وأيضا : هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ [الشعراء : 221] تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الشعراء : 222] يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء : 223]
بمعني أن وظيفة الشيطان الإضلال والإغواء ، والقرآن يدعو إلي التوحيد الخالص ،ويأمر بالعدل والإحسان وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ويحذر المكلفين من الشيطان ويأمرهم ان يتخذوه عدوا .
* ولقد استحدثت الشياطين مطاعن غبية في إشارات العلوم في القرآن الكريم :
كما نقرأ أنهم قالوا  : هناك خطأ علمي فادح ( في قصة ذي القرنين ) لأن القرآن يقرر  فيها أن الشمس تغرب داخل ماء دافئ مع أن الشمس نجم عملاق له فلك يدور فيه بعيدا عن الأرض. والرد : أن القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تسقط  في ماء ساخن بل قال عن الشمس ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) علم وحق ويقين ، ولكن الآية التي يلبس بها الشياطين تصف رحلة ذي القرنين فتقول : ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة )86 الكهف ، بمعنى عندما وصل ذو القرنين ساحل البحر عند الغروب وجد هو - من منظوره – الشمس وهي تغيب في هذا المكان الذي هو بحر ، وأيضا لأن من هو علي الساحل يشاهد الشمس وهي تغيب وكأنها ( بالخداع البصري ) تسقط في الماء ، بل هناك لفتة كريمة في الآية تشير إلي أسرار علمية هي : عندما كان ذي القرنين يتحرك بأتجاه المغرب وصل إلي شاطئ بحر فوجد الشمس تنحدر لتغرب في هذا المكان ، وعندما عكس حركته ليسير مع اتجاه المشرق - طول الليل - وصل إلي مكان طلعت عليه الشمس فيه( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً ) 90 الكهف ، وفي التعبير ب ( في ) في الغروب و ( علي ) في الشروق تعني الإشارة إلي الحركة الدائرية للأفلاك
 * ولقد قال أحد الكهنة الطاعنين : أن سفر أيوب سبق القرآن في وصف الجنين وأنه من الكاذبين
ولأن قول الكاهن فيه إشارة إلي أن علم الأجنة في القرآن سرق من سفر أيوب فأننا نقدم البينة : دراسة مقارنة بين ما جاء في القرآن من وصف الجنين وما جاء في الكتب المحرفة .
* عن الجنين يقول الحق في القرآن :
* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ [السجدة : 8]
* إنا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [الإنسان : 2]
* ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة * فخلقنا المضغة عظاما * فكسونا العظام لحما * ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين . المؤمنون ( 12-  14 )
* يا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء [الحج : 5]
* وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين   (83) الأنبياء
* وفي المقابل هاهو النص الذي استدل به الكاهن من الكتب المحرفة :
في الإصحاح العاشر من سفر أيوب  يقول أيوب ( حسب تحريفهم ) لربه : أحسنٌ عندك أن تظلم أن ترذل عمل يدك وتشرق علي مشورة الأشرار ( استغفر الله ) ، ويقول : يداك كونتني وصنعتني كلي جميعاً افتبتلعني ،اذكر أنك جبلتني كالطين أفتعيدني إلي التراب .
( ألم تصبني كاللبن وخسرتني كالجبن . كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب ، منحتني حياة ورحمة .. ) تم يوجه أيوب ( حسب تحريفهم ) كلمات فيها كفر وسوء أدب مع الله فيقول لربه :  ولكنك كتمت هذا ..إن أخطئت تلاحظني ولا تبريني من أثمي . إن أذنبت فويل لي . وان تبررت لا ارفع رأسي . إني شبعان هوانا وناظر مذلتي . وان ارتفع تصطادني كأسد ثم تعود وتتجبر علي . فلماذا أخرجتني من الرحم ..اترك كف عني ( استغفر الله سبحانه وتعالي عما يصفون ) 
الفرق واضح بكل المقاييس فالقرآن الكريم يرسم صورة علمية يقينية كاملة لقصة الجنين كما رأته المجاهر وتعرف عليه العلماء حديثا ، كما انه يصف نداء أيوب إلي ربه وقد تجلت فيه معاني العبودية والتودد إلي الله .
وهذا هو تفصيل المقارنة بين النص المحفوظ ( القرآن ) والنص المحرف :
* القرآن يشير إلي أن الجنين يتكون من نطفة مذكرة تتحد مع نطفة مؤنثة لتكون نطفة أمشاج ، والتي منها يتكون الجنين مرحلة بعد مرحلة ، تبدأ بمرحلة العلقة حيث تظهر علي الجنين خاصية التعلق بالرحم ، ثم مرحلة المضغة ذات المرتفعات والمنخفضات بظهور الأجسام البدنية ، ثم مرحلة تشكل الهيكل العظمي وكسائه بالعضلات إلي آخر المراحل .
بل أن كلمة أمشاج – بدلا من أخلاط -  تشير إلي معجزة بكل المقاييس ، تشير إلي عملية امتزاج الكروموزومات ( المورثات ) في الزيجوت والتي قد صورت حديثا .
بل وهذا الوصف للنطفة المذكرة بالسلالة والتي تعني الخيط الرفيع ينسل أو السمكة الصغيرة تنسل متحركة هذا الوصف يرسم صورة متحركة للحيوان المنوي .
* فهل للقرآن منافس في كل ذلك ، أقرأ المقابل في سفر أيوب ، والذي نجد فيه العرض الساذج بل وعبارات كفريه يوجهها أيوب إلي ربه معترضاً ومتبرماً ( سبحانه وتعالي عما يصفون ) فهل بعد ذلك بينة تدل علي صدق الرسالة وصدق الرسول .
إذن الدراسات العلمية العالمية البعيدة عن التعصب والعصبية بينت يقينا أن خصائص الوحي الحق لا تنطبق إلا على كتاب وحيد لا ريب فيه إنه القرآن الكريم بلا منافس أو بديل .
* ويترتب علي ذلك أن النصوص المخالفة للوحي الحق  لابد وأن تكون غير محفوظة قد جري عليها التحريف .
* واتهام القرآن بأن فيه تناقض فبسبب أحقادهم وضلال قلوبهم   .
* يقول الطاعن : فى قوله سبحانه فى البقرة 29 : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )  تدل على أن خلق الأرض قبل خلق السماء بدليل لفظة ( ثم ) التي هي للترتيب والتراخي ، وكذا فى الآيات الأخرى ، ولكن فى النازعات قال سبحانه ( أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها 27 * رفع سمكها فسواها 28 *وأغطش ليلها وأخرج ضحاها )    ثم قال ( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها ) 31
 مرة يقول خلق الأرض أولا ، وأخرى يقول : خلق السماء أولا  هذا تناقض !
نرد : القرآن الكريم لا يشير إلي خلق الأرض أولا أو خلق السماء أولا بل أشار إلي أنه في البداية كانت السماوات والأرض شيئا واحدا علي هيئة دخان ففتقهما الله وفصل بينهما كما جاء في الأنبياء :(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [ 30] وفي فصلت : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [11]
أما الآيات التي يطعن فيها المبطلون فجاءت تشير إلي ترتيب أحداث علمية بين السماء والأرض تدل العقل علي صدق الرسالة وصدق الرسول ولتكون دليلا عقليا علي معجزة القرآن وحفظه ، وهذا ما سنتعرف عليه فيما يأتي : 
هذه الآيات وغيرها تخبر أن الله سبحانه خلق في الأرض عناصرها اللازمة لتجهيزها على أكمل وجه لاستقبال ذلك المخلوق المكلف ، ثم استوي إلى السماء فرفع سمكها فسواها وأنشأ النجوم ومنها الشمس كمصدر للطاقة والضوء وأحدث الحركة ، وبعدها عاد للأرض يدحوها ويخرج منها ماءها ونباتاتها الخضراء ليكمل تجهيزها الذي لم يكن ليكتمل علميا وعقليا إلا باستكمال أحداث فى السماء كخلق الشمس التي لولاها ما تكون سحاب وما نزل مطر وما نبت نبات ولولا طاقتها وضيائها ما حدثت عملية التمثيل الضوئي ولما أصبح هناك طاقة حيوية تحرك كل مظاهر الحياة في الأرض بما فيها الإنسان ، وهذا منتهى الإعجاز ، وتدل العقل المفكر علي صدق الرسالة وصدق الرسول وحفظ القرآن وحده .
ولو قارنا بين هذه الآيات وبين النصوص المحرفة التي تخص هذه القضية فى العهد القديم ( سفر التكوين ) نجد ما يأتي :  جاء فى سفر التكوين أن الأرض خلقت في اليوم الثالث وخلق معها النباتات بثمارها وبذورها ، وبعد انقضاء ذلك اليوم ، جاء اليوم الرابع فخلق الله فيه الشمس والقمر والليل والنهار .
* فليقارن العقل الحر بين إخبار القرآن الذي  يقول : أن الله خلق الشمس أولا وأجرى الليل والنهار حول الأرض ثم بعدها أخرج الماء والنبات الأخضر ، وإخبار الكتب المحرفة التي تقول : أن النباتات بثمارها وبذورها خلقت أولا ثم بعد ذلك الشمس والقمر ، أيهما قاله الله لعقول المكلفين ؟ لا يمكن للعقل إلا أن يوقن بأن  ما طابق العلم والعقل هو كلام الله الحق المحفوظ .
}وهناك الكثير يمكن الرجوع إليه في كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب)  للشيخ محمد الأمين الشنقيطي  و (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ) للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ،  (وكتاب تأويل مشكل القرآن ) لأبن قتيبة ،( وكتاب تنزيه القرآن من المطاعن) للقاضي عبد الجبار ، وأيضا معجزة القرآن لفضيلة الشيخ متولي الشعراوي. {

@ السؤال التاسع : هل هناك منافس للقرآن أو بديل للإسلام ؟

* الإجابة العلمية المنطقية : لا يوجد منافس للقرآن أو بديل للإسلام دين الله العالمي الخاتم ، وهذه هي البينة :
*  في مجال تنزيه الله مما لا يليق بكماله لا بديل للقرآن وهذه أمثلة بذلك :
  أولا في القرآن الكريم :
في الأنعام ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار  وهو اللطيف الخبير) ( 103) وتوضحها سورة الشورى :..... ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (11) .
* فيها تنزيه الله من أن يدرك بالعين الفانية أو يتجسد فيتحدد ويحاط به
وفى سبأ (2)" يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور" . وفى المجادلة (7) "ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم" .
* فيها طلاقة علم الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
وفى ق (38)  "ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب "
* فيها تنزيه لله من اللغوب وهو التعب
وللمقارنة نقرأ في النصوص المحرفة :
* في سفر الخروج إصحاح 24 فقرة 9 :  ( ثم صعد موسى وهارون ، وسبعون من شيوخ إسرائيل ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة ، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل ، فرأوا الله وأكلوا وشربوا )
لاحظ إثبات الرؤية لله فوق الجبل ، ولاحظ وتحت رجليه شبه ، ولم يمد يده
* وفى سفر التكوين إصحاح 3 فقرة 8 : ( وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت )
 لاحظ أن الله يتمشى في الجنة باحثا عن آدم المختبئ خجلا من خطيئته ، وعندما لم يجده الرب ظاهرا أمامه صاح أين أنت يا آدم ؟
* وفى سفر الخروج 21 فقرة 17 : ( صنع الرب السماء والأرض وفى اليوم السابع استراح وتنفس )  لاحظ أن الله استراح وتنفس بعد مشقة خلقه للسماوات والأرض
ومثال آخر من القرآن :
(* وما أعجلك عن قومك يا موسى(83) قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك ربي لترضى (84) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري (85) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ، أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ) 86  وفى سورة الأعراف (151) : يقول موسى لربه في أدب وخشوع : ( قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين )
وفى سورة مريم 64  : ( وما كان ربك نسيا )
الآيات تحكي موقف موسى بين يدي الله وقد تعجل فترك قومه فأضلهم السامري فعبدوا العجل. 
لاحظ هنا موقف التأدب والعبودية لموسى في خطابه لله العلي العظيم الذي ( لا يُسأل عما يفعل ) ولاحظ نفى نسبة النسيان إلى الله سبحانه، وعلى العقل الحر أن يقارن ليتعرف
وحتى يقارن العقل نعرض أمامه نفس المثال السابق في الكتب المحرفة :
* فى سفر الخروج إصحاح 32 نقرأ ما يأتي : ( قال موسى لربه : لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة ، لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال . أرجع عن حمو غضبك اندم عن الشر بشعبك ، اذكر إسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم : أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطى نسلكم كل هذه الأرض فيملكونها إلى الأبد ، فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله بشعبه )
 * معناها : عندما قرر الرب إبادة بني إسرائيل بعد كفرهم بعبادة العجل ، رده موسى بقوله ارجع عن حمو غضبك ، ثم يذكره بالوعد الذي قد نسيه الرب بالإبقاء عليهم ، وعندما سمع الرب ذلك من موسى تذكر وندم ( سبحانه وتعالي عما يصفون ) .
* بل قد جاء في نصوصهم : أن يعقوب صارع الرب وضربه بحق فخزه ومنعه من الصعود إلى السماء إلا بعد أن انتزع منه البركة ( سبحانه وتعالي عما يصفون ) .
 * والذي يستقرئ آيات القرآن كلها بالمقارنة بالنصوص الأخرى يلاحظ أن آيات القرآن كلها بلا استثناء  تنزه الله من الصفات التي لا تليق بكماله سبحانه ، وعلى العقل المفكر الباحث عن الحق أن يحكم أي الكتب التي يحق أن نطلق عليها كلام الرب المحفوظ .
* وفي مجال تنزيه رسل الله مما لا يليق بحملة رسالات السماء لا بديل لقرآن  وهاهي بعض الأمثلة وفي المراجع الكثير  :
وصف القرآن الكريم لأنبياء الله ورسله كما يأتي : سورة الأنعام( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين *(84) وزكريا ويحي وعيسى وإلياس كل من الصالحين (85) وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين (86) ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم(87) ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )
وفي سورة الأنبياء ( ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين (74) وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين (75)
وفى سورة ص 17 : 20 ( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق )
وليقارن العقل سنعرض أمامه نفس القضية في الكتب الأخري وعليه أن يختار
بعد نجاة لوط والمؤمنون معه جاء في العهد القديم ما يأتي :
 (وصعد لوط من صوغر وسكن فى الجبل وابنتاه معه ، فقالت البكر للصغيرة أبونا شاخ وليس فى الأرض رجل يدخل علينا كعادة أهل الأرض ، هلم نسقي أبانا خمرا ثم نضطجع معه فنحيي من أبانا نسلا ، فسقتا أباهما خمرا فى تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ) وفعلت الصغرى نفس الشيء فى الليلة التالية مباشرة ( فحملت أبنتا لوط من أبيهما فولدت البكر ابنا اسمه موآب والصغرى ولدت ابنا اسمه بنى عمي ) .
وهذا الاتهام بالزنا الفائق الحد موجه أيضا في نصوص كتبهم المحرفة للنبي داود وذريته
( مذكور أن النبي داود زني بزوجة أحد المجاهدين في جيشه وهو غائب في ميدان القتال ، ولما حملت زوجته خاف من الفضيحة فقتله وتزوج امرأته بعد ذلك وولدت له النبي سليمان )
 فهل يمكن للعقل أن يصدق أن الله يتهم أنبيائه حملة رسالاته ووحيه بكبائر الفواحش الخسيسة ، وما القيمة الأخلاقية التي يترتب عليها ذكر هذه الفواحش ، وهل تصلح الأنبياء بعد ذلك أن تكون قدوة في تبليغ منهاج السماء ؟ ، وهل في القرآن  كلمة واحدة من هذه البذاءات فعلى العقل المفكر الحر أن يقارن ويختار
نصوص لا تليق بوحي السماء جاءت في الكتب المحرفة:
جاء في سفر حزقيال (23 ) وهو يصف أحد المومسات [ وعشقت معشوقهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل ] إني أعتذر أيها القارئ فهذه ترجمة هذبها المترجم للنسخة العربية، لكن حقيقتها في النسخة الإنجليزية New World هي : لقد دفع بك شبق العاهرات بائعات الهوى إلى أعضاء الذكورة للأجانب الشبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير التي تنزل منيا كمني الخيول .
إني آسف على ذكر ذلك ، ولكن الأمانة العلمية تقتضي رفع الحرج حتى يعلم العقل أين الحق
   ·    فهل يجوز أن يذكر ذلك في وحي السماء ؟  *  وما القيمة الأخلاقية من وراء ذلك ؟
   ·    وهل في القرآن الكريم كلمة واحدة من هذه الألفاظ التي تخدش الحياء؟
* وفي سفر التكوين ( العهد القديم ) 38 – 15 – 18 : قصة زنا يهوذا بثامار زوجة ابنه التي رتبت كمينا ليهوذا –حامل الكتاب المقدس ومقيم حدوده -  حتى يزني بها ! وقد نجحت
فهل تليق هذه الروايات أن تذكر في كتاب من عند الله ،وهل يمكن أن يتلوها البنات والأولاد بالليل والناس نيام ؟ وهل يمكن أن يتعبد بها المكلفين في صلواتهم ومعابدهم ؟ ، وإذا كان ذلك يحدث من سدنة المعبد وسلالة الرسل وهم القدوة ، فما بال عامة الناس ؟
*وهل في القرآن الكريم أمثال تلك النصوص المخلة والتي تخدش الحياة ، والتي تقع تحت طائلة قانون الآداب حتي في الدول العلمانية الملحدة ؟.
بل وما القيمة الدينية لما جاء في سفر صموئيل الثاني 13 في بيت النبوة - بيت النبي داود-  في وصف الكمين الذي جهزه ابن داود النبي لأخته ( ثامار ) ليغتصبها وقد وصف مراحل التخطيط وعملية الاغتصاب خطوة خطوة ، فإذا كان بيت القدوة يحدث فيه هذا ، فماذا سيحدث في بيوت التابعين ؟ ، ثم ماذا لو رتلت أخت مع أخيها بالليل هذه الفقرآت ؟
*وهل في القرآن أمثال هذه النصوص المخلة المخجلة المجرمة ؟ .
بل لقد استخرج رحمة الله الهندي - في كتابه الهام ( إظهار الحق ) – نصوصا كثيرة من الكتب المحرفة لا يمكن أن تنسب إلى كلام الله المنزه نذكر منها ما يأتي :  أن سليمان نبي الله ارتد في آخر عمره وعبد الأصنام وبني لها المعابد ( سفر الملوك الأول 11 / 1 – 13 ) ، وأن هناك نبي كبير خدع نبي صغير وكذب عليه باسم الوحي وتسبب في قتله ( سفر الملوك 13/1 – 30 ) ، وأن داود وسليمان وعيسي عليهم السلام من أولاد ولد الزنا وهو فارض بن يهوذا ( سفر التكوين 38/12 – 30 )
* وتشريع الإسلام بلا منافس أو بديل فكله حق وخير وعدل
وتشريع الإسلام يعتمد علي قواعد هامة هي : الله وحده خالق كل شيء ومالك كل شيء ويعلم ما يصلح أي شيء ( إنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54] ) ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك : 14] ) ويترتب علي ذلك : أنه وحده المشرع والآمر الناهي .
وهذه القواعد لا توجد في التشريعات البشرية ، التي تعتمد علي هوي البشر وقصورهم ، وهذا ما سنراه في الأمثلة التالية وفي المراجع الكثير . 
* الإسلام دين حقوق الإنسان بلا منافس
لأن تشريع الإسلام يعتمد علي أن الحكم لله والبشر كلهم سواسية أمام الله  كما جاء في خطبة الوداع لرسول الله ، قال : « يا أيها الناس ، إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر ، إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ألا هل بلغت ؟ »  ، وما الخليفة إلا بشر مكلف بتنفيذ حكم الله في مملكة الله .
ولذلك فأن في تشريع الإسلام : ليس لإنسان أن يتدخل فى إرادة إنسان وليس لحاكم أن يتدخل فى إرادة محكوم ، الحاكم يعاقب المحكوم إن انحرف وأعتدي .  ولهذا المعنى الإنساني العالي كان للمرأة ولاية كاملة على كل أموالها سواء أكانت فتاة لم تتزوج ، أو كانت متزوجة ، لها الولاية الكاملة على أموالها بلا قيود فمالها ملك خالص لها وحدها ، وهذا المبدأ لا تتمتع به المرأة الأوربية تمتعا كاملا ، بل لا يزال حقها فى الولاية على مالها كزوجة حقا محدودا .
موازنة بين الشريعة الإسلامية والشرائع الوضعية :
ستكون الموازنة بين الشريعة الإسلامية والقانون الروماني الذي يعتبر تراثا قديما خالدا له قيمته الكبيرة عند الأوروبيين حتى يعرف العقل الباحث الفرق بين تشريع البشر وتشريع رب البشر :
المثال الأول : القانون الإسلامي لا يفرق فى أحكامه بين الطبقات ، فالجريمة على الغني كالجريمة على الفقير ، والجريمة على الأمير كالجريمة على السوقة ، على سواء . وفي صحيح البخاري : ( إنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)
* وفى قانون الرومان : إن إنزال الأذى بعضو الشيوخ ليس كإنزال الأذى بأحد الرعية أو بأحد من الأجانب ، بل قالوا : ( إذا زنى عضو الشيوخ ، أو الشريف ، فإنه يحكم عليه بغرامة مناسبة ، أما إذا ( أغرى ) عبد أو أجنبي امرأة فإن عقوبته القتل ) . هذا هو عدل الرومان !
انظروا إلى عدل الإسلام ، قال : الجريمة هي الجريمة ، فلا فرق بين صغير وكبير بالنسبة لمن تقع عليه الجريمة ، لأنها انتهاك للمعنى الإنساني ، وهو في الجميع سواء . ولكن في العقوبة نظر الإسلام العادل نظرة سامية فهي للحر الذي يملك زمام نفسه وله شخصيته وكيانه ضعف العبد . أي أن جريمة الكبير كبيرة وجريمة الوضيع صغيرة بالنسبة لها .
 المثال الثاني : كانت المرأة عند الرومان كألأمه ( العبدة ) أو- على التحقيق –أمة في بيت زوجها ، إلا إذا أعطاها قدراً من الحرية ، وكان الولد لا يملك من الولاية على ماله ولا على نفسه شيئاً ولو بلغ سن الكهولة .
* جاء محمد (ص) فقال : لا  المرأة لها شخصيتها الكاملة .. لها ولايتها الكاملة على نفسها ، وعلى مالها ، وليس لها أن تفني في شخصية زوجها ؛ يربط بينهما التعاون ، وتربط بينهما الحقوق والواجبات . وهي شخص وهو شخص ، وكلاهما مسئول عما يعمل ، وكلاهما راع بالنسبة للآخر .. "الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته .. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئول عن رعيتها " . فالإسلام جعل لها هذه الشخصية الكاملة وجعل للولد – متى بلغ عاقلاً – شخصية كاملة ، له أن يختار ما يشاء . ولكن عليه – فقط – واجب بالنسبة لأبويه وهو الإحسان : ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )) .
أظن أن الموازنة بين قانون يقول : المرأة أمة ( عبدة ) ، والرجل الكامل لا رأى له فى شؤون نفسه ، وقانون آخر يقول : (المرأة لها شخصية كاملة – والولد متى بلغ عاقلاً فهو مسئول عن أبويه .. وليس أبواه بمسئولين عنه) تصغير لمعنى الموازنة!
المثال الرابع : أن القانون الروماني فى بعض أدواره – لا فى كل أدواره – كان يجيز للدائن إذا عجز المدين عن أداء الدين أن يسترقه ، قارن بين هذا وبين شرع الإسلام الذي جاء فيه : إذا عجز المدين عن أداء الدين كان على بيت المال أن يسدد عنه إذا عجز وكان الدين من غير إسراف ، أو كان الدين فى مروءة ولو لم يعجز عن الأداء ! .
 وهذا ما جاء فى القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا فى قوله سبحانه : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين 00 )  والغارمون هم المدينون .
وقمة العدل وحقوق الإنسان تتجلي في حروبه المشروعة الرحيمة كما سنري ونقارن :
إن الإسلام قد جعل القاعدة الأساسية في حروبه مكافحة البغي والعدوان حتى لا يكون هناك مجال للاضطراب الذي يهدد الأمن ، ويذيق الإنسانية والبشرية الويلات والشرور ، وهي لم تكن إلا وسيلة من وسائل الإصلاح في الأرض ، وإقرار الأمن والسلام فوقها  ، ولم يحد الإسلام مرة واحدة عن هذه القاعدة الأساسية . ولم يك عجيبا أن يتجلى فيها أروع أمثلة النبل والرحمة والعدالة .  ومن أخلاقيات الإسلام في الحرب أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بما يأتي :[ لا تقتلن امرأة ولا صغيراً ضرعا ( ضعيفاً ) ولا كبيراً فانياً ، ولا تغرقن نخلاً ، ولا تقلعن شجراً ، ولا تهدموا بيتاً ] وفي ذلك إشارة لتحريم الإسلام لأسلحة الدمار الشامل بعكس النصوص المحرفة التي أعطت الضوء الأخضر للإبادة الجماعية للمخالف كما سنري بعد قليل ،  ولم يقف النبل بالمسلمين عند حد الترفع عن قتل الضعفاء فحسب بل تعداه إلى الحيلولة دون جرح إحساسهم وخدش شعورهم.
فلقد شمل النبل في حروب المسلمين الأسرى من الأعداء إذ وصى صلى الله عليه وسلم عليهم فقال [ أحسنوا أسرهم، وقيلوهم واسقوهم، ولا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح ]. وهذا من خلق القرآن الذي يتجلى في وصف الحق للأبرار في سورة الإنسان في قوله: ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وفيها جعل الحق حسن معاملة الأسرى عبادة لله وتقربا إليه، فأي دين أعظم من ذلك، وأي دليل على الصدق أصدق من ذلك .
*والمقارنة في هذه المجالات بين شريعة الإسلام وشرائع النصوص المحرفة تظهر للعقل المفكر أين الحق .
* في العهد القديم جاء في سفر اللآويين 25 / 29 – 46[ وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم ، منهم تقتنون عبيداً وإماءً ، وأيضاً أبناء المستوطنين لأبنائكم  من بعدكم ميراث ملك ، تستعبدونهم أبد الدهر ، وأما اخوتكم بنوا إسرائيل فلا يتسلط على أخيه بعنف] .وفي سفر التثنية  20-16 [حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح فإن أجابت وفتحت لك أبوابها فكل الشعب الموجود فيها يكونوا لك للتسخير ويستعبد لك ] . [وأما من هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منهم نسمة ]ومعنى نسمة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس = أي شيْ يتنفس [ لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك ، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض]  .
وفي سفر التثنية إصحاح 23 [ للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ] .
* وفي إنجيل متى إصحاح (15 ) :عندما صرخت امرأة كنعانية تطلب النجدة من المسيح ليشفي لها ابنتها المجنونة ، تجاهلها ثم قال :( لم أرسل إلا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة )
إبادة ، عنصرية ، إذلال ، استعباد ، ربا ، وفي المقابل : عدل ورحمة ومساواة بين عباد الله ، وحض علي الشفقة وعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان في حالات حاجته وضعفه هذا ما يدعو إليه دين الإسلام .   أليس فى كل ذلك دليل عملي على صدق رسالة الإسلام وأنها من عند الله ، وأيضا أليس فى كل ذلك دليل على عالمية الإسلام وأنه دين كمال البشرية الخاتم ، وأن به تستكمل الحضارة حلقتها المفقودة ، وتتخلص من عيوبها ونواقصها ، إنه بمثابة الروح لجسد الحضارة العالمية أنه طوق النجاة لها .
* في مجال الوحدة الإنسانية والعلاقات الدولية العادلة لا بديل للإسلام :
ومثال لذلك قول الله : ) يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم (   وفى قوله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم لآدم وآدم من تراب ) و (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) دليل علي ذلك ، ولهذا المعنى الجامع بين بنى الإنسان كان الإسلام يدعو الى الرحمة الإنسانية من غير نظر الى كون الشخص عربيا أو أعجميا ، مسلما أو غير مسلم ، فالرسول يقول : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ، ومن فى الأرض أيا كانوا سواء أكانوا فى بلاد المسلمين أم فى غيرها
والإسلام اعتبر النفع الإنساني - أو مطلق نفع يسديه المسلم - صدقة محتسبة ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه إنسان أو دابة إلا كتب له به صدقة ، فالنفع الإنساني العام ، بل النفع للأحياء جميعا ، أمر دعا إليه الإسلام .
وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن من يأمن الناس بواتقه ) وقال رسول الله  ( الناس ) ولم يقل المسلمون ، وأيضا يقول صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ) فهذه المعاني الإنسانية العالية هي التي تبين وحدة بني الإنسان ، لا تفرق بين جنس وجنس ، ولا لون ولون ، ولا دين ودين ، وأن البر يجب أن يكون بالإنسان لذات الإنسان
* وللمقارنة نقرأ ما نسب إلي المسيح في الكتب المحرفة : في إنجيل لوقا الإصحاح الثاني عشر 49 – 50 يقول المسيح : ( جئت لألقي نارا علي الأرض ، فماذا أريد لو اضطرمت ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل، أتظنون أني جئت القي سلاما علي الأرض ، كلا أقول لكم بل انقساما ...ينقسم الأب علي الابن والابن علي الأب والأم ، والأم علي البنت والبنت علي الأم ) .  ويقول أيضا في أنجيل لوقا إصحاح 14 : ( إن كان احد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذ ) .
* وفي مجال الاقتصاد العالمي العادل لا بديل للإسلام :
والاقتصاد الإسلامي يعتمد علي قاعدة : أن المالك لكل شيء هو الله ، وما هو في حوزة البشر أمانة مستخلفين فيها علي سبيل الابتلاء (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد : 7] ) (َ وفي سورة النور (آتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ... [33] ، ولذلك ليس من حق المستخلف في المال أن يبدد ماله في المفاسد أو الأمور التافهة وإلا عده الإسلام سفيها يجب الحجر عليه (  وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [النساء : 5] ) ،  وليس من حقه أن يبذر مال الله (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء : 27] ) ، وليس من حقه أن يكنزه ويحبسه عن أن يستفاد به سواء بتشغيله أو إنفاقه في سبيل الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة : 34] )
وفي الإسلام : التشجيع علي الصدقات والحرب علي الربا أم المظالم (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )  ،  ووضع الإسلام ضوابط عادلة علي المال العام لتدار به أحوال الأمة أو العالم ، وليشترك الجميع في حد الكفاية ، ولكي لا يسقط المال العام في جيوب الأغنياء بينما بقية إخوتهم  تحت خط الفقر (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر : 7]
ومعني (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) تحذير من أن يسقط المال العام في جيوب الأغنياء أصحاب السلطان .
ولأن من المظالم العالمية في المعاملات أن تستوفي حقك وتبخس حقوق الآخرين ، وقد أدي ذلك عالميا إلي أن الدول الغنية تشتري الخامات الأولية من أصحابها بأبخث الأثمان ، وتصدرها لهم بأعلى الأسعار حتى في مجال الدواء ، وقد تمخض هذا النظام (المطفف الجشع ) إلي أن المال أصبح دولة في أيدي قلة من بني البشر بينما أغلب أخوانهم في الإنسانية تحت خط الفقر. وهذا ما حرمه الإسلام في سورة المطففين :   
ويْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ( 1 ) الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون  (2 ) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ( 3)  وويل هنا بمعني عذاب شديد
والاقتصاد العالمي الوضعي مهدد بالخطر الماحق لأنه مبني علي الربا والتطفيف ومظالم كثيرة ، والكتب المحرفة تعطي الضوء الأخضر لكل ذلك كما نطالع في سفر التثنية إصحاح 23 [ للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ]
* وفي مجال الأمن والأمان العالمي لا بديل للإسلام
وتشريع الإسلام في حدوده وتعزيزاته يحقق عمليا الأمن والأمان العالمي بعد أن فشلت التشريعات الوضعية وتمخض عنها انتشار الجريمة والجنوح العالمي مما يهدد الحضارة العالمية بالتدمير ولا نجاة لها إلا في الإسلام :
فهو يحارب الكفر والفساد العالمي ( الإرهاب الظالم ) بلا هوادة:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 33]
والحدود – في الإسلام -  علي قسوتها رحمة ووقاية ، رحمة لأنها تبتر بؤرة الشر والجريمة ، ووقاية لأنها مع قسوتها تمنع حدوث الجريمة ،  والواقع العملي والدراسات والمراجع والمناظرات الصادقة أكدت صدق ذلك  .
ويتميز تشريع الإسلام بالجانب الوقائي والذي يعتمد – بجانب تشريعاته الرادعة – علي تكوين الرقابة الذانية في قلوب المؤمنين حتى يوقن الإنسان بالرقيب الحسيب الحكم العدل ويوم الحساب ، ويعتمد أيضا علي تحقيق العدل والمساواة في حقوق الإنسان ( عالميا ) وحد الكفاية في الضروريات ( المادية والنفسية ) لكل إنسان علي المستوي العالمي .
* لا بديل للإسلام في مجال الوقاية من الأمراض الفتاكة المهددة للبشرية
 طاعون الإيدز ، وأمراض الفواحش ، واثر الخمور المدمر وأمراض النجاسات كجنون البقر والتهاب الدماغ القاتل بسبب الخنزير ، كلها محرمة في تشريع الإسلام.
* قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 33]
 * وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء : 32]
* حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ ....[المائدة : 3]
* وفي مجال إشارات العلوم الكونية لا منافس للقرآن
فهو الكتاب الوحيد الذي نجد فيه إشارات علمية كثيرة تصف الكون من البداية إلي النهاية ، ومن الذرة إلي المجرة ، وتصف الإنسان من النطفة إلي الخلق الآخر وصفا علميا دقيقا تطابق مع حقائق العلم المكتشفة بعد نزوله بأكثر من ألف عام ( وللمزيد في هذا المجال يمكن الرجوع إلي مراجع ومواقع الإعجاز العلمي الكثيرة  )
@ السؤال العاشر : ما حال النفس( الكافرة )  التي تعيش بمعزل عن الدين ؟
* الإجابة : مصير هذه النفس الاكتئاب الذي يؤدي إلي الانتحار أو التوحش الذي يؤدي الي الإجرام .   لماذا ؟  لأن هذه النفس عندما تفوق من العمل أو التلهي أو الخمر وتتساءل لماذا خلقت ؟   فتسمع الإجابة من الشياطين تقول لها : أنك خلقت بالعشوائية والصدفة لتعيشي لحظات تهلكي بعدها بلا رجعة ، فإن النفس التي تعتقد في ذلك تصاب إما بالإحباط والاكتئاب - لأنها تعتقد بأنها بلا هدف أو غاية – أو بالتوحش في محاولة لإشباع شهواتها بأي وسيلة في تلك الفترة القليلة التي تعتقد أنها بلا رجعة  ،  بينما النفس التي تعتقد ان لها معني وهدف غايته الخلود لا تكتئب ولا تتوحش
* وكذا إذا حزب النفس الكافرة أمر خطير أو ظلم طاغ - لا حل له في عالم الأسباب-  فأنها تكتئب وربما تنتحر ، أما النفس المؤمنة فهي موقنة ( بمجيب المضطر)  راضية بقضاء الله وقدره فهي لا تكتئب ولا تنتحر بل تعيش راضية مرضية يحدوها الأمل في الدنيا أو الآخرة .
والنفس الكافرة ظالمة مجرمة أنانية ومتوحشة ، لأنها لا توقن بالرقيب الحسيب الحكم العدل ويوم الحساب 
@ السؤال الأخير : كيف تكون العلاقة بين المسلم والمخالف ( المسالم ) من أهل الكتاب ؟
أولا : بالنسبة للمعاملات والحقوق والواجبات ، فإن الإسلام يأمر بالعدل والإحسان حتى مع المخالف وحتى مع المحارب الأسير كما بينا سابقا :
* لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة : 8]
ثانيا : بالنسبة إلي الجدال أو الحوار بغية الوصول إلي الحق فإنه يتم من خلال: الإرشاد والتبيين والتوجيه وفقا لمبادئ عامة هي :
َ* لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [العنكبوت : 46]
* لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 256]
* قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران : 64]

الإسلام الدين العالمي الخالد طوق النجاة للحضارة العالمية
هذه الجولة العلمية بينت كيف يحقق الإسلام قيادة عادلة وصحيحة للإنسان في أي زمان ومكان ، لأن به وحده يتحقق العدل  والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله .
* وهاهو العالم يتحول إلى غابة من الوحوش والقردة والخنازير ويتجه إلى الهلاك بأمراضه الخطرة ، فإنكار الخالق القدير الرحيم الحكم العدل وإنكار يوم الحساب دفع النفس البشرية إلى الاكتئاب أو التوحش ، فانتشرت الفواحش والجرائم والمسكرات ، وأخترع الأنانيون الظلمة من بني البشر  طاعون الربا ( أم المظالم ) ، فانتشرت جرائم العنف وردود أفعال المظلومين ، وانتشرت الأمراض الفتاكة كالإيدز وجنون البقر ومضاعفات الخمور والمخدرات وجرائم الاغتصاب والسرقات والقتل والظلم . ولا حل للبشرية إلا في الرجوع إلى الإسلام إنه طوق النجاة  بلا منافس أو بديل ، فكل ما جعله حلال سعادة للبشرية وكل ما حرمه فيه خراب لها
الخلاصة
إن العقل يوقن أن لكل صنعة صانع حتى ولو كان عود ثقاب أو دبوسا ، وإذا تجلت في الصنعة الدقة والعلم والحكمة فإن العقل يوقن أن الصانع عليم حكيم .
وعندما يرى العقل الكون من حوله تتجلى فيه مظاهر العظمة والحكمة والعلم والتقدير ، ويرى في نفسه آيات يعجز العقل أن يحيط بها ، عندما يرى العقل ذلك يوقن بخلاق له صفات الكمال ، ويوقن بأن الكون لا يمكن أن يكون قد خلق عبثا ، بل لا بد وأن يكون قد خلق لهدف غايته الكمال .   والعقل السليم لا يقف أمام آيات الكون كالحيوان بل يتساءل : إذا كانت تلك الشمس الجبارة والبحار الهادرة والأنهار والزروع والضروع خلقت مسخرة من أجلي فلأجل من خلقت أنا ومنحت عقلا متفكرا راقيا ؟  فيسمع القلب ( العقل )  منذ ( ألست بربكم حتى نزول الفرقان ) يسمع ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فيتساءل القلب كيف نعبدك ربى عبادة ترضى بها عنا ؟  فيسمع القلب ( اتبع ما يوحى )   والوحي الحق أرسله العليم الحكيم -  كبرنامج مكمل -  يصاحب القلب ( العقل المكلف ) - سريع التقلب -  في رحلة التكليف  يهديه إذا ضل ويقومه إذا اعوج ويشفيه إذا مرض ويحميه من اختراق الشياطين ، بشيرا ونذيرا.
* والعقل السليم يستطيع أن يتعرف علي الوحي الوحيد الخالد المحفوظ من بين ما هو معروض أمامنا من نصوص متعددة ، وذلك بمقارنة تلك النصوص والتي ستتمخض عن :
إن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد المحفوظ كما أنزل ، الخالي تماما من التناقض والاختلاف ، المعجز بكل المقاييس ، الذي نجد فيه تنزيه الله مما لا يليق بعظمته وتنزيه رسل الله من كبائر الإثم والفواحش ( من أول كلمة لآخر كلمة فيه ) ، ونجد فيه منهاجا عالميا يقود البشرية إلي طريق النجاة في الدنيا والآخرة ، وهو الوحيد الذي تفرد بإشارات علمية تصف الكون من البداية إلي النهاية ومن الذرة إلي المجرة وتصف الإنسان من النطفة إلي الخلق الآخر وصفا تطابق مع ما اكتشف العلم من حقائق لم تكن معروفة وعرفها العلماء بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام ، وهو الكتاب الوحيد المبرأ من العيوب والنواقص والكلمات الفاحشة .
نداء هام إلى الأمة
إلي كل الأمة - حكاما ومحكومين ، شعوب وأمراء ، علماء وغير علماء - محب يوجه إليكم هذا النداء ولا يريد من ورائه جزاء ولا شكورا إلا رضي الرحمن الرحيم .
* يا امة الإسلام أمة دين الحق والقيمة إن هذه الطعون في الرسول أو الرسالة ما هي إلا حملة مدفوعة الأجر ضمن حملة الحرب على الإسلام ،  وهذه الحرب الفكرية –المواكبة للحرب العسكرية - تسعى إلى مسح هوية الأمة تمهيدا لتركيعها والتهامها بلا مقاومة ،  والله من ورائهم محيط ،  وإن لم تتحرك الأمة متوحدة علي العامل المشترك كتاب الله وسنة النبي العالمي الخاتم ، ويكون لها برنامج فكري مفعل بجدارة وباستمرار للرد علي المطاعن وإظهار معجزة القرآن وعالمية الإسلام وأن فيه طوق النجاة للحضارة العالمية - إن لم تفعل الأمة ذلك متضامنة موحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا - فإن هذه الحملات ستكون سببا في سلخ الأمة عن هويتها الحقة ، وفقد هيبة حكامها واستباحة دمها وعرضها وثرواتها وتسخيرها كالحمير  .
* ففروا إلي الله وأطيعوا الله واتبعوا رسوله يحببكم الله وينصركم ومن ينصره الله فلا غالب له ، وتوحدوا متكاملين حتى لا تتداعى عليكم لصوص العالم وشياطين الإنس ، وتقدموا محتسبين وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة لترهبوا به عدو الله وعدوكم .
 @ وإياكم والفتن والتفرق والصراع فهو باب من أبواب الشيطان لتقطيع الأمة الواحدة تمهيدا للانقضاض عليها ، حلوا مشاكلكم بالحب والحوار العقلي واجعلوا للأمة مجلس شوري من خيرة العلماء المحتسبين تعود إليه الأمة في الأمور الخلافية والخطرة ويكون رأيه ملزما للجميع
ولتفعل الأمة باستمرار برنامجا عالميا يبين لماذا القرآن كلام الله الوحيد الخالد المحفوظ ؟ ولماذا الإسلام دين الله العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة العالية بلا منافس أو بديل ؟ .
* إن هذا البرنامج الفكري العالمي يمكن أن يحقق ما لا تحققه أقوى الجيوش لأن الإسلام قوي بفكره ومنطقه العلمي العالمي الذي يمكن أن يكسب عقول عقلاء الكون من قادة الحضارة وسيشكل ذلك دعما عالميا وعمقا استراتجيا لأمة الإسلام المهددة والمظلومة .
* كما أنه سيشكل وسيلة ناجحة لتوحد الأمة علي هوية الحق فتتكامل وتتعاون ويشد بعضها إذر بعض ، كما أن إظهار الحق سيكبت المغرر بهم والطامعين فتنطفئ نيرانهم ويعودوا إلي جحورهم .  ألا هل بلغت اللهم اشهد ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين .
مسك الختام
إذا كنت تؤمن بالله وما له من صفات الكمال ، وتوقن بقيوميته وطلاقة قدرته وعلمه وحكمته في إدارة كونه بما فيه من شموس عملاقة ومجرات مذهلة ورياح وبحار وأنهار وطعام وذرات وطاقات – ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أو فطور -  إذا كنت تؤمن بذلك فلما تترك شرعه الذي وضعه لك ليرفع من شأنك وليمنحك به حياة طاهرة كريمة في الدارين .
 بالله عليك كل يوم تستيقظ من النوم لتبعث من جديد في ملكه فهل تفكرت في آية النوم ونعمة الراحة فيه ؟
ثم عندما تقوم لتأكل من رزقه وتتنفس هوائه وتسير في ضيائه ، فهل ذكرته ؟ ، وتخرج للعمل بين زروع وضروع وأناسي كثيرة ، وتعمل بقوة متعك بها وترى بأعين منحك إياها وتسمع بأذن أكرمك بها فهل ذكرته وشكرته ؟ وفى سيرك ترى أنهاراً وبحاراً وضياءاً وزرعاً وهواء سُخرت لك كرما وجودا فهل سبحته ؟
أيكرمك فتعبد غيره ،أيطعمك فتشكر غيره ، أيعزك  بالإسلام فتنسلخ منه وتعبد من يهتك عرضك ويسرق رزقك ويذبح أبنائك ، أيتودد إليك فتشيح بالوجه عنه وتقبل إلى وجوه الشياطين أبناء القردة والخنازير ، أيكرمك بالعزة ويمنحك الطاقة والقوة ويعدك بالنصر ، فترفض التكريم وترضى بأن تكون حمارا ذليلا مهانا ، أتغضب من إهانة رسوله وأنت مقاطع لدينه مخالف لشرعه ومنهاجه .
والله إني خائف من أن يحل غضب الرحمن على المسلمين لأنهم وحدهم الذين كرمهم الله بالوحي الوحيد المحفوظ والدين العالمي الخالد ، وكلفهم بنشره وتبليغه نظريا وعمليا وزودهم بالطاقات والشباب والمجاهدين ووعدهم بالنصر ، فلو خانوا الأمانة فهم شر خلق الله ، اللهم ارحمنا وبصرنا بما نحن فيه من خطر داهم قبل فوات الأوان وقبل أن يأتي الطاغية أو الطوفان
ونختمها بكلام ولي الله (  حبيب النجار ) كما جاء في سورة يس  : ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين (20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون (21 ) ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون (22 ) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون( 23 ) إني إذاً لفي ضلال مبين (24 )   إني آمنت بربكم فاسمعون  ( 25)



الغلاف الأخير
الحبيب الشقيق أهديك خلاصة عمر وعصارة فكر  عسي الله أن يجمعنا مع الأحبة محمد وصحبه ، وهذه هدية غالية لا تقدر بثمن ، وأظنها فريدة في منهاجها ، تأخذ بيد المحبين إلي طريق اليقين ، طريق جنة عرضها  السماوات والأرض ، ألا يستحق صاحب هذه الهدية الغالية أن تتذكره بالدعاء و تسأل الله له العفو والعافية .
وهذا العمل مبذول لكل من يريد أن يستخدمه خالصا لصالح الدعوة ، وريعه موقوف علي أنشطة علوم القرآن بحثا وتبليغا ودعوة  ، علي أن لا يتم التغيير أو التبديل في النص إلا بإذن كتابي من صاحبه أو ما ينوب عنه من ثقات العلماء .
فشارك معنا بجهدك ومالك لاستكمال حملة تطعيم تطول أجيالا لا تعلم يقينا لماذا القرآن هو كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ ؟ ولماذا الإسلام طوق النجاة للبشرية ؟
احتفظ بهذه النسخة وانتظر الإصدارات التالية : أمن الأمة بين الحقيقة والخيال + الوجه الآخر للفتنة + الوحي العالمي الخالد + التقارب والاختلاف في الكتب المقدسة + حصاد ثلاثون عاما من الإعجاز وعلوم القرآن + من برأ مريم أم المسيح ؟ + من علم آدم ؟ + القرآن والمخ والعقل والقلب ( دراسة استغرقت عشرون عاما ) بالإضافة إلي الأفلام والبرامج الأخرى ، وهي أعمال عالمية غير مسبوقة ومحققة ، نسأل الله أن يوفق من يساعد في طبعها ونشرها وتفعيلها .
د/ حسين رضوان اللبيدى    
( مدير مستشفى  ) بمصر   وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة  
                              وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالقاهرة وجنوب الوادي  

وللتواصل والتعاون : ت : 0127580446
Email : hussan_brain@yahoo.com
عنوان بريدي : مصر – سوهاج – برديس  شارع اللبيدي بجوار مجلس بلدي برديس


                                     




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق