السبت، 24 ديسمبر 2016

سلسلة طريق النجاة

سلسلة طريق النجاة

شارك معنا في حملة تطعيم
يا أمة التوحيد
هذا هو طريق النجاة   الوحيد

تأليف الدكتور : حسين رضوان اللبيدي


* كيف نؤمن بالغيب ؟
* الدليل اليقيني على أن القرآن الكريم كلام الله الوحيد الخالد المحفوظ بلا منافس
* الدليل اليقيني على أن الإسلام دين الله وطوق النجاة للحضارة العالمية بلا بديل




مقدمة وتنبيه شديد الأهمية
في الجو المظلم تتحرك الخفافيش وتنتشر العقارب والثعابين ، وعندما يشرق نور الحق تعود الثعابين إلى جحورها في بيت الشيطان .
والأمة الآن تتعرض لحملات تشكيك مدعومة من شياطين الإنس والجن تهدف إلى سلخها عن دينها العالمي الخالد طوق النجاة للعالمين وإلى يوم الدين .
ولأن الشياطين تنتهز فرصة الجهل والجهالة والجوع والحاجة ، وتستخدم إغراء المال والجنس والأماني الباطلة ، ولأن كثير من الأمة لا تعلم عن دينها إلا الاسم ولا تعلم عن كتابها إلا الرسم فإن إغراء الشيطان قد يحقق أهدافه ، كما حدث في اندنوسيا وجنوب السودان وكما يحدث في مصر وكثير من البلدان .
ولأن هناك حلقة مفقودة في الدعوة إلى الإسلام ، فإننا بحاجة إلى حملة تطعيم نشطة يحملها المجاهدون بالحجة والعلم واليقين تبين للعقل المكلف : لماذا القرآن هو الكتاب الوحيد الخالد الباقي المحفوظ بلا بديل ؟ ولماذا الإسلام طوق النجاة للعالمين بلا منافس ؟
هذه الحملة يجب أن تقوم بها الأمة كلها بكل الوسائل وباستمرار وبهمة داخليا وخارجيا ومن يتخلف عن ذلك فقد خان الله ورسوله وأتخذ الشيطان وليا .
وهذه الدعوة لا تحتاج إلى عنف أو إكراه ، لأن العنف والإكراه يضر بالدين العالمي ويتخذ ذريعة تقود بها الشياطين حربا عالمية مبررة على الأمة كلها
والإسلام قوي بحجته العقلية ومعجزته العالمية ، ويمكن بيقينه العلمي أن يستقطب أعلي وأرقى العقول ، وعندما يأسر الإسلام بحجته عقول قادة الحضارة العالمية فإن ذلك سيشكل دعما عالميا وعمقا استراتجيا للأمة المهددة وسيكون في ذلك فتحا من الله ونصر قريب ، فحي على الجهاد العلمي والمنطقي الهادي إلى طريق اليقين
@ ومن البداية أقدم هذه النصيحة لقادة الأمة وشبابها المتحمس وكل المحبين لدين الله العالمي ولرسوله الخاتم الرحمة المهداة فأقول :
* إن الإسلام ليس حكرا على جماعة أو تنظيم بل هو دين الأمة كلها ، إنه الدين العالمي الخالد والذي ارتضاه خالق السماوات والأرض ليكون دين العالمين ، وكلفنا –   جميعا -  بحفظة والدفاع عنه ووعدنا بالحماية والنصر  لو أننا لزنا بحماه وأطعناه في دينه المرتضى ، ومن ينصره الله فلا غالب له ، والشياطين لن يوقفها المداهنة أو الخوف والرضوخ والزلة والمسكنة ، بل بالعكس فإن الخوف والمداهنة سيشجعها على استكمال المسيرة لابتلاع الأمة وتركيعها أو إبادتها ، ولن يوقف كل ذلك إلا الفرار إلى الله القادر على كل شيء والملك المهيمن ،  وصدق ذلك يتجلى في  توحد الأمة كلها على هوية الحق في رضى ربها القدير 
* وعلينا في هذه المرحلة الخطرة أن نتسام على الحزبية والتحزب ، وننسي لوجه الله المعارك الثأرية الغبية التي ورطنا فيها شياطين الأنس بهدف إشاعة العداوة والبغضاء بين أخوة لا إله إلا الله محمد رسول الله تمهيدا لتقطيع الأمة وابتلاعها ، ونحن الآن جميعا في مركب واحد إن غرقت غرقنا جميعا وإن سارت بأعين الله نجونا جميعا . ولا بد من فقه جديد في تلك المرحلة الحرجة والخطرة على كل أمتنا المهددة .
* وعلي الشباب المتحمس أن ينتبه لكي لا يورط في أعمال تخرب أمته  تتخذ مبررا لقيادة حرب عالمية علي دين الله دين السلام العالمي ، وليعلم الشباب أن كل من في مواقع القيادة لأمته إما أبائهم أو إخوانهم أو أقربائهم أو أصدقائهم ، وكثير منهم محبين للإسلام ، فعلى الشباب المحب لدينه أن يتواصل مع أولي الأمر بالحب والفكر واللين بالحكمة والموعظة الحسنة مع الصبر والمثابرة بلا كلل أو ملل .   
* إننا بحاجة إلى فقه جديد يعتمد على الحوار العاقل بعيدا عن التعصب الأعمى والعصبية البغيضة ، حوار يوحدنا في الداخل وينصرنا في الخارج ، حوار علمي يرد علي المطاعن ويظهر معجزة القرآن العالمية وأن في الإسلام طوق النجاة للحضارة العالمية بلا بديل ، ولكي ينجح هذا الأمل الغالي تحتاج الأمة إلى مرجعية من خيرة علماءها المحتسبين ( كمجلس شورى لقادة الأمة وشعوبها ) تعود إليهم الأمة في الأمور الخلافية والخطرة .
# والحرب الظالمة التي تفعل الآن والتي تعتبر امتداد حديث لحروب قديمة سقط فيها ملايين من الأبرياء والموحدين ، هذه الحرب الإجرامية تعتمد على فكرة تفعل وتضخم ( بالباطل ) وتستخدم لتكون مبررا شيطانيا لأحقاد تاريخية تنتهز فرصة غفلة الأمة وضعفها وتفككها لتنقض عليها لتغتصب ارضها وعرضها وتسرق طاقاتها وتشوه دينها العالمي الخالد ، وهذه الفكرة الباطلة هي :
1- أن الإسلام ليس دين الله العالمي الخالد ، وأن القرآن ليس الرسالة الخاتمة بل هو من وضع محمد جمع له من الكتب السابقة وطعم بالأدب العربي ليكون ذريعة يدعى بها محمد أنه رسول ليصل من خلال ذلك الى سلطة زمنية .
2- أن القرآن والإسلام مدرسة الإرهاب التي تفرز محور الشر من الأصوليين المسلمين .
3- أن الكتاب المشترك لليهود والنصارى هو الوحيد الحق بلا بديل ومن ثم يجب أن يقود العالم ضد محور الشر الذي يجب الخلاص منه حتى ينزل الرب – مطمئنا -  ليسكن المعبد على حطام الأقصى .
3- أن الأرض التي بيد المسلمين مغتصبة من أصحابها ويجب أن تعود أليهم لأنهم هم أبناء الرب واحبائه ، وقد اعطاهم الرب حرية استعباد الآخرين وابادتهم أن لزم الأمر فهم شعب الله المختار وكتابهم هو الكتاب الوحيد الخالد الذي يجب أن يحكم .

وهذا ما تحاول الشياطين إشاعته عالميا ليكون مبررا – مقبولا – لإجرامها المنصب على أمة الإسلام ولتحقق اهدافها الحبيثة ، وما حدث في فلسطين والعراق والصومال والسودان واندنوسيا ، وهلم جرا  له دليل عملي على ذلك .
وأن لم تتوحد الأمة ( على هيئة كومنولث اسلامي ) ويكون لها برنامج عالمي مفعل بعلم وحكمة داخليا وخارجيا يشرح حقيقة الإسلام ويرد على المطاعن وحملات التشكيك ، أن لم تفعل الأمة ذلك فأن الشياطين ستفتعل احداث مستمرة لتتخذها مبررا لأستمرار تقطيع الأمة تمهيدا للإنقضاض عليها واغتصابها .
 * وبين يديك هيكل عمل لتطعيم أمة داخليا وخارجا ، عليك أن تشترك في تفعيله بكل الوسائل وتوصيله إلى العلماء والدعاة وأجهزة الإعلام والنت في الداخل والخارج ، بلا كلل أو ملل أو فتور ولك أجر مجاهد .
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [الأنفال : 36]
 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة : 33]
فثق بوعد الله وحي علي الجهاد - الفكري والعلمي -  بالحكمة والموعظة الحسنة
 أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران : 142]
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت : 69]







بسم الله الرحمن الرحيم
الشقيق الحبيب أخي في الإنسانية هل سألت نفسك لماذا أنت هنا في هذه الأرض ؟ ولمذا خلقت بهذه الهيئة المميزة مزودا بعقل باحث عن الغيب ؟ ولماذا سخرت لك كواكب وافلاك وزروع وضروع وطاقات رهيبة يمكنها أن تزيلك من الوجود في لمح البصر ؟
أن لم تكن تلك الأسئلة خطرت على بالك بشكل من الأشكال فأنت في غفلة عن حالك وسر وجودك وتكريمك .
فأن أردت أن تعرف فأرحل من الأكوان الى المكون !      لعلك تسأل : كيف ارحل ؟
أرحل بعقلك الراقي على مدراج السالكين في آيات كون منظور متفكرا في آيات الخلاق التي تحيط بك وتسكن فيك وداوم على الترقي حتى تطل الى عالم الغيب وكأنك تراه .
فهيا بنا في رحلة اليقين قبل فوات الأوان وانتهاء الآجال .

الكارثة والحلقة المفقودة فى الدعوة
الحبيب الشقيق  :  بعد عملية إحصائية طويلة شملت قمم المثقفين وقادة الفكر فى الأمة تبين ما يأتي :  هناك ملايين من أمة الإسلام لا تعلم يقينا لماذا القرآن الكريم هو كلام الله ، وأنه الوحيد الخالد المحفوظ بلا بديل ؟  ولماذا الإسلام هو دين كمال البشرية العالمي الخالد بلا منافس ،  وانه طوق النجاة للحضارة العالمية ؟
وتستطيع بنفسك أن تستطلع ذلك فيمن حولك لتعلم ذلك يقينا ، وذلك يشكل كارثة تطول عقل الأمة وقادة الفكر والثقافة فيها ، وإذا فقد قادة عقل الأمة اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول فأنهم سيفقدون الانتماء الراسخ للدين العالمي الخالد وسيفقدون التواصل معه والتوصيل له لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وسيسهل اختراقهم وسلخهم من مشكاة الأنوار من خلال حملات التشكيك والمطاعن والمغريات ، ومن هذا الوسط يخرج العملاء من الذين يطلبون رزقهم في صناديق القمامة للشرق والغرب بعيدا عن النبع الصافي في جنة الإسلام .
وعلاج هذه الكارثة يشكل حلقة مفقودة فى الدعوة الإسلامية
وهذا العمل مساهمة منا في ذلك فشارك معنا في تفعيله وتوصيله ولدينا المزيد فلنتواصل
رحلة اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول
هيا بنا نتفكر ساعة قبل قيام الساعة لنصل إلى الحق واليقين والحق أحق أن يتبع .
وفي تفكرنا نقوم برحلة نرحل فيها من الأكوان إلي المكون ، وأدواتنا في تلك الرحلة عقل كوني وكون معقول ووحي صادق ، والعقل حق لا ينكره إلا مجنون والكون من حولنا حقيقة لا ينكرها إلا مخبول والوحي الحق قام عليه ألف دليل ، وقدر العليم الحكيم برنامجا للعقل متوافقا مع برنامج الكون من حوله حتى يتفكر فيه ويتصاعد في تفكره علي سلم الأسباب حتى إذا وصل إلي منتهاه اطل إلي عالم الغيب وكأنه يراه فيؤمن .
فهيا بنا علي مدارج السالكين نرحل متفكرين في طريق اليقين :
* أتوقن يا أخي بأن لكل صنعة صانع حتى ولو كانت عود ثقاب أو دبوسا بسيطا؟ (نعم أوقن) 
* أتوقن يا أخي بأن الصنعة إذا كانت تتجلى فيها الدقة والعلم والحكمة والتقدير فإن الصانع لابد وأن يكون عليما وحكيما وقديرا ؟ ( نعم أوقن )
* فبماذا توقن عندما ترى كونا من حولك غاية في العظمة والتقدير تتجلى فيه أعلى درجات الحكمة والعلم والدقة من ذراته إلى مجراته ومن أرضه إلى سمائه ؟ ( أوقن بأن من فوقه خلاق له صفات الكمال ) .
* هل تشك يا أخي أن الصانع الماهر يتابع صنعته بإرسال الفنيين يحملون النصح والتوجيه والكتالوج حتى تعصم صنعته من التلف وتسير على أكمل وجه يرتضيه الصانع ؟ ( لا أشك )  كيف وخالق ذلك الكون المنظم البديع الذي قدر لهذا للكون العظيم حركته ونظامه بلا تفاوت أو فطور ، وسخره للمكلفين من عباده ، أبعد كل ذلك يتركهم – في عالم التكليف بخيره وشره -  بلا  توجيه أو هداية ؟         إن الوحي حق والرسل والرسالات حق .
* أن الإنسان المخلوق  يصيغ في حياته القوانين بأوامرها ونواهيها ويفعلها بالثواب والعقاب ،  فهل يكون للمخلوق ما ليس للخالق العظيم الحكيم ؟ أن الوحي حق ويوم الحساب حق .
والوحي الحق يصاحب العقل المكلف ليذكره بذلك:
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور : 35]
بمعني: أن لكل صنعة صانع ولكل خلق خالق.
وأيضا يذكر الوحي العقل بآيات الكون والأنفس وما لها من دلالات على وجود خلاق عظيم له صفات الكمال :
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ [الروم : 20] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم : 21] وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ [الروم : 22] وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [الروم : 23] وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [الروم : 24]
ويذكرهم بأن الرسل والرسالات حق ويوم الحساب حق :
* رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل .... [النساء : 165]
* لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...[الحديد : 25]
* كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ... [البقرة : 213]
* أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون : 115]
بمعني أنكم لم تخلقوا بلا هدف أو غاية لتعيشوا لحظات تهلكوا بعدها إلي فناء لا رجعة بعده يستوي فيه الصالح المؤمن والكافر المجرم ( كما تقول النظرية المادية ) ، لأن ذلك معناه أن ذلك الكون العظيم المسخر لذلك الإنسان المكلف خلق عبثا وباطلا ، وحاشا لمن له صفات الكمال أن يوصف بذلك ، بل هناك يوم للحساب يكرم فيه المؤمنين الطيبين ويعاقب فيه الكافرين المفسدين في الأرض .
ويستمر العقل السليم في رحلته الفكرية متسائلا :
* إذا كانت غاية خلق الأرض أن تمهد لي ، وغاية خلق القمر أن ينير ويؤقت لي ، وغاية خلق الشمس الجبارة أن تمنحني الطاقة ولا تحرقني ، وغاية خلق الرياح  والبحار والأنهار أن تحفظني وتخدمني ، وغاية خلق العقل المكلف أن يجعلني أتفكر في كل ذلك وأتسأل :  ما الهدف والغاية الذي من أجله خلقت وسخرت لي كل تلك الأشياء من الذرات إلى النجوم والأقمار والطاقات والكائنات الحية ، ومنحت من أجله عقلا كونيا راقيا مزودا بقناة تبحث عن الحكمة والغيب ؟
فيسمع القلب ( العقل ) منذ ( ألست بربكم حتى نزول الفرقان ) يسمع ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فيتساءل القلب ( العقل ) كيف نعبدك ربى عبادة ترضى بها عنا ؟  فيسمع القلب ( اتبع ما يوحى ) ، والوحي الحق أرسله العليم الحكيم -  كبرنامج مكمل -  يصاحب القلب ( العقل المكلف ) - سريع التقلب -  في رحلة التكليف  يهديه إذا ضل ويقومه إذا اعوج ويشفيه إذا مرض ويحميه من اختراق الشياطين ، بشيرا ونذيرا.
 ولقد شاء العليم الحكيم أن تتنزل رسالاته على مراحل وفقا لمراحل أطوار البشرية ، كما أن الطفل المولود حديثا يناسبه لبن الأم الخفيف المتوافق مع سنه حتى إذا ما بلغ أشده احتاج إلى غذاء معقد أكثر ثراء وتركيزا ينسخ  ما سبقه من غذاء بسيط  ، وهكذا جاءت الرسالات متتالية حتى انتهت برسالة دين كمال البشرية العالمي الخالد الإسلام التي نسخت ما سبقها من رسالات ، وليس النسخ باللاحق معناه العيب والقصور في السابق فالكل حق من الحق ، والوحي الأخير فيه كل ما سبقه من الحق وزيادة .
وكذلك كان يوكل حفظ كل رسالة مرحلية إلي أصحابها فكان يحدث فيها تحريف أو تغيير يعدل بالرسالة التالية ، حتى جاء زمان الرسالة الخاتمة التي تكفل الله بحفظها إلي يوم الدين .
* وقد يقف العقل البسيط حيرانا أمام ظاهرة يعيشها في هذا الزمان ، إنها ظاهرة وجود كتب متعددة بينها اختلاف يجر إلى  صراع  وخلاف ، ويدعي صاحب كل كتاب أن كتابه هو وحي السماء الوحيد الخالد المحفوظ ، فيتساءل العقل : أين الحق من بين ما هو معروض أمامي من كتب مقدسة بينها تناقض واختلاف ؟
التوراة حق والإنجيل حق وكل ما نزل من عند الله حق ، وليس من المعقول أن يجعل الله - العليم الحكيم الرحمن الرحيم- رسالات متعددة - بينها تناقض واختلاف -  في فترة زمنية واحدة تدفع عباده للتخاصم والتفرق بل والصراع الدموي ، ولكن الحق هو أن تبقي رسالة وحيدة فى أي فترة زمنية تشكل قبلة يتوحد عليها عباد الله فلا يضلوا ولا يتخاصموا .  
* فكيف نتعرف على  ذلك الحق الوحيد المحفوظ من بين ما هو معروض - أمام العقل المكلف الحر -  من نصوص متعددة وبينها اختلاف ؟  
لابد للعقل أن يضع شروطا منطقية عادلة يتعرف من خلالها على أن ذلك النص – وليس غيره - هو كتاب الله المحفوظ ، وهذه الشروط العقلية المنطقية العادلة يمكن تلخيصها فيما يأتي :
* كلام الله  يحس المستمع إليه أنه يأتي من أعلى محاط بالجلال والجمال يأسر العقل ويهز الوجدان .
* كلام الله محفوظ كما انزل ، وهو نسخة واحدة يرجع إسنادها إلي المصدر مباشرة .
* كلام الله معجز بكل المقاييس ، وخال تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والكلام الفاحش .
*  كلام الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .
* كلام الله ينزه الله مما لا يليق بكماله وينزه رسل الله مما لا يليق بحملة رسالاته من أول كلمة لآخر كلمة فيه
* كلام الله يحتوى على برنامج عقلي يأخذ بالعقل المكلف على مدارج السالكين - في عالم الشهود - حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه ، فيؤمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر .
* كلام الله العالمي الخالد يحتوى على منهاج عالمي يحقق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله .
*كلام الله يصف الكون في أدق تفاصيله – من البداية إلي النهاية -  ويشير إلى حقائق علمية من الذرة إلى المجرة ، ومن النطفة إلى العقل البشري تتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بأدق وسائل التقنية الحديثة والتي عرفها العلم حديثا بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام  .
فإذا لم تنطبق هذه الخصائص على كتاب قيد الفحص فإني أحكم عليه بأنه مزيف ، وإذا انطبق بعضها ولم ينطبق البعض الآخر فأني أحكم عليه بأنه محرف مشكوك فيه ، وإن انطبقت كل هذه الشروط على كتاب فإني أوقن بأنه كلام الله الخالد الباقي المحفوظ ليدين به المكلفون فيقودهم إلى الهدى ودين الحق .
 * والدراسات العلمية العالمية البعيدة عن التعصب والعصبية بينت يقينا أن تلك الشروط العقلية والمنطقية لا تنطبق – فيما هو متاح أمامنا -  إلا على كتاب وحيد لا ريب فيه إنه القرآن الكريم بلا منافس أو بديل .


فهو الكتاب الوحيد الذي يحس المستمع إليه أنه يأتي من السماء  .
لأن روح النص مخالفة لروح لغة البشر وأن كان من جنس لغتهم ، وبه تطمئن القلوب وتهدأ النفوس .
( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ومن يضلل الله فما له من هاد ) 23الزمر
* وهو الوحيد الخالي تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والمحفوظ كما أنزل
(وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) فصلت 42
(أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) 82النساء
( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً) 1الكهف 
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر 9
( ولمزيد من المعلومات عن التحريف الذي امتلأت به النصوص المحرفة  يمكنك الرجوع إلي كتب مقارنة الأديان ككتاب إظهار الحق لرحمة الله الهندي ، وكتب ومناظرات الشيخ أحمد ديدات ، وكتب اللواء احمد عبد الوهاب، وكتاب التوراة والإنجيل والقرآن للدكتور موريس بوكاي وغيرهم وكذا مواقع النت والمناظرات) .

* وهو معجز فى معانيه ومبانيه
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) الإسراء (88 ) وفى البقرة(23) ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله  )
 ( وللتوسعة يمكن النظر في كتب الإعجاز البياني للجرجاني والباقلاني والشعراوي وأبو ذهرة وغيرهم ومواقع النت الإسلامية )

وهو الوحيد الذي ينزه الله مما لا يليق بكماله ، وينزه الرسل مما لا يليق بحملة رسالات الله .
 ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) سورة الإخلاص
 ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) الحديد 25
والكتب المحرفة نجد فيها فقرات تصف الله بما لا يليق بكماله ، وتصف رسل الله بما لا يليق بحملة رسالات الله من كبائر الإثم والفواحش ( وفي المراجع الكثير )

وهو الوحيد الذي أشار إلى حقائق علمية تصف الكون من الذرة إلى المجرة وتصف الإنسان من النطفة إلى الخلق الآخر
 وصفا علميا يتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بعد نزوله بأكثر من ألف عام  ليكون في ذلك دليل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام
( سنريهم ءاياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد )53 فصلت
(وللمزيد عليك بكتب ومراجع الإعجاز العلمي المعتمدة ، ومواقع الإعجاز العلمي علي ألنت مثل موقع موسوعة الإعجاز العلمي  وموقع المهندس الكحيل وموقع الدكتور زغلول النجار)

وفيه برنامج مكمل للعقل المكلف يعدل اعوجاجه ويشفى أمراضه
( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين  )57 يونس
وبرنامج القرآن العلمي يذكر العقل بأن يأخذه فى رحلة عقلية على سلم الأسباب في عالم الشهود حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه فيؤمن بالله ورسالاته ويوقن بيوم الحساب ( وهو فى ذلك بلا منافس أو بديل ) .
 ( ولِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأَرْضِ واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )

فى القرآن وعلوم الإسلام دستورا عالميا يحقق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله ( بلا منافس أو بديل )
( أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )90 النمل
الكتب المحرفة فيها فقرات تدعوا الى العنصرية والدمار الشامل لكل مظاهر الحياة والبيئة -وتدعوا أيضا الى إبادة الأطفال واغتصاب البنات - في حالة الحرب مع المخالف.

القرآن خال تماما من الكلمات الفاحشة التي لا تليق بكلام الله ، وكل ما جاء فيه دعوة إلى التوحيد الخالص والعلم والطهارة والعدل والصدق التي تأخذ المكلفين من دنيا القردة والخنازير إلى جنة التوحيد
( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 105 الإسراء
الكتب المحرفة تطفح بالكلمات الفاجرة المجرمة التي تخدش الحياة ( وفي المراجع الكثير )

القرآن يهيمن على ما سبقه من رسالات ويحتوى على نص صريح بأنه الخاتم
* يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة : 15]
* إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل : 76] وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [النمل : 77]
َّما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]

ولقد أخبر عن الغيب فصدق ( يشمل الغيب العلمي والتاريخي )
* ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران : 44]
* ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ [يوسف : 102]
* قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان : 6]      *(تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى)  4 طه
والقرآن في كل ذلك بلا منافس أو بديل وللتوسعة اٌرجع الى كتب مقارتة الأديان ومواقع النت ، أو ارجع الى ( كتاب اسئلة واجوبة في الطريق الي اليقين ، وكتاب التقارب والاختلاف في الكتب المقدسة  للمؤلف ) يغنيك عن مشقة البحث في المراجع .

وجاء الرسول ليبلغ الوحي في إطار عملي يتمثل في العبادات والعادات والمعاملات ، أو بمعني آخر ليكون الرسول هو الأنموزج الكامل لما يجب أن يسير عليه المكلف ليبلغ مأمنه في الدنيا والآخرة .
* وهندسة بناء الإنسان هي زوجية النفس والبدن أو الروح والمادة ، وكمال الإنسان في العدل والتوازن في هذه الزوجية  ، وكمال الجانب المادي هو حد الكفاية في متطلبات الإنسان المشروعة ، كالمأكل والمشرب والمنكح والأمن والآمان في بدنه وماله وعرضه ، وكمال الجانب النفسي في اعتقاد النفس انها خلقت لعبادة الله وأن لها هدف غايته الخلود وان معها قيوم قادر على كل شيئ رقيب حسيب حكم عدل صمد ( تلوز إليه في الشدائد والمظالم  ) وان هناك يوم للحساب .
* ودين الله الحق  يتحقق به كل ذلك وبدونه ينهار مبني الإنسان ومعناه ( بدنه ونفسه )
# والإسلام بجانب أنه يحقق العدل والتوازن في الجانب المادي ، يأخذ بالنفس في رحلة عقليه علي مدارج السالكين في عالم الشهود حتى إذا وصلت إلي منتهاها أطلت إلي عالم الغيب وكأنها تراه ، فتؤمن بالله وكتبه ورسله وتوقن بيوم الحساب يوم الخلود ، ونفس بهذا اليقين لا تكتئب أبدا ، ولا تتوحش أبدا .
* لا تكتئب لأنها تعلم أن معها سند قدير رحمن رحيم إذا حزبها أمر تلجأ إليه وتلوذ به ، وانه حكم عدل لن يضيعها ، وتعلم أنها معني باق خلق للخلود .
* ولا تتوحش لأنها موقنة بالرقيب الحسيب وموقنة بيوم الحساب .

# وتشريع الإسلام بلا منافس أو بديل فكله حق وخير وعدل وطهارة وصدق
وتشريع الإسلام يعتمد علي قواعد هامة هي : الله وحده خالق كل شيء ومالك كل شيء ويعلم ما يصلح كل شيئ ( إنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54] ) ،  وفي سورة الملك : ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [ 14] ) ويترتب علي ذلك : أنه وحده المشرع والآمر الناهي .
* وتشريع الإسلام يعتمد علي أن الحكم لله والبشر كلهم سواسية أمام الله  كما جاء في خطبة الوداع لرسول الله ، قال : « يا أيها الناس ، إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر ، إلا بالتقوى ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ألا هل بلغت ؟ »  ، وما الخليفة ( الحاكم ) إلا بشر مكلف بتنفيذ حكم الله في مملكة الله .
والتشريعات البشرية مليئة بالمظالم والنواقص والقصور والعنصرية ، بينما تشريع الخالق العليم الخبير خالي من النواقص والعيوب .

ملخص تشريع الإسلام ومنهاجه
1- الله وحده هو الخالق والمالك لكي شيئ  ، والمشرع الآمر الناهي  ، فهو وحده الذي يعلم ما يصلح خلقه .
2- كل ما في ايد البشر من منصب ومال ومتاع فهو في حقيقته ملك لله استخلفهم فيه وهم مسئولون عن ادارته وفقا لشرع الله ومحاسبين عليه .
3- تشريع العليم الحكيم كله حق وخير وعدل ورحمة (أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )90 النمل
فكل ما احله شرع الله خير وطهارة وفلاح ، وكل ما حرمه وجرمه شر وخراب وظلم وفشل .
4- البشر كلهم سواسية لا فضل لهم إلا بالتقوي والطاعة لله .

@ فماذا كانت النتيجة عندما خالف الإنسان شرع الله العالمي الخالد ( الإسلام ) ؟
* النتيجة هي : هاهو العالم يتحول إلى غابة من الوحوش والقردة والخنازير ويتجه إلى الهلاك بأمراضه الخطرة ، فإنكار الخالق القدير الرحيم الحكم العدل وإنكار يوم الحساب دفع النفس البشرية إلى الاكتئاب أو التوحش ، فانتشرت الفواحش والجرائم والمسكرات ، وأخترع الأنانيون الظلمة من بني البشر  طاعون الربا ( أم المظالم ) الذي يقود الحضارة العالمية الى الإنهيار والفشل ، وصاغوا القوانين والتشريعات العنصرية والظالمة التي تخدم أهوائهم ، فانتشرت جرائم العنف وردود أفعال المظلومين ، وفرضوا قوانين تحمي الزنا واللواطة فانتشرت الأمراض الفتاكة كالإيدز والأمراض الجنسية والنفسية التي تهدد البشرية بالزوال ، وغيروا فطرة الله واباحوا الخمور والتعامل مع النجاسات واتبعوا كل ما يخالف شرع الله ، فغرق العالم في طوفان  مضاعفات الخمور والمخدرات وجرائم الإغتصاب والقتل والسرقات وظهر جنون البقر والبشر وانفلونزا الخنازير وغيرها من المراض البدنية والنفسية المدمرة .
واخيرا إنهار أقتصاد الربا والتطفيف والغرر ( وكلها أمور حرمها وجرمها الإسلام )  ولا حل للبشرية إلا في الرجوع إلى الإسلام انه طوق النجاة لها بلا منافس أو بديل ، فكل ما جعله حلال سعادة للبشرية وكل ما حرمة فيه خراب لها  . 
سؤال هام : إذا كانت الأدلة العلمية والمنطقية تدل يقينا على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام دين الله العالمي الخاتم بلا منافس أو بديل ، فلما كل هذه الطعون والعدوان الموجهة إليه ؟
الإجابة : هذه الطعون إما عن جهل أو جهالة أو حقد أو عمالة ، ولكن لو درس أي عقل مفكر القرآن ودين الإسلام دراسة علمية مجردة عن الهوى فأنه حتما سيصل إلي اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول وأن في الإسلام طوق النجاة للعالمين بلا منافس أو بديل .
مراجع للتوسعة :
1- كتاب اظهار الحق لرحمة الله الهندي .
2- كتب ومناظرات الشيخ أحمد ديدات ، وخصوصا كتاب ( عتاد الجهاد )
3- كتب اللواء محمد عبد الوهاب ( مكتبة وهبة ومسجد العزيز بالله )
4- القرآن والتوراة والإنجيل ( دراسة مقارنة للدكتور موريس بوكاي )
5- مواقع النت للمراجع والمناظرات والردود على الشبهات والطعون .
6- كتاب شامل ومدعوم للرد على الشبهات والمطاعن للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
7- الكتب والبحوث المتخصصة في التشريع الإسلامي والإقتصاد وحقوق الإنسان.
ولقد لخص المؤلف كل تلك المراجع في كتاب ( أسئلة وأجوبة في الطريق الى اليقين ) وكتاب ( التوافق والاختلاف في الكتب المقدسة ) فأنتظرهم ليوفروا عليك عناء البحث الشاق والطويل وأحرص عليهم ، وهناك المزيد  .




خلاصة ونداء إنساني هام
الي كل انسان يؤمن بالله وما له من صفات الكمال أذكر بما يأتي :
* هل تشك في ان لهذا الكون العظيم البديع المنظم خالق عظيم له صفاة الكمال لا يعجزه شيئ في كونه ؟
أذا كنت توقن بذلك فلماذا تعبد غيره وتتوكل وتثق فيمن سواه ممن لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا ، لماذا تعمل الف حساب لمن يسرق ارضك ويهتك عرضك ويقتل ابنائك ويتخلى عنك ، وتقدم بين يديهم فروض الطاعة خوفا وطمعا ، وتنسي من بيده كل شيئ والذي اكرمك بالوجود من العدم وجعلك خليفة في الأرض وسخر لك الشمس والقمر والنجم والشجر والبحار والأنهار والذروع والضروع ، ووعدك بالحياة الكريمة والنصر والعزة وحسن الختام لو عزت بحماه لا تشرك به شيئا ؟ .
أنك لم تخلق إلا لعبادة الله لا تشرك به شيئا فلز بحماه موقنا بأن ما يلوز بحماه لا يخيب ولا يزل بل يفوز بالحسني في الدنيا والآخرة .
* وهل تشك أن الخالق العظيم الذي يدير الكون بذراته ومجراته بشموسه واقماره ببحاره وانهاره وجباله يديرها – سبحانه -  بلا خلل او فطور ، هل تظن أن ذلك الخلاق العظيم لا يدير حركة مخلوقه الإنسان المكلف علي اكمل وجه ؟
إن أي صانع حكيم عليم لا يترك صنعته للتلف وليساء استخدامها ، بل يتابعها بأرسال الرسل - من ورائها -  من فنيين ومهندسي صيانة يحملون معهم الكاتالوج حتى تعمل الصنعة على أكمل وجه.
* فهل يجوز أن يترك العليم الحكم من له صفات الكمال المكلفين من عباده بلا رسل تحمل رسالته للمكلفين كبرنامج مكمل لبرنامج العقل المكلف حر الإرادة في دنيا التكليف ؟
أن الوحي حق وهو برنامج يصاحب العقل ليذكره اذا نسي ويهديه إذا ضل ويشفيه اذا مرض ، بل هو برنامج يحمي العقل من اختراق فيروسات الشياطين الموجودة في عالم التكليف .
* ولقد شاء الله أن يختم الوحي بالدين العالمي الخالد الإسلام ليكون طوق النجاة للمكلفين – في الدنيا والآخرة – بلا منافس أو بديل ، ومن يريد أن يبحث ليوقن بذلك فعليه بكتاب ( أسئلة وأجوبة في الطريق الى اليقين للمؤلف ) والمراجع العالمية المتاحة في علوم مقارنة الأديان والكتب المقدسة ، والمراجع التي تشير الي دور تشريع الإسلام في حل المشكلات العالمية الخطرة ( والكتب المقدسة متاحة للفحص والمقارنة والعقل المفكر موجود ليحكم ويقرر ، ومن شاء فليؤمن )
فإلى كل عاقل ومفكر وعالم من قادة الحضارة العالمية أوجه هذا النداء الإنساني :
* الإسلام دين العلم والحق والعدل والحرية ، دين الخالق العليم الحكيم الذي انزله ليكون طوق النجاة للعالمين في الدنيا والآخرة ، وهو طوق النجاة الوحيد للحضارة العالمية المهددة بالإنهيار ، وأن ما نسب اليه من تخلف أو إرهاب ظلم شديد وباطل واضح ، وعليكم بدراسة الإسلام من مصادره الأصلية وتاريخه الناصع .
وأن الحرب الموجهة إلى الإسلام خطر عظيم لأنه دين الله الخالد ولأنه طوق النجاة للعالمين .
* وأن ما يحدث من عنف او ما يسمى بالإرهاب ما هو إلا ردود أفعال المظلومين بسبب حضارة عالمية ظالمة ومجرمة ، انتشرت فيها المظالم والإعتداء وأزدواجية المعايير، والربا والتطفيف والحروب الإستعمارية والسطو المسلح على مقدرات الشعوب الضعيفة ، حتى اضحى أغلب أهل الأرض من بني آدم تحت خط الفقر يموتون من الجوع والمرض ، بسبب تكدس الثروات فى ايدي قله من اخوتهم في الإنسانية ، بسبب الجشع والنهم والإسراف . وهاهي الحضارة تنهار، ولا حل للبشرية إلا في الإسلام طوق النجاة لها بلا منافس أو بديل ، فعلى البشرية العاقلة أن تفر إليه وإلا فالطوفان قادم .
* وهاهو الإسلام يمد يده للحضارة المهددة بالخراب ليكون طوق النجاة لها بلا بديل أو منافس ، كما أشار الدكتور مراد هوفمان  أحد كبار قادة حلف شمال الأطلنطي ومدير إستعلامات ( الناتو ) وأستاذ القانون والذي أشهر إسلامه سنة 1980 .

ملحوظة فى فقه المرحلة :
نوجه هذا النداء الهام إلى علماء الأمة : يا علماء الأمة توحدوا لتشكلوا مرجعية ملزمة لكل الأمة تعلنوها في اجتماع لكم لإبراء الذمة في بيت الله الحرام ، وأن يكون لكم برنامج عالمي مفعل بكفائة واستمرار وبكل الوسائل يبين يقينا : لماذا القرآن هو كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ بلا منافس ؟ ولماذا الإسلام هو دين الله العالمي الخالد طوق النجاة بلا بديل ؟  ، ففي  توحدكم وإجماعكم  وإعلانكم حق ايقين  إبراء لذمتكم – المحاسبون عليها – وإنقاذا لأمتكم من التفكك والاختراق والصراع وإنقاذا لدينكم من شن حرب عالمية عليه ، أن لم تفعلوها تكن فتن تحاسبون عليها حسابا عسير لأن الله أكرمكم بنعمة حمل أمانة دينه العالمي الحق ألا هل بلغت اللهم أشهد ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 * ويا أمة التوحيد أن ما بك من مهانة وزل وتخلف بسبب انسلاخك عن النبع الصافي واحة الأمن والأمان فى حمى العزيز المهيمن القهار ، فهل تقارنين بين حالك الآن وحالك عندما كنت بهوية الإسلام عندما تحركت خيول النصر تحمل رايات التوحيد والحق للأرض كلها .   فهل تعودي إلى دين كمال البشرية العالمي الخالد فى حمى من يقول للشيء كن فيكون ؟
الحبيب الشقيق لا تنسى الأمل فى الرجوع إلى هوية الحق هوية الإسلام والوحدة فيه ، وأن تجعل ذلك مشروع حياتك قبل مماتك ، وأن تسعى من أجل ذلك بالنصح والعلم والفكر والرحمة والمودة ،  بالحكمة والموعظة الحسنة كما بين الهدى ونور الحق بلا كلل أو فتور أو ملل ، سخر كل إمكانياتك واتصالاتك للتواصى بهذا الأمل الغالي الذي من أجله خلقت ، ولا تنسى أن من يلوز بحمى الله فلا غالب له ومن يتوكل عليه فهو حسبه .

( أطبع من هذا العمل ما تستطيع وإرساله إلى من تحب أن تصل إليه دعوة الحق ليكون ذلك فى ميزان حسناتك ( ولابد أن تكون الطباعة واضحة ونقية ) ، بارك الله فيكم وجعل سعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا ومتعكم بالصحة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة إنه نعم المولى ونعم النصير  وللمزيد يمكنك للتوسعة الرجوع إلى كتب مقارنة الأديان ، وكتب الإعجاز العلمي في مجال ( الكونيات والإنسانيات ) أو أرجع الى كتاب ( أسئلة وأجوبة في الطريق الى اليقين ) وكتاب ( التوافق والإختلاف في الكتب المقدسة ) للمؤلف ، ففيها ما يغنيك عن مكتبة ويغنيك عن مشقة البحث الطويل ، وهناك المزيد من الأبحاث الهامة والغير مسبوقة نسأل الله أن يوفق من يساعد على طبعها وتفعيلها ، وهو خير الجهاد ، فتواصل معنا على :  hussan_brain@yahoo.com  0127580446 محمول مصر – د حسين اللبيدي / مدير مستشفى وعضو هيئات الإعجاز العلمي
‌‌‌‌‌‌‌‌





الغلاف الأخير
الإسلام يهاجم بكل الطرق وبمختلف الوسائل ، وينسب إليه الإرهاب والتخلف مما يشكل خطرا على كل الأمة بشعوبها وقادتها ، وهذا العمل حق مشروع للدفاع عن دين الله العالمي الخالد مصدر دستور الأمة وكيانها وهيبة حكامها ، بل وطوق النجاة للحضارة العالمية كلها ، فيا من تحب الله ورسوله فعل هذا العمل وانشره بكل الوسائل وبلا كلل أو ملل عسي الله أن يجمعنا وإياكم مع الأحبة محمد وصحبه .
* وتواصل معنا وشارك معنا بجهدك ومالك لاستكمال حملة تطعيم تطول أجيالا لا تعلم يقينا لماذا القرآن هو كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ ؟ ولماذا الإسلام- دين الله الخالد -  طوق النجاة للبشرية ؟
* وأيضا وصل هذا العمل لأبنائنا في الخارج ، وترجمه ليصل إلى عقلاء الكون وقادة الحضارة  ليتعرفوا على الإسلام فيحترموه ويدافعوا عنه وفي ذلك دعما عالميا وعمقا استراتيجيا للأمة المهددة والمظلومة .
* احتفظ بهذه النسخة وانتظر الإصدارات التالية : كتاب :أسئلة واجوبة في الطريق الى اليقين ( وهو يشكل حصيلة ثلاثون عاما من الفكر والدعوة )+ وكتاب : التوافق والإختلاف في النصوص المقدسة ( وهي دراسة شديدة الأهمية ) + الإنهيار العالمي والإسلام طوق النجاة +  حصاد ثلاثون عاما من الإعجاز وعلوم القرآن + القرآن والمخ والعقل والقلب ( دراسة استغرقت أكثر من عشرون عاما ) ،  بالإضافة إلى الأفلام والبرامج الأخرى ، وهي أعمال عالمية غير مسبوقة ومحققة ، نسأل الله أن يوفق من يساعد في طبعها ونشرها وتفعيلها ليكون ذلك في ميزان حسناته .
د/ حسين رضوان سليمان عبيد اللبيدى    
( مدير مستشفى  ) بمصر   وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة 
                              وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بمصر

وللتواصل والتعاون : ت : 0127580446
Email : hussan_brain@yahoo.com
عنوان بريدي : مصر – سوهاج – برديس  شارع اللبيدي بجوار مجلس بلدي






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق