سلسلة
طريق اليقين
كتاب يأخذك إلي الجنة
القرآن لماذا ؟
تأليف :
د حسين رضوان اللبيدي
لماذا القرآن هو كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ بلا
بديل ؟
ولماذا الإسلام دين الله العالمي الخالد طوق النجاة بلا
منافس ؟
بسم الله
الرحمن الرحيم
مقدمة
هامة
كشاهد قرن أقول : لقد عاصرنا وعشنا مرحلتين من التاريخ ،
المرحلة الثورية بشعاراتها الرنانة وفورتها العاطفية والتي انتهت ببعد الأمة عن
عقيدتها ودينها العالمي الخالد مصدر وحدتها وتقدمها وعزتها في رضي ربها القدير ،
واختارت الأمة علمانية ملحدة أو قوميات جاهلية متناحرة ، فكانت النتيجة هزيمة لا
مثيل لها في تاريخ الأمة ، دويلة صغيرة ( دينية) حطمت كل جيوش الأمة ( المنسلخة عن
دينها الحق ) في ساعات معدودة وهنا تهاوت الأصنام أمام سمع وبصر الأمة ، وبدأت
الصحوة كرد فعل عاطفي لهزيمة صارخة وغير مبررة .
وجاء نصر العاشر من رمضان بشعار الله اكبر فأجج العواطف
وبدأ طوفان الفورة العاطفية للشباب الملتزم ولأنها فورة عاطفية بمعزل عن العقل
والفقه ، فأن الشياطين رصدتها وامتطت ظهور قادتها فحولت مسيرتها من دعوة تتبع
خطوات الرسول وفقه المرحلة إلي صراع مع المجتمع ورموز الحكم من أخوتهم في الإسلام
( علي العموم ) فبدلا عن تذكير المجتمع المسلم ( الغافل ) بدينه الذي يحبه ويتعصب
له ، وبدلا عن الحكمة والموعظة الحسنة مع الصبر وتحمل الأذى ، بدأ الحوار بالرصاص
والقنابل ليقتل محمد بيد أخيه محمود وعلي بيد أخيه حسين .
ولم تكن الشياطين بعيدة عن مسرح الأحداث بل كانت تقهقه
سعيدة لأنها تعلم أن تلك المعارك الثأرية ستورث الأمة الصراع والعداوة والبغضاء
فتتفكك الأمة وتنهار وهذا منتهي أمل الشيطان . ولم تكن مصر وحدها مسرح لتلك
الأحداث بل كانت هناك أماكن كثيرة تطفح بذلك الشر كالجزائر وسوريا وليبيا بل
والسعودية .
ولم تكن هذه هي الحلقة الوحيدة التي تعمل عليها الشياطين
لتحطيم خير امة أخرجت للناس بل كانت هناك حلقات أخري منها : تأجيج الصراع الغير
مبرر بين السنة والشيعة وبين الصوفية والسلفية وغير ذلك مستغلين أمراض الأمة
المزمنة .
وبعد أن تفرغ الشياطين من إضعاف الأمة وتركيعها تحرك لهم
الأقليات تطالب بعودة الأرض المغتصبة من المسلمين الكفار ، كما حدث في فلسطين
وجنوب السودان واندونيسيا ومصر هي الجائزة كما يقولون والله غالب علي أمره .
* وهنا قد يظهر سؤال مشروع هو : لماذا تحمل علي
الملتزمين الذين يريدون أن يعيشوا في منهاج الإسلام ، أليس السبب الوحيد في كل تلك
المصائب هم هؤلاء المنسلخين عن هويتهم المتمثلة
في الدين العالمي الخالد؟
* أرد نعم هذا هو بيت الداء فالأمة تسير بلا هوية توحدها
أو بهويات دخيلة متناقضة متصارعة تفرقها وتقطعها ، وبينما نجد دويلة صغيرة ( إسرائيل
) - وهي نقطة في محيط الأمة الإسلامية –
قد جعلت لها هوية دينية وهدف مقدس ، نجد في المقابل الأمة العملاقة صاحبة المعجزة ألكبري
( القرآن ) والدين العالمي الخاتم ( الإسلام ) مقطعة الأوصال بلا هوية تتوحد عليها
، مع أنها جربت الوحدة في الإسلام فسادت وتقدمت وأنارت البشرية - بالتوحيد والعلم
والحق والعدل - قرابة الألف عام .
وإذا كان المنسلخين من أبناء الأمة هم سبب الداء فأن
الملتزمين والعلماء والدعاة الذين يرفعون شعار الإسلام هو الحل يشاركون بنصيب في
هذه المشكلة ، لأنهم لم يوحدوا صفوفهم ليكونوا مدرسة لها برنامج نشط ومستمر يبين
للأمة يقينا : لماذا القرآن هو كتاب الله
الوحيد الخالد المحفوظ بلا بديل ؟ ولماذا الإسلام دين الله العالمي الخالد طوق
النجاة بلا منافس ؟
ان الكثير من قادة الأمة علي مختلف توجهاتهم يحبون الإسلام
ويتعصبون له ويستمعون في خشوع لكتاب الله ويبكون شوقا وحبا امام قبر رسول الله ، ومعنا في جمعية الإعجاز العلمي للقرآن اربعة
وزرار منهم مدير مكتب رئيس الجمهورية ، وعدد من المحافظين وقادة الفكر والإعلام
والكل يجتمع علي حب الكتاب والسنة .
أن يقين الوحي الحق اخرج من كفار الجزيرة العربية -
المحاربين للإسلام - أأمة للهدي ودين الحق
من أصحاب رسول الله ، ويقين الوحي العالمي الخالد جعل موريس بوكاي أستاذ الجراحة
الفرنسي الشهر يعتنق الإسلام بعد أن كان يبغضه ، ومن بعده مراد هوفمان مدير اعلام النيتوا والمتحدث الرسمي
لمنظمة حلف شمال الأطلنطي اصبح من أأمة
الدعوة العالمية للإسلام ، وهاهو جارودي فيلسوف اوربا والذي كان مرشحا لرئاسة
فرنسا يدعوا بشوق الي الإسلام وغيرهم الكثير من القسيسين والرهبان وقادة الحضارة
العالمية ، فهل نستبعد ذلك علي أي مسلم
نشأ من أبوين مسلمين في وسط مسلم محب لله ورسوله متعصبا لدينه ، أن كثيرا من المسلمين
مهما كان مناصبهم ودرجاتهم يحملون داخلهم بذرة الإسلام والتي قد تغطي عليها الغفلة او النسيان او التلهي
او ظروف معينة . وهنا يأتي دور الدعاة والعلماء ( أطباء الأمة ) بأن يقوموا بتوجيه
المتحمسين وفقا لخطوات الرسول العالمي الخاتم وفقه المرحلة ، وأيضا بتذكير
الغافلين أو الناسين بالحكمة والموعظة الحسنة والمودة فكلنا أخوة في الله ، فقط
نحن بحاجة الي توحد العلماء والدعاة علي برنامج يعيد للأمة هويتها المسروقة وكنزها
المطمور فيها ، وهذه الحلقة نساهم بها لتكون البداية لبرنامج متكامل الأركان
وعالمي المنهاج يعيد للمسلم المغيب اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية
الإسلام وأن الإسلام دين الله الحق بلا منافس أو بديل أنه طوق النجاة للعالمين ولا
حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين .
بسم الله
الرحمن الرحيم
الكارثة
والحلقة المفقودة فى الدعوة
الحبيب الشقيق
: بعد عملية إحصائية طويلة شملت
قمم المثقفين وقادة الفكر فى الأمة تبين ما يأتي :
هناك ملايين من
أمة الإسلام لا تعلم يقينا لماذا القرآن الكريم هو كلام الله ، وأنه الوحيد الخالد
المحفوظ بلا بديل ؟ ولماذا الإسلام هو دين
كمال البشرية العالمي الخالد بلا منافس ،
وانه طوق النجاة للحضارة العالمية ؟
وتستطيع بنفسك أن تستطلع ذلك فيمن حولك لتعلم ذلك يقينا
، وذلك يشكل كارثة تطول عقل الأمة وقادة الفكر والثقافة فيها ، وإذا فقد قادة عقل
الأمة اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول فأنهم سيفقدون الانتماء الراسخ للدين
العالمي الخالد وسيفقدون التواصل معه والتوصيل له لأن فاقد الشيء لا يعطيه ،
وسيسهل اختراقهم وسلخهم من مشكاة الأنوار من خلال حملات التشكيك والمطاعن
والمغريات ، ومن هذا الوسط يخرج العملاء من الذين يطلبون رزقهم في صناديق القمامة
للشرق والغرب بعيدا عن النبع الصافي في جنة الإسلام .
وعلاج هذه الكارثة يشكل حلقة مفقودة فى الدعوة الإسلامية
وهذا العمل مساهمة منا في ذلك فشارك معنا في تفعيله
وتوصيله ولدينا المزيد فلنتواصل
رحلة اليقين في صدق الرسالة وصدق
الرسول
هيا بنا نتفكر
ساعة قبل قيام الساعة لنصل إلى الحق واليقين والحق أحق أن يتبع .
وفي تفكرنا نقوم
برحلة نرحل فيها من الأكوان إلي المكون ، وأدواتنا في تلك الرحلة عقل كوني وكون
معقول ووحي صادق ، والعقل حق لا ينكره إلا مجنون والكون من حولنا حقيقة لا ينكرها
إلا مخبول والوحي الحق قام علي ألف دليل ، وقدر العليم الحكيم برنامجا للعقل متوافقا
مع برنامج الكون من حوله حتى يتفكر فيه ويتصاعد في تفكره علي سلم الأسباب حتى إذا
وصل إلي منتهاه اطل إلي عالم الغيب وكأنه يراه فيؤمن .
فهيا بنا علي مدارج السالكين نرحل متفكرين في طريق اليقين :
* أتوقن يا
أخي بأن لكل صنعة صانع حتى ولو كانت عود ثقاب أو دبوسا بسيطا ؟ ( نعم أوقن )
* أتوقن يا أخي
بأن الصنعة إذا كانت تتجلى فيها الدقة والعلم والحكمة والتقدير فإن الصانع لابد
وأن يكون عليما وحكيما وقديرا ؟ ( نعم أوقن )
* فبماذا توقن
عندما ترى كونا من حولك غاية في العظمة والتقدير تتجلى فيه أعلى درجات الحكمة
والعلم والدقة من ذراته إلى مجراته ومن أرضه إلى سمائه ؟ ( أوقن بأن من فوقه خلاق
له صفات الكمال ) .
* هل تشك يا أخي
أن الصانع الماهر يتابع صنعته بإرسال الفنيين يحملون النصح والتوجيه والكتالوج حتى
تعصم صنعته من التلف وتسير على أكمل وجه يرتضيه الصانع ؟ ( لا أشك ) كيف وخالق ذلك الكون المنظم البديع الذي قدر
لهذا للكون العظيم حركته ونظامه - ( هل ترى فى خلق الرحمن من تفاوت ، وهل ترى من
فطور ؟ ) - وسخره للمكلفين من عباده أيتركهم
– في عالم التكليف بخيره وشره - بلا توجيه أو هداية ؟
إن الوحي حق والرسل والرسالات حق .
* أن الإنسان
المخلوق يصيغ في حياته القوانين بأوامرها
ونواهيها ويفعلها بالثواب والعقاب ، فهل يكون للمخلوق ما ليس
للخالق العظيم الحكيم ؟ أن الوحي حق ويوم الحساب حق .
والوحي الحق يصاحب
العقل المكلف ليذكره بذلك :
* أَمْ
خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ [الطور : 35] بمعني : أن لكل صنعة صانع ولكل خلق خالق .
وأيضا يذكر الوحي
العقل بآيات الكون والأنفس وما لها من دلالات فيقول الحق :
وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ
[الروم : 20] وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ [الروم : 21] وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ [الروم : 22] وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [الروم : 23] وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ
الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ
الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
[الروم : 24]
ويذكرهم بأن الرسل
والرسالات حق ويوم الحساب حق :
* رُّسُلاً
مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ
بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 165]
* لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...[الحديد : 25]
* كَانَ
النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ
النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ... [البقرة : 213]
* أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون
: 115]
بمعني أنكم لم
تخلقوا بلا هدف أو غاية لتعيشوا لحظات تهلكوا بعدها إلي فناء لا رجعة بعده يستوي
فيه الصالح المؤمن والكافر المجرم ( كما تقول النظرية المادية ) ، لأن ذلك معناه
أن ذلك الكون العظيم المسخر لذلك الإنسان المكلف خلق عبثا وباطلا ، وحاشا لمن له
صفات الكمال أن يوصف بذلك ، بل هناك يوم للحساب يكرم فيه المؤمنين الطيبين ويعاقب
فيه الكافرين المفسدين في الأرض .
ويستمر العقل
السليم في رحلته الفكرية متسائلا :
* إذا كانت غاية
خلق الأرض أن تمهد لك ، وغاية خلق القمر أن ينير ويؤقت لك ، وغاية خلق الشمس
الجبارة أن تمنحك الطاقة ولا تحرقك ، وغاية خلق الرياح والبحار والأنهار أن تحفظك وتخدمك ، وغاية خلق
العقل المكلف أن يجعلك تتفكر في كل ذلك وتسأل :
ما الهدف والغاية الذي من أجله خلقت وسخرت لي كل تلك الأشياء من الذرات إلى
النجوم والأقمار والطاقات والكائنات الحية ، ومنحت من أجله عقلا كونيا راقيا مزودا
بقناة تبحث عن الحكمة ؟
فيسمع القلب (
العقل ) منذ ( ألست بربكم حتى نزول الفرقان ) يسمع ( وما خلقت الجن والإنس إلا
ليعبدون ) فيتساءل القلب ( العقل ) كيف نعبدك ربى عبادة ترضى بها عنا ؟ فيسمع القلب ( اتبع ما يوحى ) ، والوحي الحق
أرسله العليم الحكيم - كبرنامج مكمل - يصاحب القلب ( العقل المكلف ) - سريع التقلب
- في رحلة التكليف يهديه إذا ضل ويقومه إذا اعوج ويشفيه إذا مرض ويحميه من اختراق
الشياطين ، بشيرا ونذيرا.
ولقد شاء العليم الحكيم أن تتنزل رسالاته على
مراحل وفقا لمراحل أطوار البشرية ، كما أن الطفل المولود حديثا يناسبه لبن الأم
الخفيف المتوافق مع سنه حتى إذا ما بلغ أشده احتاج إلى غذاء معقد أكثر ثراء
وتركيزا ينسخ ما سبقه من غذاء بسيط ، وهكذا جاءت الرسالات متتالية حتى انتهت
برسالة دين كمال البشرية العالمي الخالد الإسلام التي نسخت ما سبقها من رسالات ،
وليس النسخ باللاحق معناه العيب والقصور في السابق فالكل حق من الحق ، والوحي
الأخير فيه كل ما سبقه من الحق وزيادة .
وكذلك كان يوكل
حفظ كل رسالة مرحلية إلي أصحابها فكان يحدث فيها تحريف أو تغيير يعدل بالرسالة
التالية ، حتى جاء زمان الرسالة الخاتمة التي تكفل الله بحفظها إلي يوم الدين .
وقد يقف العقل
البسيط حيرانا أمام ظاهرة يعيشها في هذا الزمان ، إنها ظاهرة وجود كتب متعددة
بينها اختلاف يجر إلى صراع وخلاف ، ويدعي صاحب كل كتاب أن كتابه هو وحي
السماء الوحيد الخالد المحفوظ ، فيتساءل العقل : أين الحق من بين ما هو معروض
أمامي من كتب مقدسة بينها تناقض واختلاف ؟
التوراة حق
والإنجيل حق وكل ما نزل من عند الله حق ، وليس من المعقول أن يجعل الله - العليم
الحكيم الرحمن الرحيم- رسالات متعددة - بينها تناقض واختلاف - في فترة زمنية واحدة تدفع عباده للتخاصم والتفرق
بل والصراع الدموي ، ولكن الحق هو أن تبقي رسالة وحيدة فى أي فترة زمنية تشكل قبلة
يتوحد عليها عباد الله فلا يضلوا ولا يتخاصموا .
* فكيف نتعرف
على ذلك الحق الوحيد المحفوظ من بين ما هو
معروض - أمام العقل المكلف الحر - من نصوص
متعددة وبينها اختلاف ؟
لابد للعقل أن يضع
شروطا منطقية عادلة يتعرف من خلالها على أن ذلك النص – وليس غيره - هو كتاب الله
المحفوظ ، وهذه الشروط العقلية المنطقية العادلة يمكن تلخيصها فيما يأتي :
* كلام
الله يحس المستمع إليه أنه يأتي من أعلى
محاط بالجلال والجمال يأسر العقل ويهز الوجدان .
* كلام
الله محفوظ كما انزل ، وهو نسخة واحدة يرجع إسنادها إلي المصدر مباشرة .
* كلام
الله معجز بكل المقاييس ، وخال تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والكلام
الفاحش .
* كلام الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .
*
كلام الله ينزه الله مما لا يليق بكماله وينزه رسل الله مما لا يليق بحملة رسالاته
من أول كلمة لآخر كلمة فيه
*
كلام الله يحتوى على برنامج عقلي يأخذ بالعقل المكلف على مدارج السالكين - في عالم
الشهود - حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه ، فيؤمن بالله
ورسله وكتبه واليوم الآخر .
*
كلام الله العالمي الخالد يحتوى على منهاج عالمي يحقق العدل والتوازن بين الإنسان
ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله .
*كلام
الله يصف الكون في أدق تفاصيله – من البداية إلي النهاية - ويشير إلى حقائق علمية من الذرة إلى المجرة ،
ومن النطفة إلى العقل البشري تتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بأدق وسائل
التقنية الحديثة والتي عرفها العلم حديثا بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام .
فإذا لم تنطبق هذه الخصائص على كتاب قيد الفحص فإني أحكم
عليه بأنه مزيف ، وإذا انطبق بعضها ولم ينطبق البعض الآخر فأني أحكم عليه بأنه
محرف مشكوك فيه ، وإن انطبقت كل هذه الشروط على كتاب فإني أوقن بأنه كلام الله
الخالد الباقي المحفوظ ليدين به المكلفون فيقودهم إلى الهدى ودين الحق .
والدراسات العلمية
العالمية البعيدة عن التعصب والعصبية بينت يقينا أن تلك الشروط العقلية والمنطقية
لا تنطبق – فيما هو متاح أمامنا - إلا على
كتاب وحيد لا ريب فيه إنه القرآن الكريم بلا منافس أو بديل .
@
فهو الكتاب الوحيد الذي يحس المستمع إليه أنه يأتي من السماء .
لأن روح النص
مخالفة لروح لغة البشر وأن كان من جنس لغتهم ، فبه يهدأ العقل ويستريح الوجدان .
اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ
مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن
يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر : 23]
@ وهو
الوحيد الخالي تماما من التناقض والاختلاف والتحريف والمحفوظ كما أنزل .
َأفَلاَ
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ
فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت : 42]
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا
[الكهف : 1]
إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9]
( ولمزيد من
المعلومات عن التحريف الذي امتلأت به النصوص المحرفة يمكنك الرجوع إلي كتب مقارنة الأديان ككتاب
إظهار الحق لرحمة الله الهندي ، وكتب ومناظرات الشيخ أحمد ديدات ، وكتب اللواء
احمد عبد الوهاب، وكتاب التوراة والإنجيل والقرآن للدكتور موريس بوكاي وغيرهم ) .
@ وهو
معجز فى معانيه ومبانيه .
قُل
لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا
الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
[الإسراء : 88]
وَإِن
كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن
مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
[البقرة : 23]
( وللتوسعة يمكن
النظر في كتب الإعجاز البياني للجرجاني والباقلاني والشعراوي وأبو ذهرة وغيرهم )
@ وهو
الوحيد الذي ينزه الله مما لا يليق بكماله ، وينزه الرسل مما لا يليق بحملة رسالات
الله .
قُلْ
هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ
كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص]
لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .. [الحديد : 25]
* وللمقارنة يمكن أن
يقوم الباحث بجمع الآيات التي جاء فيها ذكر الله ورسله من كل القرآن ، وفي المقابل
نجمع نفس الآيات من الكتب المحرفة وننظر فيها ، لنجد أن القرآن ينزه الله مما لا يليق
بكماله من أول كلمة إلي آخر كلمة فيه ، وينزه رسل الله مما لا يليق بحملة رسالات
السماء من أول كلمة إلي آخر كلمة فيه ، وفي المقابل نجد أن النصوص المحرفة تنسب
لله صفات المخلوقين من تجسيم وتحديد ونقص لا يليق بكماله سبحانه ، وهذه أمثلة
قليلة وفي المرجع الكثير :
في كل القرآن وصف
الله بصفات الكمال : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك
الأبصار وهو اللطيف الخبير) ( 103)
وتوضحها سورة الشورى :.. ليس كمثله شيء وهو السميع
البصير (11) فيها تنزيه الله من أن يدرك بالعين الفانية أو يتجسد فيتحدد
ويحاط به ، وفى ق (38) "ولقد خلفنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا
من لغوب " ، فيها تنزيه الله من اللغوب وهو التعب
وللمقارنة نقرأ في النصوص
المحرفة : في سفر الخروج إصحاح 24 فقرة 9 : ( ثم صعد موسى وهارون ، وسبعون من شيوخ إسرائيل
ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في
النقاوة ، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بني إسرائيل ، فرأوا الله وأكلوا وشربوا )
لاحظ إثبات الرؤية
لله فوق الجبل ، ولاحظ وتحت رجليه شبه ، ولم يمد يده
* وفى سفر الخروج 21 فقرة 17 : ( صنع الرب السماء والأرض
وفى اليوم السابع استراح وتنفس ) لاحظ أن
الله استراح وتنفس بعد مشقة خلقه للسماوات والأرض
* وفى سفر الخروج
إصحاح 32 نقرأ ما يأتي : ( قال موسى لربه : لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي
أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة ، لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم
بخبث ليقتلهم في الجبال . أرجع عن حمو غضبك اندم عن الشر بشعبك ، اذكر إسحاق
وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم : أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطى
نسلكم كل هذه الأرض فيملكونها إلى الأبد ، فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله
بشعبه )
معناها : عندما قرر الرب إبادة بني إسرائيل بعد
كفرهم بعبادة العجل ، رده موسى بقوله ارجع عن حمو غضبك ، ثم يذكره بالوعد الذي قد
نسيه الرب بالإبقاء عليهم ، وعندما سمع الرب ذلك من موسى تذكر وندم
* بل قد جاء في
نصوصهم ( سفر تكوين اصحاح 32 فقرة 22-30 ) : أن يعقوب صارع الرب وضربه بحق فخذه
ومنعه من الصعود إلى السماء إلا بعد أن انتزع منه البركة ( سبحانه وتعالي عما
يصفون ) .
وفي النصوص
المحرفة ( العهد القديم ) نجد فقرات تتهم
رسل الله بكبائر الإثم والفواحش كزنا نبي الله داود بزوجة احد قادة جيشه ( أوريا )
المجاهد وقتله خوفا من الفضيحة ليتزوج زوجته التي ولدت له سليمان ، وفي العهد
القديم ( سفر التكوين – 30 ) أن نبي الله لوط زني بابنتيه وحملتا منه طفلين .
بل لقد استخرج
رحمة الله الهندي - في كتابه الهام ( إظهار الحق ) – نصوص كثيرة من الكتب المحرفة
لا يمكن أن تنسب إلى كلام الله المنزه نذكر منها ما يأتي : أن سليمان نبي الله ارتد في آخر عمره وعبد
الأصنام وبني لها المعابد ( سفر الملوك الأول 11 / 1 – 13 ) ، وأن هناك نبي كبير خدع
نبي صغير وكذب عليه باسم الوحي وتسبب في قتله ( سفر الملوك 13/1 – 30 ) ، وأن داود
وسليمان وعيسي عليهم السلام من أولاد ولد الزنا وهو فارض بن يهوذا ( سفر التكوين
38/12 – 30 )
والذي يستقري آيات القرآن كلها بالمقارنة
بالنصوص الأخرى يلاحظ أن آيات القرآن كلها بلا استثناء تنزه الله من الصفات التي لا تليق بكماله
سبحانه وتنزه رسل الله مما لا يليق بحملة رسالات السماء ، وعلى العقل المفكر
الباحث عن الحق أن يحكم أي الكتب التي يحق أن نطلق عليها كلام الرب المحفوظ .
@ وهو
الوحيد الذي أشار إلى حقائق علمية تصف الكون من الذرة إلى المجرة وتصف الإنسان من
النطفة إلى الخلق الآخر وصفا علميا يتطابق مع الحقائق العلمية المكتشفة بعد
نزوله بزمان ليكون فى ذلك دليل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام
سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت :
53]
(وللمزيد عليك
بكتب ومراجع الإعجاز العلمي الكثيرة ومواقع النت مثل موقع موسوعة الإعجاز العلمي(55))
@ وفي
القرآن برنامج مكمل للعقل المكلف يعدل اعوجاجه ويشفى أمراضه
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا
فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس : 57]
ويذكره بأن يأخذه فى رحلة عقلية على سلم الأسباب فى عالم
الشهود حتى إذا وصل إلى منتهاه أطل إلى عالم الغيب وكأنه يراه فيؤمن ( وهو فى ذلك
بلا منافس أو بديل ) .
( ولِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأَرْضِ واللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ
اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ
اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )
@ أن
فى القرآن وعلوم الإسلام دستورا عالميا يحقق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه
والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله ( بلا منافس أو بديل ) .
( أن
الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي )
@ القرآن
يهيمن على ما سبقه من رسالات ويحتوى على نص صريح بأنه الخاتم .
* يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا
كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ
اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة : 15]
*
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ
فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل : 76] وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ
[النمل : 77]
َّما
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]
@ ولقد
أخبر القرآن الكريم عن الغيب فصدق ( يشمل الغيب العلمي والتاريخي )
*
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يَخْتَصِمُونَ [آل عمران : 44]
*
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ [يوسف : 102]
* قُلْ
أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ
غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان : 6]
(تنزيلا
ممن خلق الأرض والسماوات العلى) 4طه
@ القرآن
خال تماما من الكلمات الفاحشة التي لا تليق بكلام الله ، وكل ما جاء فيه دعوة إلى
التوحيد الخالص والعلم والطهارة والعدل والصدق التي تأخذ المكلفين من دنيا
القردة والخنازير إلى جنة التوحيد .
(
وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا ) 105 الإسراء
وللمقارنة نجد أن في الكتب
المحرفة عبارات وقصص تخدش الحياء ، كما جاء في سفر حزقيال (23 ) من
عبارات مخجلة تقع تحت طائلة قانون الآداب ( خجلت عن كتابتها ) ، وأيضا ما القيمة
الدينية أو الأخلاقية أو الاجتماعية لقصص
زني المحارم التي لطخت به النصوص المحرفة كما جاء – علي سبيل المثال - في سفر صموئيل الثاني 13 وهو يصف ما حدث في بيت
النبي داود من كمين جهزه ابن داود النبي لأخته ( ثامار ) ليغتصبها وقد وصف النص
المحرف مراحل التخطيط وعملية الاغتصاب خطوة خطوة ، فإذا كان بيت القدوة يحدث فيه
هذا ، فماذا سيحدث في بيوت التابعين ؟ ، ثم ماذا لو رتلت أخت مع أخيها بالليل هذه الفقرات
؟ وهل يمكن أن يتعبد المكلفون بهذه النصوص في بيوتهم ومعابدهم ؟
وهل في القرآن أمثال هذه النصوص المخلة المخجلة المجرمة ؟ .
مطاعن والرد عليها
ورغم وضوح الرؤية
علي صدق الرسالة وصدق الرسول فقد تعرض الوحي المحفوظ لمطاعن ظالمة ، لم تؤثر فيه
بل زادته بينة علي صدقه ، وهي مطاعن قديمة
تم الرد عليها في كتب التراث ، وكتب التفسير والحديث ، وبعض هذه المطاعن تحتاج إلي
الراسخين من المتخصصين ، وخصوصا في القضايا اللغوية والتاريخية ، وكلها تلفيقات
تهدف إلي الشوشرة علي عقول الأميين والذين لا يعلمون .
@ وقد أشار
القرآن الكريم الي تلك المطاعن ورد عليها وهذه بعض الأمثلة القليلة :
* المطعن : وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ
إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ [الحجر : 6]
* والرد : وَمَا صَاحِبُكُم
بِمَجْنُونٍ [التكوير : 22] ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : 4] ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
[التكوير : 27] : بمعني
أن من هو علي خلق عظيم لا يمكن أن يكون مجنونا لأن حال المجنون لا يطاق ولا يحتمل
لما يظهر عليه من الخلط والتخبط . وأيضا لا يمكن أن يخرج هذا البيان العالي
والحكمة البالغة والعلم الشامل من مجنون فاقد العقل والبيان .
* المطعن والرد : وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ
إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ
وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل : 103]
* المطعن: أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ [الطور : 33]
* والرد : فَلْيَأْتُوا
بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ [الطور : 34]
* وقالوا انه يتلقي الوحي من الشيطان : والرد : وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ [التكوير : 25]
فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ [التكوير : 26] ِإنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
[التكوير : 27] لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ [التكوير : 28]
وأيضا
: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ [الشعراء : 221] تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ
أَثِيمٍ [الشعراء
: 222]
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء : 223]
بمعني أن وظيفة
الشيطان الإضلال والإغواء ، والقرآن يدعوا إلي التوحيد الخالص ،ويأمر بالعدل
والإحسان وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ويحذر المكلفين من الشيطان ويأمرهم ان
يتخذوه عدوا .
@ ولقد
استحدثت الشياطين مطاعن غبية في إشارات العلوم في القرآن الكريم ، كما نقرأ أنهم قالوا : هناك
خطأ علمي فادح لأن القرآن يقرر في قصة ( ذي
القرنين ) أن الشمس تغرب داخل ماء دافئ مع أن الشمس نجم عملاق له فلك يدور فيه
بعيدا عن الأرض. والرد : أن القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تسقط في ماء ساخن بل قال عن الشمس ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل
في فلك يسبحون ) علم وحق ويقين ، ولكن الآية التي يلبس بها الشياطين تصف
رحلة ذي القرنين فتقول : ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها
تغرب فى عين حمئة )86 الكهف ، بمعنى عندما وصل ذو القرنين ساحل البحر عند
الغروب وجد هو - من منظوره – الشمس وهي تغيب في هذا المكان الذي هو بحر ، وأيضا
لأن من هو علي الساحل يشاهد الشمس وهي تغيب وكأنها ( بالخداع البصري ) تسقط في
الماء ، بل هناك لفتة كريمة في الآية تشير إلي أسرار علمية هي : عندما كان ذي
القرنين يتحرك اتجاه المغرب وصل إلي شاطئ بحر فوجد الشمس تنحدر لتغرب في هذا
المكان ، وعندما عكس حركته ليسير مع اتجاه المشرق - طول الليل - وصل إلي مكان طلعت
عليه الشمس فيه( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى
قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً ) 90 الكهف ، وفي التعبير ب (
في ) في الغروب و ( علي ) في الشروق تعني الإشارة إلي الحركة الدائرية للأفلاك
@ وإتهام
القرآن بأن فيه تناقض فبسبب أحقادهم وضلال قلوبهم .
* يقول الطاعن : فى قوله سبحانه فى البقرة 29 : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ ) تدل على أن خلق الأرض
قبل خلق السماء بدليل لفظة ( ثم ) التي هي للترتيب والتراخي ، وكذا فى الآيات
الأخرى ، ولكن فى النازعات قال سبحانه ( أأنتم اشد خلقا
أم السماء بناها 27 * رفع سمكها فسواها 28 *وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) ثم قال ( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها
ماءها ومرعاها ) 31
مرة يقول خلق الأرض أولا ، وأخرى يقول : خلق
السماء أولا هذا تناقض !
نرد : القرآن
الكريم لا يشير إلي خلق الأرض أولا أو خلق السماء أولا بل أشار إلي انه في البداية
كانت السماوات والأرض شيئا واحدا علي هيئة دخان ففتقهما الله وفصل بينهما كما جاء
في الأنبياء :(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ
الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [ 30] وفي فصلت : ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً
أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [11]
أما الآيات التي
يطعن فيها المبطلون فجاءت تشير إلي ترتيب أحداث علمية بين السماء والأرض تدل العقل
علي صدق الرسالة وصدق الرسول ولتكون دليلا عقليا علي معجزة القرآن وحفظه ، وهذا ما
سنتعرف عليه فيما يأتي : هذه الآيات وغيرها تخبر أن الله سبحانه خلق في
الأرض عناصرها اللازمة لتجهيزها على أكمل وجه لاستقبال ذلك المخلوق المكلف ، ثم
أستوي إلى السماء فرفع سمكها فسواها وأنشأ النجوم ومنها الشمس كمصدر للطاقة والضوء
وأحدث الحركة ، وبعدها عاد للأرض يدحوها ويخرج منها ماءها ونباتاتها الخضراء ليكمل
تجهيزها الذي لم يكن ليكتمل علميا وعقليا إلا باستكمال أحداث فى السماء كخلق الشمس
التي لولاها ما تكون سحاب وما نزل مطر وما نبت نبات ولولا طاقتها وضيائها ما حدثت
عملية التمثيل الضوئي ولما أصبح هناك طاقة حيوية تحرك كل مظاهر الحياة في الأرض
بما فيها الإنسان ، وهذا منتهى الإعجاز وتدل العقل المفكر علي صدق الرسالة وصدق
الرسول وحفظ القرآن وحده .
وللبينة
نقارن بين هذه الآيات وبين النصوص التى تخص هذه القضية فى العهد القديم ( سفر
التكوين ) :
جاء في سفر التكويين : أن الأرض خلقت في اليوم
الثالث وخلق معها النباتات بثمارها وبذورها ، وبعد انقضاء ذلك اليوم ، جاء اليوم
الرابع فخلق الله فيه الشمس والقمر والليل والنهار ، فليقارن العقل الحر بين إخبار
يقول أن الله خلق الشمس أولا وأجرى الليل والنهار حول الأرض ثم بعدها أخرج الماء
والنبات الأخضر ، ونص يقول : أن النباتات بثمارها وبذورها خلقت أولا ثم بعد ذلك
الشمس والقمر ، أيهما قاله الله لعقول المكلفين ؟ لا يمكن للعقل إلا أن يوقن
بأن ما طابق العلم والعقل هو كلام الله
الحق المحفوظ .
وفي الجدول التالي
البينة :
قضية نشأة الكون المحيط بنا دراسة مقارنة
القرآن الكريم
|
الكتب المحرفة
|
ُ أشار القرآن الكريم إلي البداية الدخانية أو الغازية للسماء والأرض
ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ
لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا
طَائِعِينَ [فصلت : 11]
أشار القرآن إلي البداية المشتركة للسماء والأرض وحدث التقطع والانفصال
الذي حدث للتمايز بين السماء والأرض
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء : 30]
في القرآن إشارة إلي تمدد الكون وتوسعه
وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ [الذاريات : 47]
فى
النازعات قال سبحانه ( أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها 27 * رفع سمكها فسواها 28
* وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) 29 ثم قال
( والأرض بعد ذلك دحاها 30 * أخرج منها ماءها ومرعاها 31 )
* وهذه لقطة
شامله تشرح الترتيب ألزماني لخلق أحداث في السماء سابقة لخلق إحداث علي الأرض ،
فالآية تخبر بخلق الشمس بضيائها أولا ، ثم جاء بعد ذلك دحو الأرض وإخراج الماء
والزرع والنبات ، وهو تسلسل عقلي يتمشى مع حقائق العلم ومفهوم المنطق العقلي
الذي يؤكد أن الشمس بضيائها لازمة لتكوين الماء العذب بالبخر ، وعملية التمثيل
الضوئي لازمة لحياة النبات بل للحياة كلها .
* هذا بخلاف ما جاء في الكتب المحرفة في سفر
التكوين : الذي ذكر أن الماء والنبات خلقا في اليوم الثالث بينما الشمس خلقت في
اليوم الرابع وهذا يخالف العلم والعقل الذي يوقن بأنه لا وجود للبخر والماء
العذب إلا في وجود الشمس ولا وجود للنبات إلا بوجود ضوء الشمس
|
لا توجد إشارة مماثلة لها في الكتب الأخرى السابقة للقرآن ، بل تفرد
القرآن بذلك
لا توجد إشارة مماثلة لها في الكتب الأخرى السابقة للقرآن ، بل تفرد
القرآن بذلك
لا توجد إشارة مماثلة لها في الكتب الأخرى السابقة للقرآن ، بل تفرد
القرآن بذلك
@ اليوم الثالث :
وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء الي مكان واحد ولتظهر اليابسة * وكان
كذلك * ودعا الله اليابسة ارضا * ومجتمع المياه دعاه بحارا * ورأي الله ان ذلك
حسنا * وقال الله لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا
كجنسه بزره فيه علي الأرض . وكن كذلك . فأخرجت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسة
وشجرا يعمل يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه * ورأي الله انه ذلك حسنا * وكان مساء وكان
صباح يوما ثالثا .
@ اليوم الرابع :
وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل * وتكون
للآيات وأوقات وأيام وسنين * وتكون أنوار في جلد السماء لتنير علي الأرض * وكان
كذلك * فعمل الله النورين العظيمين * النور الأكبر لحكم النها والنور الصغر لحكم
الليل * والنجوم وجعلها الله في جلد السماء لتنير علي الأرض ولنحكم علي النها
والليل ولتفصل بين النور والظلمة *ورأى الله ذلك أنه حسن * وكان مساء وكان صباح
يوما رابعا .
|
@ ومن المطاعن قول أحد الكهنة : أن سفر أيوب سبق القرآن
في وصف الجنين مشيرا إلي أن علم الأجنة في القرآن مقتبس ( أو مسروق ) من هذا السفر
القديم ، وأنه لمن الكاذبين . وفي الجدول التالي البينة .
قضية علم الأجنة دراسة مقارنة
القرآن الكريم
|
الكتب المحرفة
|
عن الجنين يقول الحق :
* أَلَمْ يَكُ
نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى [القيامة : 37]
* ثُمَّ جَعَلَ
نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ [السجدة : 8]
* إنا خَلَقْنَا
الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً
بَصِيراً [الإنسان : 2]
* ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من
طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة
* فخلقنا المضغة عظاما * فكسونا العظام لحما * ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله
أحسن الخالقين . المؤمنون (
12- 14 )
* يا أَيُّهَا
النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن
تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ
مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي
الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء [الحج : 5]
* وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين (83)
الأنبياء
|
وهذا هو النص
الذي أستدل به الكاهن :
وفي الإصحاح
العاشر يقول أيوب لربه :أحسنٌ عندك أن تظلم أن ترذل عمل يدك وتشرق علي مشورة
الأشرار ، ويقول : يداك كونتني وصنعتني كلي جميعاً افتبتلعني ،اذكر أنك جبلتني
كالطين أفتعيدوني إلي التراب .
ألم
تصبني كاللبن وخسرتني كالجبن . كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب ، منحتني
حياة ورحمة ..
ولكنك كتمت هذا
..إن أخطئت تلاحظني ولا تبريني من أثمي . إن أذنبت فويل لي . وان تبررت لا ارفع
رأسي . إني شبعان هوانا وناظر مذلتي . وان ارتفع تصطادني كأسد ثم تعود وتتجبر
علي . فلماذا أخرجتني من الرحم ..اترك كف عني ( استغفر الله سبحانه وتعالي عما
يصفون )
|
الفرق واضح بكل المقاييس فالقرآن الكريم يرسم صورة علمية
يقينية كاملة لقصة الجنين كما رأته المجاهر وتعرف عليه العلماء حديثا .
فهاهو القرآن يشير إلي أن الجنين يتكون من نطفة مذكرة
تتحد مع نطفة مؤنثة لتكون نطفة أمشاج ، والتي منها يتكون الجنين مرحلة بعد مرحلة ،
تبدأ بمرحلة العلقة حيث تظهر علي الجنين خاصية التعلق بالرحم ، ثم مرحلة المضغة
ذات المرتفعات والمنخفضات بظهور الأجسام البدنية ، ثم مرحلة تشكل الهيكل العظمي
وكسائه بالعضلات إلي آخر المراحل .
بل أن كلمة أمشاج – بدلا من أخلاط - تشير إلي معجزة بكل المقاييس ، تشير إلي عملية
امتزاج الكروموزومات ( المورثات ) في الذيجوت والتي قد صورت حديثا .
بل وهذا الوصف للنطفة المذكرة بالسلالة والتي تعني الخيط
الرفيع ينسل أو السمكة الصغيرة تنسل متحركة هذا الوصف يرسم صورة متحركة للحيوان
المنوي .
فهل للقرآن منافس في كل ذلك ، حاول أن تقرأ المقابل في
سفر أيوب ، والذي نجد فيه العرض الساذج بل وعبارات كفريه يوجهها أيوب إلي ربه
معترضاً ومتبرماً ( سبحانه وتعالي عما يصفون ) فهل بعد ذلك بينة تدل علي صدق
الرسالة وصدق الرسول .
إذن الدراسات
العلمية العالمية البعيدة عن التعصب والعصبية بينت يقينا أن خصائص الوحي الحق لا تنطبق إلا على كتاب وحيد لا ريب فيه إنه
القرآن الكريم بلا منافس أو بديل .
* ويترتب علي ذلك
أن النصوص المخالفة للوحي الحق لابد وأن
تكون غير محفوظة
وهناك
الكثير يمكن الرجوع إليه في كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي و (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين )
للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، (وكتاب
تأويل مشكل القرآن ) لأبن قتيبة ،( وكتاب تنزيه القرآن من المطاعن) للقاضي عبد
الجبار ، وأيضا معجزة القرآن لفضيلة الشيخ متولي الشعراوي.
الإسلام دين الله العالمي الخالد
( طوق النجاة للحضارة العالمية )
* هاهو العالم
يتحول إلى غابة من الوحوش والقردة والخنازير ويتجه إلى الهلاك بأمراضه الخطرة ،
فإنكار الخالق القدير الرحيم الحكم العدل وإنكار يوم الحساب دفع النفس البشرية إلى
الاكتئاب أو التوحش ، لأن النفس التي
تعتقد أنها خرجت من العشوائية بالصدفة لتعيش لحظات تهلك بعدها بلا رجعة ، هذه
النفس التي تعتقد ذلك تصاب بالاكتئاب لأنها تحس بأنها بلا معني وبلا هدف ، بينما
النفس التي تعتقد بأنه خلقت لهدف غايته الخلود لا تكتئب ، والنفس التي تنكر الخالق
- القيوم الصمد الرحمن الرحيم مجيب الدعوات -
تكتئب وربما تنتحر إذا حزبها أمر محوج وخطير ، وكذلك النفس التي تنكر
الرقيب الحسيب وتنكر يوم الحساب تتوحش وتحاول أن تشبع شهواتها بكل الطرق المجرمة ،
ولأجل هذه الأمراض المدمرة التي تعاني منها الحضارة العالمية انتشرت الفواحش
والجرائم والمسكرات ، وأخترع الأنانيون الظلمة من بني البشر طاعون الربا ( أم المظالم ) ، فانتشرت جرائم
العنف وردود أفعال المظلومين ، وانتشرت الأمراض الفتاكة كالإيدز وجنون البقر
ومضاعفات الخمور والمخدرات وجرائم الاغتصاب والسرقات والقتل والظلم ، ولا حل
للبشرية إلا في الرجوع إلى الإسلام انه طوق النجاة لها بلا منافس أو بديل ، فكل ما
جعله حلال سعادة للبشرية وكل ما حرمة فيه خراب لها . وفي
الفقرات التالية بعض الأدلة القليلة وفي المراجع الكثير :
منهاج الإسلام ( الكتاب والسنة )
يمكن تلخيصه في هدفين :
@ الهدف
الأول : الإيمان بالله ( بصفات كماله ) والإيمان برسله وكتبه واليقين بيوم الحساب .
والوحي الحق يأخذ
بالعقل المكلف إلي اليقين بالحي القيوم القادر علي كل شيء الملجأ الرقيب الهادي
الحكم العدل واليقين بيوم الحساب .
قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً
أَحَدٌ [الإخلاص]
* أَمَّنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا
بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ [النمل : 60] أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً
وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ
الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
[النمل : 61] أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ
السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا
تَذَكَّرُونَ [النمل : 62] أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ
مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل : 63] أَمَّن
يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ [النمل : 64]
*أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون
: 115]
*( لقد أرسلنا
رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) الحديد 25
*( ولِلَّهِ مُلْكُ
السماوات والأَرْضِ واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إنَّ فِي خَلْقِ
السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي
الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى
جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ
هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )
أن النفس التي
توقن بالحي القيوم القادر على كل شيء الملجأ الرحمن الرحيم لا تكتئب أبدا ، والنفس
التي تعتقد في الرقيب الحكم العدل ويوم الحساب لا تتوحش ، وهذا هو طوق النجاة
للحضارة العالمية المهددة والذي يتحقق بالإسلام .
@ والهدف الثاني : هداية البشرية إلى حياة الحق
والعدل والطهارة والحرية كما سنعلم في ما يأتي:
* الإسلام
دين حقوق الإنسان بلا منافس وهذه أمثلة قليلة تدل علي ذلك وفي المراجع الكثير :
فى قانون الرومان : إن إنزال الأذى بعضو الشيوخ ليس كإنزال
الأذى بأحد الرعية أو بأحد من الأجانب ، بل قالوا : ( إذا زنى عضو الشيوخ ، أو
الشريف ، فأنه يحكم عليه بغرامة مناسبة ، أما إذا ( أغرى ) عبد أو أجنبي امرأة فإن
عقوبته القتل ) . هذا هو عدل الرومان !
وقانون
الإسلام لا يفرق فى أحكامه بين الطبقات ، فالجريمة على الغني كالجريمة على الفقير
، والجريمة على الأمير كالجريمة على السوقة ، على سواء . وفي صحيح
البخاري : إنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ
الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ
فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ
يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ
قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ
كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ
الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ
بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
انظروا إلى عدل الإسلام ، قال : الجريمة هي الجريمة ، فلا فرق
بين صغير وكبير بالنسبة لمن تقع عليه الجريمة ، لأنها انتهاك للمعنى الإنساني ،
وهو في الجميع سواء . ولكن في العقوبة نظر الإسلام العادل نظرة سامية فهي للحر
الذي يملك زمام نفسه وله شخصيته وكيانه ضعف العبد .
وفي بعض مراحل القانون الروماني كان
يجيز للدائن إذا عجز المدين عن أداء الدين أن يسترقه ، قارن بين هذا وبين شرع
الإسلام الذي جاء فيه : إذا عجز المدين عن أداء الدين كان على بيت المال أن يسدد
عنه إذا عجز وكان الدين من غير إسراف ، أو كان الدين فى مروءة ولو لم يعجز عن
الأداء ! .
وهذا ما جاء فى القرآن
الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا فى قوله سبحانه : ( إنما الصدقات للفقراء
والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين 00 ) والغارمين هم المدينون .
وقمة العدل وحقوق
الإنسان تتجلي في حروب الإسلام الرحيمة كما سنري ونقارن :
إن الإسلام قد جعل
القاعدة الأساسية في حروبه مكافحة البغي والعدوان حتى لا يكون هناك مجال للاضطراب
الذي يهدد الأمن ، ويذيق الإنسانية والبشرية الويلات والشرور ، وهي لم تكن إلا
وسيلة من وسائل الإصلاح في الأرض ، وإقرار الأمن والسلام فوقها ، ولم يحد الإسلام مرة واحدة عن هذه القاعدة
الأساسية . ولم يك عجيبا أن يتجلى فيها أروع أمثلة النبل والرحمة والعدالة .
ومن أخلاقيات
الإسلام في الحرب أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بما يأتي :[ لا تقتلن امرأة ولا
صغيراً ضرعا ( ضعيفاً ) ولا كبيراً فانياً ، ولا تغرقن نخلاً ، ولا تقلعن شجراً ،
ولا تهدموا بيتاً ] وفيها أيضا إشارة إلي تحريم الإسلام لاستخدام أسلحة الدمار
الشامل والتي أعطت النصوص المحرفة الضوء الأخضر لاستخدامها بلا حدود كما سنري بعد
قليل . ولم يصل النبل بالمسلمين إلى حد
الترفع عن قتل الضعفاء فحسب بل تعداه إلى الحيلولة دون جرح إحساسهم وخدش شعورهم . ولقد شمل النبل في حروب المسلمين الأسرى من
الأعداء إذ وصى صلى الله عليه وسلم عليهم فقال [ أحسنوا آسرهم، وقيلوهم واسقوهم،
ولا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح ] ، وهذا من خلق القرآن الذي يتجلى في وصف
الحق للأبرار في سورة الإنسان في قوله سبحانه :
(ويطعمون الطعام
علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وفيها جعل الحق حسن معاملة الأسرى عبادة لله
وتقربا إليه، فأي دين أعظم من ذلك، وأي دليل على الصدق أصدق من ذلك .
والمقارنة في هذه المجالات بين شريعة
الإسلام وشرائع النصوص المحرفة تظهر للعقل المفكر أين الحق .
ففي العهد القديم جاء في سفر اللآويين 25
/ 29 – 46[ وأما عبيدك وإماؤك الذين يكونون لك فمن الشعوب الذين حولكم ، منهم
تقتنون عبيداً وإماءً ، وأيضاً أبناء المستوطنين لأبنائكم من بعدكم ميراث ملك ، تستعبدونهم أبد الدهر ،
وأما إخوتكم بنو إسرائيل فلا يتسلط على أخيه بعنف] .وفي سفر التثنية 20-16 [حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها
إلى الصلح فإن أجابت وفتحت لك أبوابها فكل الشعب الموجود فيها يكونوا لك للتسخير
ويستعبد لك ] . [وأما من هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منهم
نسمة ]ومعنى نسمة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس = أي شيْ يتنفس [ لأنك أنت
شعب مقدس للرب إلهك ، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب
الذين على وجه الأرض] .
وفي سفر التثنية
إصحاح 23 [ للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ] .
إبادة عنصرية ،
إذلال ، استعباد ، ربا ، وفي المقابل : عدل ورحمة ومساواة بين عباد الله ، وحض علي
الشفقة وعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان في حالات حاجته وضعفه هذا ما يدعوا إليه
دين الإسلام . أليس فى كل ذلك دليلا عمليا على صدق رسالة الإسلام وأنها من عند
الله ، وأيضا أليس فى كل ذلك دليلا على عالمية الإسلام وأنه دين كمال البشرية
الخاتم ، وأن به تستكمل الحضارة حلقتها المفقودة ، وتتخلص من عيوبها ونواقصها ،
أنه بمثابة الروح لجسد الحضارة العالمية أنه طوق النجاة لها .
*
وفي مجال الوحدة الإنسانية والعلاقات الدولية العادلة لا بديل للإسلام :
والدليل علي ذلك
ما جاء في قول الله : ) يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ( وفى قوله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم لآدم
وآدم من تراب ) و (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ) دليل علي ذلك ، ولهذا
المعنى الجامع بين بني الإنسان كان الإسلام يدعوا إلى الرحمة الإنسانية من غير نظر
إلى كون الشخص عربيا أو أعجميا ، مسلما أو غير مسلم ، فالرسول يقول : الراحمون
يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، ومن في الأرض أيا كانوا
سواء أكانوا في بلاد المسلمين أم في غيرها .
والإسلام اعتبر
النفع الإنساني - أو مطلق نفع يسديه المسلم - صدقة محتسبة ،
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :[ ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه
إنسان أو دابة إلا كتب له به صدقة ]، فالنفع الإنساني العام ، بل النفع للأحياء
جميعا ، أمر دعا إليه الإسلام
( وللمقارنة ارجع
إلي سفر الآويين وسفر التثنية في الفقرة السابقة )
* وفي
مجال الاقتصاد العالمي العادل لا بديل للإسلام :
في الإسلام :
التشجيع علي الصدقات والحرب علي الربا أم المظالم (يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا
وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) ، ) الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم
الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله
البيع وحرم الربا ( سورة البقرة275
ووضع الإسلام ضوابط عادلة علي المال العام لتدار
به أحوال الأمة أو العالم ، وليشترك الجميع في حد الكفاية ، ولكي لا يسقط المال
العام في جيوب الأغنياء بينما بقية إخوتهم
تحت خط الفقر (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر : 7]
ومعني (حتى لا
يكون دولة بين الأغنياء منكم ) تحذير من أن يسقط المال العام في جيوب الأغنياء
أصحاب السلطان بينما أخوتهم من بني آدم لا يجدوا حد الكفاية أو حد الكفاف .
ولأن من المظالم
العالمية في المعاملات أن تستوفي حقك وتبخس حقوق الآخرين ، وقد أدي ذلك عالميا إلي
أن الدول الغنية تشتري الخامات الأولية من أصحابها بأبخس الأثمان ، وتصدرها لهم
بأعلى الأسعار حتى في مجال الدواء ، وقد تمخض هذا النظام (المطفف الجشع ) إلي أن
المال أصبح دولة في أيدي قلة من بني البشر بينما أغلب أخوانهم في الإنسانية تحت خط
الفقر. وهذا ما حرمه الإسلام في المطففين :
ويْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ( 1 ) الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون (2 ) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ
يُخْسِرُونَ ( 3) وويل هنا بمعني عذاب
شديد
( وللمقارنة بين منهاج الإسلام وغيره من الكتب المحرفة نقرأ في سفر التثنية إصحاح 23 [ للأجنبي تقرض بربا
ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ] )
* وفي مجال الأمن والأمان العالمي لا بديل للإسلام
وتشريع الإسلام في حدوده وتعزيزاته يحقق عمليا الأمن والأمان العالمي بعد
أن فشلت التشريعات الوضعية وتمخض عنها انتشار الجريمة والجنوح العالمي مما يهدد
الحضارة العالمية بالتدمير ولا نجاة لها إلا في الإسلام الذي يحارب الكفر والفساد
العالمي ( الإرهاب الظالم ) بلا هوادة:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ
فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ
أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ
لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة :
33]
والحدود في
الإسلام علي قسوتها رحمة ووقاية ، رحمة لأنها نبتر بؤرة الشر والجريمة ، ووقاية
لأنها مع قسوتها تمنع حدوث الجريمة ، والواقع العملي والدراسات والمراجع
والمناظرات الصادقة أكدت صدق ذلك .
* ويتميز تشريع
الإسلام بالجانب الوقائي الذي يتميز به تشريعه العالمي والذي يعتمد – بجانب
تشريعاته الرادعة – علي تكوين الرقابة الذاتية في قلوب المؤمنين حتى يوقن الإنسان
بالرقيب الحسيب الحكم العدل ويوم الحساب ، ويعتمد أيضا علي تحقيق العدل والمساواة
في حقوق الإنسان ( عالميا ) وحد الكفاية في الضروريات ( المادية والنفسية ) لكل
إنسان علي المستوي العالمي ، وهو من أهم الجوانب الوقائية العالمية ، التي تقي
العالم من ويلات الصراع بين المظلومين ألجوعي من بني آدم ، وبين الأغنياء
الأنانيين الجشعين.
وللمزيد
والتوسعة يمكنك الرجوع إلى كتب مقارنة الأديان ، وكتب الإعجاز العلمي في مجال (
الكونيات والإنسانيات ) وكتب الفقه المقارن في مجال المعاملات والحدود وحقوق الإنسان ، ومراجع الاقتصاد الإسلامي .
ويمكن تلخيص
الشريعة العالمية لإسلام في الآيات التالية :
( أن
الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) وفي قوله سبحانه :
( قل
إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا
بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) سورة القصص آية77
أن الإسلام - يقينا - طوق النجاة للعالمين
بلا منافس أو بديل
* فيا أمة التوحيد
أن ما بك من مهانة وزل وتخلف فبسبب انسلاخك عن النبع الصافي واحة الأمن والأمان فى
حمى العزيز المهيمن القهار ، فهل تقارنين بين حالك الآن وحالك عندما كنت بهوية
الإسلام عندما تحركت خيول النصر تحمل رايات التوحيد والحق والعدل للأرض كلها ،
ولقد استنار الكون بنور علوم الإسلام .
يا أمة الإسلام عودي
إلى دين كمال البشرية العالمي الخالد فى حمى من يقول للشيء كن فيكون ؟
الحبيب الشقيق لا
تنسى الأمل فى الرجوع إلى هوية الحق هوية الإسلام والوحدة فيه ، وأن تجعل ذلك
مشروع حياتك قبل مماتك ، وأن تسعى من أجل ذلك بالنصح والعلم والفكر والرحمة
والمودة ، بالحكمة والموعظة الحسنة متتبعا
خطوات الرسول الخاتم بلا فتور أو ملل ، سخر كل إمكانياتك واتصالاتك للتواصي بهذا
الأمل الغالي الذي من أجله خلقت ، ولا تنسى أن من يلوذ بحمى الله فلا غالب له ومن
يتوكل عليه فهو حسبه .
ملحوظة
فى فقه المرحلة
نداء
ودعاء إلى علماء الأمة وأمرائها
* يا
علماء الأمة توحدوا لتشكلوا مرجعية ملزمة
لكل الأمة تعلنوها في اجتماع لكم لإبراء الذمة في بيت الله الحرام ، ففي توحدكم وإجماعكم إنقاذا لأمتكم من التفكك
والاختراق والصراع وإنقاذا لدينكم من شن حرب عالمية عليه ، أن لم تفعلوها تكن فتن
تحاسبون عليها حسابا عسير لأن الله أكرمكم بنعمة حمل أمانة دينه العالمي الحق ألا
هل بلغت اللهم أشهد ولا حول ولا قوة إلا بالله .
* ويا أمراء الأمة
وقادتها انتم من الأمة وبقوتها وعزتها تستمدون قوتكم وعزتكم ووجودكم ، ولا حول ولا
قوة للأمة إلا في توحدها علي الإسلام في حمي العزيز القهار ، فتوحدوا وتكاملوا ولا
أقصد هنا الوحدة الاندماجية ، بل تبقي كل بلد بشخصيتها ولكن بهوية الإسلام ويكون
التوحد من خلال ما يشبه ( كومنولث إسلامي ) تتكامل به الأمة فكريا وعلميا
واقتصاديا ودفاعيا + وليكن للأمة برنامج عالمي قوي - ومفعل باستمرار وبكل الوسائل
المقروءة والمرئية والمسموعة – هذا البرنامج يبين معجزة القرآن وعالمية الإسلام
وان في الإسلام طوق النجاة للحضارة العالمية بلا بديل ، وسيكون لهذا البرنامج
مردود محلي وعالمي :
1- المردود المحلي = عودة هوية
الأمة مصدر قوتها وتقدمها وتوحدها وعزتها في رضي ربها القدير ، وكذلك سيشكل
هذا البرنامج مدرسة تعلم الشباب خدمة
دينهم بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة،
وتبصرهم بمكائد الشياطين حتى لا يقعوا في يد من يقود بهم صراعات محلية وحرب
عالمة ضد الإسلام .
2- المردود العالمي = تعرف عقلاء الكون وقادة الحضارة علي معجزة القرآن
وعلوم الإسلام ومنهاجه العالمي الذي يشكل طوق النجاة للحضارة العالمية المهددة ،
وعندما يتعرف قادة الحضارة علي ذلك فإما يعتنقون الإسلام أو يحترمونه ويدافعون عنه
عالميا وفي ذلك دعما عالميا وعمقا استراتجيا للأمة المظلومة والمهددة
@ إن طوق النجاة للأمة في اجتماع للأمراء والقادة
بالعلماء المخلصين المحتسبين في ورشة عمل تتمخض عن مجلس شوري من خيرة علماء الأمة
تعود إليه الأمة كلها في الأمور الخلافية والخطرة التي تمس الدين والعقيدة ويكون
رأيه ملزم لكل الأمة ، وأيضا وليكون
العلماء مرجعية موجهة للشباب المتحمس حتى لا تدير بهم الشياطين أعمال تدخل الأمة
في صراع داخلي وخارجي ، وحتى يتفرغ الأمراء والقادة لإدارة أمور البلاد والعباد
والقضايا العالمية وفقا لهوية الإسلام وروحه .
(
صور أو أطبع من هذا العمل ما تستطيع وإرساله إلى من تحب أن تصل إليه دعوة الحق
ليكون ذلك فى ميزان حسناتك ( ولابد أن يكون التصوير واضحا ونقيا ) ، بارك الله فيكم وجعل سعيكم
مشكورا وذنبكم مغفورا ومتعكم بالصحة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة إنه نعم
المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين.
وهناك
المزيد من الكتب الغير مسبوقة والبرامج العالمية الهامة نسأل الله أن يهدي من يدعم
تفعيلها ويساعد في نشرها وهي سلسلة( طوق النجاة + طريق اليقين + نور الحقيقة )
وغيرها .
د/ حسين رضوان اللبيدى
( مدير مستشفى ) بمصر وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة سابقا
وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
بالقاهرة وجنوب / ت : 0127580446 Email : hussan_brain@yahoo.com
الغلاف الأخير
شارك معنا في حملة تطعيم
الشقيق الحبيب
أهديك خلاصة عمر وعصارة فكر عسي الله أن تنتفع وتنفع بها ، وأن يجمعنا الله مع
الأحبة محمد وصحبه ، وهذه هدية فريدة في منهاجها لا تقدر بثمن تأخذ بيد المحبين إلي
طريق اليقين طريق جنة عرضها السماوات والأرض ( ألا يستحق صاحب هذه الهدية الغالية
أن تتذكره بالدعاء وتسأل الله له العفو والعافية ) .
وهذا العمل مبذول
لكل من يريد أن يستخدمه خالصا لصالح الدعوة ، وريعه موقوف علي أنشطة علوم القرآن
بحثا وتبليغا ودعوة ، علي أن لا يتم التغيير أو التبديل في النص إلا بأذن كتابي من
صاحبه أو ما ينوب عنه من خيرة العلماء .
فشارك معنا بجهدك
وجهادك ومالك لاستكمال حملة تطعيم تطول أجيال لا تعلم يقينا : لماذا القرآن هو كتاب الله ، وأنه الوحيد الخالد
المحفوظ بلا بديل ؟ ولماذا الإسلام دين الله العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة
العالمية بلا منافس ؟
وأحتفظ بهذه
النسخة وانتظر الإصدارات الآتية :
1-
من برأ مريم أم المسيح ؟
2-
أسئلة وأجوبة في الطريق الي اليقين
3-
التقارب والاختلاف في الكتب المقدسة ( دراسة غير مسبوقة
)
4-
محاكمة إسلام ورسالة إلي العذراء مريم ( قصة ومشروع فلم
لصالح الإسلام )
5-
من علم آدم وما الذي حير الملائكة الأبرار ( فيه مفاجئة
علمية عالمية في نشأة اللغة )
6-
القرآن والمخ والعقل والقلب ( دراسة محققة ومجازة
استغرقت أكثر من عشرون عاما )
وأعمال أخري ، بالإضافة إلي الأفلام والبرامج العالمية ، نسأل الله أن
يوفق من يساعد في تفعيلها ونشرها ، وهو باب من الجهاد العالمي العلمي شديد الأهمية
.
فإذا أردت المشاركة فتواصل
مع المؤلف في العناوين الآتية :
العنوان البريدي : مصر –
سوهاج – برديس | شارع اللبيدي بجوار مجلس بلدي برديس|
العنوان الالكتروني : hussan_brain@yahoo.com
تلفون ارضي : 093463457
تلفون محمول : 0127580446
د حسين رضوان اللبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق