2- نهائي للطبع 1438 ربيع الاول ملخص مضغوط
هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ
كتاب يأخذك الي الجنة
أين الله ؟
أريد أن أراه!
تاليف :الفقير الي الله /الدكتور حسين رضوان
سليمان اللبيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
مفتتح ووصية خاصة بسلسلة حصاد ثلاثون عاما من الدعوة والإعجاز
العلمي
تحسبا للرحيل وكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ، ولِكُلِّ
أَجَلٍ كِتَابٌ (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
) وحتى لا نقول (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) بل نقول – فضلا من الله –
( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي
ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ) ، ولأجل ذلك اليوم ، اتقدم بهذا العمل الغير
مسبوق قربانا لله ، اجتهادا فإن اصبت فهو بفضل الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم وإن
اخطئت فمن نفسي واستغفر الله واتوب اليه ، وهذا العمل هو جزء من خلاصة ثلاثون عاما
من البحث والتحقيق ، بل هو خلاصة عمر تفرغ لعلوم القرآن وللدعوة العلمية وذلك فضلا
من الله على عبده الفقير .
ولأن ذلك الجهد ( في اعتقادي ) لا يقدر بثمن - إلا رضى -
المنعم ولذلك فهو موقوف لصالح الدعوة ( بلا قيد أو شرط ) وريعه موقوف لصالح المحتاجين
من صالح زريتي ومن المحتاجين من أيتام وآباء وأمهات أحباب الرحمن ( الذين بزلو الجهد والنفس في سبيل رفعة رايات
الاسلام ) وفقا لوصية الواقف .
فارجو من يستفيد من هذا العمل أن لا ينسانى بالدعاء أن يغفر
الله لنا ويكتبنا عنده مع من يحب ويجمعنا مع الأحبة محمدا وصحبه .
وعلى من يستطيع ويجد في هذا العمل خيرا أن يجاهد بطباعته لكي يصل إلى شباب الأمة المغيب وإلى قادة التعليم
والثقافة والدعوة والسياسة فيها ، حتى تعود
هوية الحق إلى أمة سلخت عن هويها الربانية العالمية الخالدة فأصبحت في آخر طابور الحضارة
والكرامة بعد أن سادت العالم قرابة الألف عام ونشرت في الأرض العلم والحق والعدل والحرية
وعلمت الإنسانية التوحيد الخالص لله رب العالمين .
وهذا الكتاب جزء من سلسلة الحصاد والتي تشمل ما يأتي :
1-ملخص علوم الكون . 2- فلسفة
العدم. 3-الكفر المستحيل 4-التركيب التشريحي والوظيفي للمخ البشري .
5-المخ والعقل والنفس والقلب وقضبة التكليف .
وضمنها قضايا كثيرة تشكل تجديد للفكر العلمي الإسلامي
ينقله الي مواقع النجوم ، ويستكمل حلقة مفقودة في الحضارة العالمية ، والتي باستكمالها تنفخ الروح في الحضارة العلمانية الميتة .
اكرر لا تنسانى في الدعاء ولا حول ولا قوة الا بالله والحمد
لله رب العالمين
مقدمة مهمة
الشقيق الحبيب السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
كشاهد قرن وكانسان مفكر ومحايد - لا ينتمي إلي أي حزب أو
جهة سياسية ، بل يري أن الأحزاب ظاهرة مرضية -
وبعد رحلة أكثر من ثلاثين عاما مع الدعوة
وإشارات العلوم في الوحي العالمي الخالد والتي بدأت من سنة 1984والتي حاضرت فيها بين
شباب من الأطياف الإسلامية وشباب من الحزب الوطني وغيرهم، ومن خلال الإعجاز العلمي
للقرآن الكريم التقيت في الثمانينات والتسعينات بكثير من قيادات الأمة في الجامعات
والقضاء والجيش والأمن بل ومع شخصيات مرموقة علي أعلى مستوى ، وشهادة لله وجدت في كثير
من تلك الشخصيات تشجيعا وإعجابا واحتراما للقرآن وعلوم الإسلام وحبا لدين الله العالمي
الخالد ، ولقد قلت ( ووثقت ) هذه الشهادة في الماضي وفي بعض كتبي في الثمانينات والتسعينات
وأكررها لتكتب في سجل التاريخ .
وكلما حدثت فتن يقتل فيها أحمد محمود ، ويقتل فيها علي عمر
أصاب بالحزن والغم وأتساءل : إذا كان أغلب
الأمة ( من قمتها الى ما دون ذلك ) تؤمن برب واحد وتتوحد على قبلة واحدة وتحب رسول
الله الخاتم وآل بيته الكرام ، وتجل كتابها المعجز المحفوظ ، إذا كان أغلب الأمة تحب
دينها وتدعو الله أن يميتها عليه فلم هذا الصراع غير المبرر ؟؟؟
وفي التسعينات قمت باستطلاع إحصائي شمل قمم مثقفي الأمة في بلدان متعددة فوجدت
الكارثة التالية :
أن هناك ملايين من مثقفي ورموز أمة الإسلام لا يعلمون يقينا
الهدف الأساسي الذي خلقوا من أجله ، ولماذا
يشكل الدين ضرورة حياة وأمن وأمان لهم ؟ ، وأيضا لا يعلمون يقينا : لماذا القرآن هو
كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ ؟ ولماذا الإسلام الدين الخالد طوق النجاة للحضارة
العالمية بلا منافس أو بديل؟ وفي هذا الوسط
المريض تعمل الشياطين ، ولقد ترتب علي ذلك إنسلاخ الأمة عن سندها المتين في رضا ربها
القدير ، وعندما أستبدلت الأمة دين ربها الخلاق العليم بالتشريعات العلمانية المستوردة
تخلفت وزلت وتصارعت وضاعت وأصبحت في آخر طابور الحضارة وآخر طابور الكرامة بعد أن سادت
العالم قرابة الألف عام ونشرت العلم والأمن والأمان والحرية الطاهرة ، وعلمت البشرية
التوحيد .
إن ما تعاني منه البشرية من جرائم ومصائب وإنهيار يهددها
بالهلاك المحتم فبسبب من غفلتها عن التواصل مع ربها الرحمن الرحيم وغفلتها عن التعرف
علي صفات كماله ، وفي نفس الوقت ما تعاني منه خير أمة أخرجت للناس من إنهيار وخراب
وزل فبسبب إنسلاخها عن طوق نجاتها المتمثل في وحي ربها العالمي الخالد المحفوظ الهدي
والرحمة ، وإستبداله بالتشريعات العلمانية التي وضعها الشرق والغرب ليدير حياته بعيدا
عن حكم كهنة مجرمين إستخدموا نصوص محرفة للوصول ( بأسم الدين ) إلى سلطة زمنية فاسدة
ومجرمة ومظلمة ، فقد حكم كهنة الكنيسة علي العلماء بالإعدام وعطلوا حركة العلم ( بتهمة
مخالفة العلم للنصوص المحرفة ) وأوهموا البشرية بأنهم وسطاء الرب فباعوا لهم صكوك الغفران
وقادوهم إلى حروب صليبية ظالمة ومجرمة ، وعندما لم يجد عقلاء الشرق والغرب من قادة
الحضارة ، لم يجدوا نجاة من هذه الكارثة الكهنوتية إلا بفصل الدين عن الدنيا ، فوضعوا
تشريعات علمانية (ليبرالية) تدير حركة حياتهم بعيدا عن إدارة الكهنة الجهلاء بنصوصهم
المحرفة ، وهم الآن يكتشفون عيوب التشريعات العلمانية التي تقود العالم إلى الإنهيار
ويبحثون عن طوق النجاة الذي لن يجدوه إلا في دين الإسلام العالمي الخالد ، الذي ( يأمر
بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ) والذي يرفع من
شأن العلم والعلماء ، والذي قاد العالم قرابة الألف عام فنشر التوحيد والعلم والحق
والعدل والحرية الطاهرة ، ولقد تآمر عليه الحاقدون من قادة الحضارة العالمية بأتهامه بأنه مصدر الإرهاب في محاولة جر الكون بعيدا
عنه بل وقيادة حرب عالمية ضده ، ليسقط العالم كله تحت إدارتهم العلمانية الملحدة المجرمة
الجشعة التي تدعو إلى الربا والتطفيف الذي تمخض عن قلة قليلة من البشر يملكون ما يفوق
حاجاتهم كثيرا بينما أغلبية إخوتهم من بني آدم ( علي مستوي الأرض كلها ) تحت خط الفقر
يهلكهم الفقر والمرض ، وتمخضت ( اللبرالية العلمانية ) عن انتشار الزنا واللواط والمخدرات
والمسكرات وأكل النجاسات فانتشر طاعون الأيدز وأمراض الفواحش والخمور وظهرت أمراض مدمرة
كجنون البقر والبشر وانفلونزا الخنازير التي تهدد البشرية بالإبادة ، وأصيبت النفس
البشرية بالإكتآب الذي يقود إلى الإنتحار بسبب إنسلاخها عن التواصل مع ملاذها الآمن
وسندها الصمد القادر علي كل شىء ، وأيضا أصيبت النفس في الحضارة الملحدة بالتوحش بسبب
إنكارها للرقيب الحسيب ويوم الحساب ، فعلي عقلاء البشرية من قادة الحضارة العالمية
أن يدعوا العالم إلى الكف عن محاولة تدمير طوق النجاة الوحيد للبشرية المتمثل في دين
الله الخالد ، بل عليهم أن يفروا إلى الله متمسكين بدينه ( الإسلام ) طوق النجاة العالمي
الوحيد ، ولا نجاة للأمة بل لكل المكلفين إلا بالرجوع إلي دين ربها العالمي دين الحق
والعلم والعدل والحرية الطاهرية .
وهذا العمل خلاصة عمر وهدية حب أقدمه بحسن نية لأحبائي في
الله وأخوتي في الإنسانية وهو قربانا لله منبع الفضل والمنن خالق كل شيء ورازق كل شيء
والقيوم علي كل شيء وكل شيء هالك إلا وجهه .
قيامن يصلك هذا العمل وصله للطلبة إن كنت أستاذا أو إلى الجمهور
إن كنت إماما أو داعيا ، أو إلى من تحت امرتك ان كنت مديرا أو صاحب عمل ، أو للمشاهدين
ان كنت تعمل بالإعلام أو الصحافة ، أو أنشره باستمرار على النت أو أطبع منه أو وصله
لمن يطبعه ( فهو مبزول في سبيل الله ) وذكر به بلا كلل أو ملل وبكل الوسائل وبأستمرار
ولك أجر مجاهد ولا تؤجل فالموت يأتي بغتة وسنسأل
، ولا تنسانا بالدعاء ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد
لله رب العالمين .
وهذا العمل بداية سلسلة طوق النجاة العالمية ،وهو مبني علي قسمين رئيسيين :
1- قسم التعرف علي الله وصفات كماله من خلال آياته.
2- وقسم التعرف علي العلاقة الوجودية بين الخالق والمخلوق ( المعية ) .
وسيكون ذلك من خلال مقامين : 1- مقام
الإيمان 2- مقام الإحسان
ملحوظة : لقد جعلنا لهذا الكتيب cd مكمل فيه الملفات التفصيلية والمقاطع الفلمية الهامة
قضية الإيمان بالغيب
لقد خلق الله
الإنسان وجعله في الأرض خليفة ليعمر الأرض بعبادة الله وليمر بمرحلة إختبار في صدق عبادته لله فان نجح
فيها عاد إلى جنة الخلد ، وإن سقط سقط في الهاوية ، وعبادة الله يسبقها الإيمان بالغيب
، والمقصود بالإيمان اليقين الذي لا يعتريه شك أو ظن ، والمقصود بالغيب هنا الله سبحانه
بصفات كماله ، ومن صفات كماله سبحانه الرسل والرسالات ويوم الحساب(يوم الفصل والعدل).
* ولقد خلق العليم الحكيم الإنسان على هيئة تجعله مؤهلا للتكليف
بعبادة الله طوعا وفقا لأوامر خالقه ونواهيه ، وجعله حر الإرادة في توجيه النية للإختيار
بين بدائل متاحة له في دنيا التكليف بخيرها وشرها ، وبرحمته وحكمته جعل للمكلف ضمانات
مانعة للجهالة قاطـــعة للأعذار والتي منها ذلك الـعقل المميـــز ( القلب ) المزود
منذ ( الست بربكم ) بخاصية تمكن القلب في حالة تنشيطها من أن يقوم برحلة فكرية في آيات
عالم الشهود فيطل إلى الغيب وكأنه يراه فيؤمن(يوقن) .
* ومن أياته أن جعل الرحمن للعقل ( القلب ) برنامجا مكملا
يصاحب العقل من البداية إلى النهاية ، يعلمه ويذكره ويهديه ويحميه ويشفيه ، ذلك البرنامج
المصاحب للقلب في دنيا التكليف ( هو الوحي ) .
والوحي حق كما اننا ننطق ، فلولا التكليم (الوحي) من البداية
ما تعلم آدم البيان ولنشأ أبكما كالقردة ، ولتسلسل ذلك في ذريته ولما ظهر العقل الراقي
الذي من ثمراته تلك الحضارة العالمية التي نعيشها . فالوحي اساس العقل ( ولقد شرحنا
ذلك بالأدلة العلمية في كتاب المخ والعقل والقلب ) .
* ولأن العقل ( القلب ) متواصل مع دنيا التكليف بمغرياتها
وفتنها وشياطينها ، فهو معرض للنسيان والزيغ والضلال ، فكان من حكمة الرحمن أن يرسل
الرسل بالوحي ليصاحب العقل في دنيا التكليف يذكره ويهديه ويحميه ويشفيه بشيرا ونذيرا
.
# والوحي الصادق المحفوظ مضمنا بالدليل علي أنه كلام
الخلاق العليم ، ففي روحه القاهر وإعجازه الشامل وشفائه الناجح وصدقه الواضح دليل علي
ذلك ، إذا تعشق به القلب ( العقل ) استقام وعصم ، وإذا تركه زاغ وقصم ،فهو رجوم
الشياطين وهو المصباح المنير وهو حبل الله المتين( وهذا ما ينطبق على القرآن ووحي الإسلام
بلا منافس أو بديل).
* وقد تفرد القرآن
الكريم ببرنامج عقلي عالمي يقود كل العقول من الراعي البسيط إلى العالم المتخصص ، يقودهم
في رحلات علمية في يقين عالم الشهود حتى إذا بلغ العقل بالوحي نهاية الرحلة
أطل إلى الغيب وكأنه يراه ، فيؤمن بالله وكتبه ورسله ويوقن بيوم الحساب ، ويخر ساجدا
عابدا لله .
وقد تفرد الإسلام
دين كمال البشرية العالمي الخالد بدستور يحقق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان
وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله ، ولقد أكد الواقع العملي والدراسات العلمية
المقارنة أن الإسلام وحده يشكل طوق النجاة للحضارة العالمية المهددة بالهلاك ، في مجالات
كثيرة منها الإقتصاد ، وحقوق الإنسان ، والأمن والأمان العالمي ، والصحة النفسية والبدنية
، وتماسك الأسرة وغيرها وفي المراجع الكثير وعلى النت بالمجان ( ولقد لخصنا ذلك في
كتاب أسئلة وأجوبة في الطريق إلى اليقين ، وسلسلة طريق النجاة ، وكتاب الكفر المستحيل
) فأرجع إليها .
وتلك السبيكة البديعة التي جمعت – في شخص المكلف - بين وحي
صادق عظيم مرصع بالآيات البينات ، وعقل راقي مميز ( قلب ) له برنامج متوافق مع برنامج كون معقول يحيط به يشرق
بالآيات البينات ، لخير دليل على وجوب وجود خلاق له صفات الكمال (( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) البقرة
(117)
* وللعقل البشري خاصية فريدة وهي أنه عقل ميتافيزيقي (له
خاصية التواصل مع الغيب): ويوصف العقل بذلك
لأنه مجهز بخاصية راقية لا تكتفي بمشاهدة ظواهر ومظاهر الكون من حوله بل تتفكر فيما
ورائها من مسببات وحكمة ، فالعقل يوقن بوجود المغناطيسية والجاذبية والإلكترون وان
لم يكن يراها ولكن من خلال مشاهدته للآثار تعرف علي ما ورائها من مؤثرات تشكل سببا
لها ، ومن خلال تلك الخاصية خرجت للواقع العملي كل الإكتشافات والمخترعات الحديثة والتي
كانت في حكم عالم الغيب قبل أن يكتشفها العقل البشري بحاصيته الميتافيزيقية المميزة
.
* وعندما يري ذلك العقل مبنا فخما وضخما أو يرى جهازا دقيقا
أو حتى دبوسا أو عود ثقاب يوقن بأن هناك عالم خبير وقدير قد صنع ذلك وان لم يراه ،
وأنه صنعها لهدف وغاية ، وأنه يتابع صنعته بالعناية والرعاية بأن يرسل من ورائها الفنيين
ومعهم الكاتالوج حتى تعمل الصنعة على أكمل وجه ولا تتعرض للفشل والخراب ، وبهذه الخاصية
يوقن العقل بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال خلق ذلك الكون ذو التصميم العظيم ،ويوقن
بالرسل تحمل رسالة الخلاق هدى ورحمة وحماية وشفاء .
* وأبسط العقول توقن أن من وراء اي صنعة - حتى لو كانت بسيطة - صانع صنعها لهدف
وغاية ، وكلما كان للصنعة صفات الكمال كان لصانعها صفات الكمال ، فعليك أن لا تعطل
نعمة العقل الراقي فتصبح كالأنعام بل أضل سبيلا ، وعليك أن تنشط خاصية عقــلك الــراقي
(القلب) فتتفكر فيما حولك وفي نفسك : هل هناك خالق ومبدع لأي شيء غير الله ؟ ، وهل هناك من قدر
لك سبل الحياة والرزق وسخر لك كل شيء غير الله ؟ ، وهل هناك غير الله خلق لك عقلا خاصا
مميزا ومدعما بوحي يشكل برنامجا مصاحبا للعقل يعلمه ويهديه ويحميه ويشفيه ؟ ، فبأي
حق تعبد غيره وتشكر غيره وتلتمس العزة في غيره ؟ ، وأيضا عليك أن تتفكر في قوانينه التي وضعها لتدير حركة الكون ونظامه
على أكمل وجه بلا خلل أو فطور ، فكيف ترفض دينه الذي وضعه ليدير حركة حياة المكلفين فيكون شرفا وعزا لهم ويكون
طوق النجاة لهم في الدنيا والآخرة ؟.
|
الخلاصة : العقل السليم يوقن بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال بدلالات آيات في نفسه
وآيات في الكون المسخر له ،لأن ذلك الكون ذا التصميم العظيم وذلك العقل المذود
ببرنامج متوافق مع ذلك الكون المعقول ليكون قادرا على فهمه وتسخيره ، كل ذلك يدل
يقينا على وجوب وجود خلاق له صفات الكمال.
وأيضا الوحي المصاحب للعقل معلما وهاديا وشافيا يدل
على وجود خلاق له صفات الكمال ، لأن في إعجازه الشامل ونوره الباهر وصفات كماله
التامة دليل على أنه صادر من خلاق له صفات الكمال .
|
مرض العقل ( القلب ) وضمانات الشفاء
* والعقل ( القلب ) قد ينسى بالتلهي ، أو قد يضل أو يمرض
، أو قد يغان عليه ، أو قد يحدث له تلبيس من خلال فيروسات الشياطين ، ولذلك فإن من
تقدير العليم الحكيم أن جعل له آيات في كتابه المسطور وآيات في كونه المنظور تشكل ضمانات
للهداية وللشفاء كما سنبين فيما يأتي كمثال :
الوحي طبيب القلوب والهادي لها
وسنتناول هنا
بتوسع قضية الكفر الذي ينقسم إلى نوعين: أحدهما
إنكار وجود الخلاق، والآخر كفر صفات كماله (كاتخاذ الشريك، والتجسيد، والتعدد، ووحدة
الوجود، والانبثاق، وانكار الرسل ويوم الحساب وغيرها)، والشفاء من كل تلك الضلالات ضمن قضية الإيمان بالغيب
التي تناولها الوحي العالمي الخالد (القرآن) بطريقة علمية كافية وشافية تخرج العقل
من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بالحجة العقلية وبلا دجل أو أرهاب، وفيما يأتي أمثلة
قليلة بذلك يقاس عليها كل القرآن الكريم:
|
أولا الشفاء من : ضلال إنكار وجود الخلاق
|
أغلب سور القرآن الكريم مرصعة بالآيات التي تشير إلى الغيب
وتأتي هذه الآيات المنطقية في الغالب مسبوقة أو متبوعة بآيات من يقين عالم الشهود،
ومن الإعجاز الذي يدل علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الوحيد الخالد المحفوظ تلك الآيات التي تشكل سبيكة من الدرر التي تربط آيات
عالم الشهود بالآيات التي تشير إلى الغيب لتأخذ بالعقل المكلف في رحلة فكرية علي مدارج
السالكين في آيات عالم الشهود ليطل إلى الغيب وكأنه يراه فيؤمن (يوقن) بوجوب وجود خلاق
– له صفات الكمال – من فوق ذلك الكون ذو الحكمة البالغة والتصميم العظيم،
ومن إعجاز كلام الله انه يخاطب البدوي البسيط فيؤمن كما يخاطب العالم رفيع التخصص فيؤمن
ويصل إلى اليقين في صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام. وسنضرب لذلك أمثلة محدودة يقاس عليها :
• المثال الأول
: أيات تشير الي الخلق من العدم
ما
جاء في آيات الوحي الخالد المسطور
.
[ كان الله ولم يكن شيء قبله أو غيره أو معه ثم خلق
السماوات والأرض ] حديث
صحيح ، وفي سورة مريم 9 ﭧ ﭨ ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ وفي الشوري
11: ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ
ﭓﭔ ﭕ ﭖ
ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟﭠ
ﭡ ﭢ ﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ
ﭨ ﭼ
هذه الآيات البينات تشير الي أن كل شىء قد خلق من العدم
(اللاشىء) وأيضا معنى فاطر الخلق من العدم ، وتشير الآيات أيضا الي أن الخلاق ليس
كمثله شىء.
ما
أكده العلم في آيات الكون المنظور.
علماء الكون حتى من يعلنون الكفر منهم يؤكدون أن الكون قد
نشأ من العدم
دلائل
الإيمان في آيات الرحمن .
من المستحيل أن يخرج من العدم ( اللاشىء) شىء لأن فاقد الشىء
لا يعطيه ((أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) ، ولكن العلماء
من خلال أبحاثهم لاحظوا أن الكون خرج من العدم مما يحتم وجوب وجود خلاق خلق من العدم
وجوداً يترقي الي هدف غايته الكمال .
ومن ناحية أخرى فأن صدق الوحي في إخباره عن تلك الحقائق العلمية التي كانت
غيبا عند نزول القرآن واكتشفها العلم الحديث بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام لدليل على ان ذلك الوحي هو كلام الله خالق كل
شىء ودليل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام .
•
المثال الثاني : أيات تشير الي خلق النظام من عدم النظام
ما
جاء في آيات الوحي الخالد المسطور .
سورة فصلت آية 9-11 : ﭧ ﭨ ﭽ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ
ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪﮫ ﮬ ﮭ
ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧ
ﯨ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ
ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱ ﭼ وفي الذاريات
47 -51: قال تعالى :
ﭽ ﯰ ﯱ
ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ
ﰁ ﰂ ﰃ
ﰄ ﰅﰆ ﰇ
ﰈ ﰉ ﰊ
ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ
ﰏ ﰐ ﰑ ﰒﰓ ﰔ
ﰕ ﰖ ﰗ ﭼ
هذه الآيات المعجزة تشكل سبيكة من البيان العالي والعلم الراسخ
تأخذ بالعقل البسيط والعقل المتخصص في رحلة فكرية في آيات عالم الشهود ليطل من خلالها
إلى الغيب وكأنه يراه فيؤمن بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال لا شريك له في كل شىء،
وآيات عالم الشهود تشكل آيات مانعة للجهالة قاطعة للأعذار، ولا عذر للعقل ( القلب
) حتى يضل ولا مبرر له حتى يكفر ، وهذه الآيات البينات تشير الي : ان السماوات والأرض
كانتا شيئا واحدا عبارة عن دخان من صفاته الشواش والتبدد ولكن الله فتقه ليخرج منه
ذلك الكون الزوجي المنظم ذو التصميم العظيم .
وفي هذه الأيات البينات أخبار من الخلاق عن بداية الكون
الدخانية وإنفتاقه وتمدده وتكونه في إطوار تترقى إلى هدف غايته الكمال ، وايضا
فيها إشارة إلى قانون كونى يخضع له كل شىء من الذرة إلى المجرة ومن النطفة إلى
الخلق الآخر ، أنه قانون الزوجية ، والذي من خلاله يوقن العقل أن الكون فقير بذاته فاني
بذاته هالك بذاته ، والكون فقير بذاته لأن أي شىء مخلوق لله مكون من زوج فقير
ومحتاج الى زوج يكمله ، لتبقى حاجة الكون لخلاق أحد غني بذاته ، والكون فاني بذاته
لأنه مكون من نظام يحمل في ذاته قانون إنفراطه وزواله فيكون محتاجا إلى ممسك قيوم
يمنع إنفراطه إلى قدر معلوم ، والكون هالك بذاته لأن محصلة أبعاضه تكافىء العدم ،
فمحصلة الموجب والسالب = صفر (لاشىء) ، ومحصلة قمم الأمواج وقيعانها = صفر (لاشىء)
، ومحصلة الجسيم والجسيم المضاد = صفر (لاشىء) ، ومحصلة الطاقة الموجبة والسالبة
في الكون = صفر (لاشىء) فيوقن العقل ان الكون نشأ من العدم بل هو في وجوده الحالي
مكافىء للعدم مما يحتم وجوب وجود خلاق واجب الوجود لذاته ليكون هو الأول الذي يخلق
الوجود من العدم والنظام من عدم النظام ويمسكه بأمره وتقديره .
وكل
ذلك أكده العلم الحديث بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام ليوقن العقل أن المتحدث
هو الله وقس على ذلك كل القرآن.
ما
أكده العلم في آيات الكون المنظور.
أكبرعلماء الكون ( حتى الكفار منهم ) يؤكدون بأن ذلك الكون المنظم البديع نتج عن سحابة دخانية من جسيمات عشوائية ذات طاقات عالية
جدا انفجرت فتقطعت فتمددت فخرج منها ذلك الكون الزوجي ذو التصميم العظيم .
دلائل
الإيمان في آيات الرحمن.
إن خروج النظام الزوجي البديع من عشوائية الدخان الأول وترقيه
بخطة ذات تصميم عظيم يَخرج فيه الحي من الميت ، ثم يظهر الوعي بظهور العقل البسيط ، ثم في قمة الأطواريظهر العقل الميتافيزيقي الباحث
عن الحكمة والهدف والغاية ، وهذا العقل له خاصية التواصل مع الغيب في كون مسخر له ،
إن في كل ذلك دلائل يقينية علي وجوب وجود خلاق له صفات الكمال .
لطيفة قلبية : الأشارات العلمية
الكونية التي ذكرها القرآن في آيات كثيرة تدل على وجوب وجود خلاق عظيم هو الذي أخبرنا
عن تلك الإشارات التي كانت في حكم الغيب ، فعندما يتفكر العقل الراقي المتخصص في حقيقة
علمية ذكرها الوحي الخالد المحفوظ ولم تكن معروفة حين نزول الوحي ، ولم يتعرف عليها
العلم إلا بعد نزول القرآن بأكثر من الف عام، وبناء على ذلك يوقن العقل الباحث أن المصدر
الوحيد الذي أستقى منه ذلك الرسول الأمي تلك المعلومة العلمية الغيبية هو خالق ذلك
الكون ، فيؤمن بالله ويوقن بصدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام .
|
ثانيا الشفاء من : ضلال إنكار صفات الكمال للخلاق
|
ويتمثل ضلال إنكار صفات الكمال لله فيما يأتي (اتخاذ الشريك،
والتجسيد، والتعدد، ووحدة الوجود، والانبثاق، وانكار الرسل ويوم الحساب وغيرها) وسنقدم
هنا مثالين وفي مراجع كتب التوحيد الكثير :
المثال
الأول : الشفاء من ضلال الشرك
يستعرض الحق آيات الكون حول المكلف التي تدل العقل (القلب) السليم على أنه سبحانه هو المتفرد بالخلق
والجعل والملك والملكوت (لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
كما جاء في سورة النمل 60-63 : ﭧ ﭨ ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ
ﮉ ﮊ ﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏ ﮐ ﮑ
ﮒ ﮓ ﮔﮕ
ﮖ ﮗ ﮘﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ
ﮞ ﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ
ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬﮭ
ﮮ ﮯ ﮰﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ
ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡﯢ
ﯣ ﯤ ﯥﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷﯸ ﯹ
ﯺ ﯻﯼ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ
ﰁ ﭼ
ولم
نسمع أحد رد وقال انا اله مع الله ، أذن خلصت القضية للواحد القهار .
والهدف من هذا العرض العلمي الهادىء هو ما جاء في سورة المؤمنون
117: ﭧ ﭨ ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ
ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ
ﯷ ﯸ ﭼ
المثال
الثاني : الشفاء من ضلال إنكار الرسل ويوم الحساب
في إنكار الرسالات
وإنكار يوم الحساب إنكار لصفات الكمال لله ، فالصانع الحكيم يتابع صنعته بأن يرسل من
ورائها الفنيين ومعهم كتالوج الصنعة حتى تعمل على أكمل وجه ولا تتعرض للفشل والدمار
، وبناء على ذلك العقل السليم يوقن بأن الرسل والرسالات حق من الحق ، وكذلك فإن ذلك
الكون ذو التصميم العظيم والمسخر لذلك الإنسان المكلف لا يمكن أن يكون عبثا بحيث ينتهي
بهلاك لا رجعة بعده يستوى فيه المؤمن الطيب الصالح بالكافر الفاسد المجرم كما أشار
إليها قول الله سبحانه في سورة القلم : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ
(35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)القلم} وفي سورة النبأ
1-17 يقول سبحانه وتعالى : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ
ﭔ ﭕ ﭖ
ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ
ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ
ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ
ﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗ ﭼ
في هذه الآيات البينات
يستعرض الحق امام العقل آيات كون ذو تصميم عظيم مسخر للأنسان المكلف ، والهدف من هذا
العرض العلمي الهادىء هو ما جاء في المؤمنون 115-116 : ﭧ ﭨ ﭽ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛﯜ ﯝ
ﯞ ﯟ ﯠ
ﯡ ﯢ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ
ﯷ ﯸ ﭼ
ويعنى ذلك أن من
ينكر يوم الحساب ينكر صفات الكمال لله والتي منها الحكمة والعدل ،لأنه سيكون من المستحيل
أن يخلق الحق – سبحانه - إنسان مكلف بعبادة الله ويسخر له نعم لا تعد في كون غاية في
العظمة والتقدير، ثم ينتهي كل ذلك بهلاك المكلفين بلا رجعة يستوى في ذلك المجرمون الفاسدون
الكافرون مع المؤمنين الطيبين الصالحين الصابرين
ونضرب
لذلك مثال : لو ان صاحب مدرسة
صرف عليها الملايين وجهزها بأحدث المعدات والمدرسين وأرقى المناهج ثم في نهاية العام
أمر بأن ينقل كل الطلبة من الصف الأول إلى المرحلة الأعلى من غير أي إختبار يستوى في
ذلك من استقام واجهد نفسه في تحصيل العلم ومن فسد ولم يفتح كتاب ، حتما سنحكم على أن
صاحب هذه المدرسة من العابثين وأن فعله ضال باطل ومفسد .
وقس على ذلك كل آيات القرآن العظيم التى جاءت شافية لكل أمراض
الق
لوب وضلالاتها ولقد ناقشنا ذلك بتوسع في كتاب مع الله وكتاب الكفر المستحيل.
والشيطان لا يترك المكلفين يستمتعون بالأنس مع الله في جنة
التوحيد بل يلبس عليهم من خلال أفكار باطلة تشوشر على فطرة قلوبهم مثل :
* القول بأزلية الكون .
* القول بأن الكون نشأ بالصدفة من التلاطم العشوائي لجواهر
أولية أزلية تشكل القاع الصخري للكون من البداية .
* القول بأن سلسلة
أطوار الكون التي تتعلق فيها الأسباب بنتائجها بلا بداية أو ليس لها إسناد أول يشكل
بداية لها.
ومن
خلال ذلك يستدرج الشيطان العقل لإنكار وجود الخلاق العظيم .
وفيما يأتي نتعرف على ضمانات الشفاء من تلك الضلالات .
|
أولا : إبطال ضلال أزلية الكون
|
هناك ظواهر تدل على أن الكون المشاهد ليس قديم أزلي بل حادث
كما يأتي :
*
ظاهرة النظائر المشعة : هذه
الظاهرة بسبب أن هناك ذرات تصدر إشعاعات ، ولأن الذرة هي القاع الصخري للمادة ووحدة
كل الأجسام فأن ظاهرة الإشعاع تدل على أن الذرة ليس قديمة أزلية بل حادثة ، لأنها لو
كانت قديمة لفقدت إشعاعها من الأزل ولما وجدنا الآن مواد أو ذرات مشعة لأن إشعاعها
سيتناقص مع الأيام حتى يعدم ، ولأنها حادثة
فأنها مسبوقة بالعدم ( عدمها ) ومتبوعة بالفناء ( فنائها ) والحادث يحتاج إلى خلاق
يخرجه من عدمه إلى وجوده .
*
ظاهرة ضياء الشمس : وضياء
الشمس بسبب احتراق الهيدروجين الذي يشكل كتلتها ، وهذا الضياء المستمر يدل على أن الشمس
حادثة ( من العدم ) لأنها لو كانت قديمة أزلية لنفذ وقودها من الأزل ولهلكت واختفت
وعادت إلى العدم ، بل لما بقي كائن حي أو نظام
يعتمد على وجودها وطاقتها ، فوجودها المستمر يدل على وجود خلاق قيوم له صفات الكمال
.
*
ظاهرة الانتروبيا : وهي
من تفسيرات القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي يقول بأن الأنظمة تتجه دائما للتفكك
والزوال لتعود مرة أخرى للحالة العشوائية الآنظامية المحببة للوحدات الأولية للمادة
، وهو الدخان الأول الذي بدئ به الكون ، ووجود النظام ضد العشوائية ينفي القدم من الكون
ويثبت الحدوث ،لأنه لو كان الكون قديما أزليا لما شاهدنا أي نظام من حولنا ولما بقي
إنسان يناقش ويتفكر .
*
ظاهرة الليل : وجود ظاهرة الظلام
بالليل تدل على أن الكون ليس بقديم بل هو حادث ، لأنه لو كان قديما أزليا لغطت إشعاعات
النجوم على ظاهرة الظلام ولأصبح الليل سرمدا ومستمرا بلا إنقطاع(قاله هوكنج)
* دليل( آية ) الحفريات : مكتوب على صفحات الحفريات انه أتي حين من الدهر لم تكن
في الأرض حياة ، ومن عدم الحياة ظهرت (حدثت) الحياة ، ثم أخذت الحياة تتعقد وتترقى
لتجهز الأرض لمخلوق فريد انه الإنسان العاقل المكلف ، والعقل الباحث الراسخ في العلم
يحد ثغرات بين مراحل الأطوار ، فهناك ثغرة ظهور ( حدوث ) الحياة من عدمها ، وظهور الأنواع
المختلفة والتي يكمل بعضها بعضا ، ثم ظهور العقل من عدمه وأخيرا ظهور العقل المكلف
الراقي الفريد الذي له خاصية التواصل مع الغيب ، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فأن حدوث
الأشياء من عدمها يحتم وجوب وجود خلاق خلق الوجود من العدم .
وفي آيات الوحي الخالد إشارة إلى تلك الآيات الكونية ليطل
العقل من خلالها الى الغيب وكأنه يراه فيوقن بوجوب وجود متكلم خلاق له صفات الكمال.
قال تعالى في سورة العنكبوت 19-20 : ﭽ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤ ﮥ
ﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ ﮪﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰﮱ ﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﭼ
والعقل الراسخ في العلم يوقن بحتمية وجود خطة ذكية ترتب عليها
خلق أطوار تتصاعد إلى الكمال بهدف استقبال مخلوق مميز له هدف وغاية .
* دليل( آية ) أطوار الجنين : وفي مراحل الجنين آية ، فالجنين يبدأ بنطفة تكون سبب
(علة) لعلقة بعدها ، ولكن ليس علة تامة فلو تركت النطفة بقوانينها الذاتية فلن تعطي
إلا إنقسامات لخلايا متشابه (لا ترجيح فيها لصفة على صفة) يترتب عليها زيادة في حجم ووزن النطفة لتصبح كتلة
من الخلايا الغير متمايزة ، ولكي تتمايز النطفة إلى علقة لابد من خلق أحداث من العدم
يتم بها ترجيح صفة لبعض الخلايا على صفة فيظهر التمايز الوظيفي الذي يصاحب مراحل الجنين
حتى النهاية .
وفي آيات الوحي الخالد إشارة إلى تلك الآيات الكونية ليطل
العقل من خلالها الى الغيب وكأنه يراه فيوقن بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال كما جاء
في سورة المؤمنون 12-16: ﭧ ﭨ ﭽ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤ ﮥ
ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ
ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ
ﯕﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ
بالإضافة
إلى ما تحمله تلك الآيات من إعجاز علمي في وصف مراحل الجنين كما اكتشفه العلماء حديثا
وبعد نزول القرآن باكثر من ألف عام ،وما ترتب على ذلك أن البرفيسور كث المور وهو من
أكبر علماء الأجنة في العالم عندما درس تلك الايات ، وتسائل : من أين جاء ذلك الرجل
الأمي بذلك الوصف العلمي لمراحل الجنين التي لم تعرف إلا بعد وفاته بأكثر من ألف عام
، وعندما أيقن بأن المصدر الوحيد الذي أوحى بتلك الحقائق هو خالق الجنين أيقن بأن محمد
حتما رسول الله فأشهر ذلك العالم الكبير إسلامه .
وهناك معجزة أخرى مبهرة تتجلى في إستخدام الفعل خلق بين الأطوار
في إشارة إلى أن الطور السابق وإن كان سبب أو علة للطور اللآحق ولكن لا يشكل بذاته
علة كاملة بل يحتاج إلى خلق أحداث من العدم تحول الطور السابق إلى الطور التالي له
ليوقن العقل بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال وهذا ما أكده العلم الحديث في أدق أبحاثه
وأحدثها ( ولقد ناقشنا ذلك بتوسع في كتاب ملخص علوم الكون ، ومع الله والكفر المستحيل
) .
|
ثانيا : إبطال ضلال نشوء الكون بالصدفة من عشوائية تلاطم جواهر أولية أزلية
|
عندما تقدم العلم وتوفرت المعجلات والأجهزة الدقيقة اللآزمة
لأبحاث الفزياء النووية ، توجهت عقول العلماء لدراسة القاع الصخري للمادة كما كانوا
يسمونه ، وكان المعتقد القديم أن القاع الصخري للمادة أو الكون هو عبارة عن جواهر فردية
قديمة أزلية تشكل اللبنات المحددة التي يتكون منها كل شىء والخاضعة للتعلق الحتمي للعلل
بالمعلولات .
وتمخضت ابحاثهم الى تحطيم الذرة ( الجوهر الفرد ) ويتبين
انها ليس جوهر فرد بل مكونة من زوجية الابعاض ، بمعنى ان الذرة التي كانوا يعتقدون
انها الجوهر الفرد القديم الازلي ليس كذلك ،واستمر اكتشاف ابعاض الجسيمات ، ولكن
هل يستمر ذلك الى مالانهاية ؟ الله اعلم لأن الطاقات العالية جدا - والتي بها
نستمر في تفتيت الجسيمات - لا توجد على ظهر الارض ، وهنا يمكن للعق الراقي ان
يستفيد من ظاهرة (الكم)
التي بينت أن عالم الجسيمات الأولية يموج كموج البحر المتلاطم،
وجسيماته تقفز كما تقفز البراغيث بحيث تجعل التحديد الدقيق الثابت لجسيم ضرب من المستحيل.
ومثال لذلك اكتشاف
الحالة ذات الوجهين للجسيمات الذرية كالإلكترون وغيره بحيث يبدو الجسيم كما لو كان
جسم محدد، وتارة أخرى كما لو كان موجة لا تحديد فيها فإذا ما راقبناه تحت ظرف معين
بدا لك على أنه جسيم له جرم، وإن استخدمنا تقنية أخرى في فحصه بدأ لنا على هيئة موجة.
ومن خلال تلك
الظواهر وضع العالم الألماني الشهير (هيزنبرج) قاعدة اللاتحديد أو عدم اليقين المتعلقة
بنظرية الكم .
والفلسفة المستندة
على الفيزياء التقليدية تقول بالتحديدية، وأن قوانين الطبيعة تُحدد بدقة الماضي والمستقبل
وبكل التفاصيل، وأن العالم يبدو كساعة دقيقة إذا علمنا موضع أجزاءها عند لحظة معينة
يمكن تحديد مواضع هذه الأجزاء وإلى الأبد.
وجاءت فلسفة عدم التيقن، أو العشوائية لتقول غير ذلك، تقول
بأن الكون يرتكز على أرضية تحكمها العشوائية وعدم التيقن لأن هذا حال الجسيمات أو اللبنات
الأولى للكون.
بل لقد حاول بعض
الجاهلين النيل من مبدأ عقلي راسخ وهو مبدأ (العلية) بالاستعانة بمـا ناد بـــه (هيزنبرج)
في مبدأ اللاتحديد، أو العشوائية، بأن ادعى أن اكتشاف مبدأ اللاتحديد أسقط مبدأ (العلية)
لأن مبدأ العلية يحتم أن لكل معلول (شيء) علة (سبب) يسبقه ويكون سبباً مباشراً ومحددا
له، ومن خلال تسلسل العلل المحددة تتكون حوادث الكون المختلفة.
* وفى الرد على
ذلك نقول: أن مبدأ العلية مبدأ ثابت في سلسلة حوادث الكون على جميع المستويات ولولاه
لأنتفت كل العلوم ولما ظهرت كل تلك المخترعات التي تعتمد على يقين سلاسلة عالم الأسباب
، ولكن لو فرضنا أننا تابعنا هذه السلسلة إلى الخلف (تجاه البداية) فأنها ستنقطع في
عشوائية قاع المادة حيث اللبنات الأولى أو الجسيمات الأولى التي تتشكل منها الأشياء
كلها، ويكون ذلك دليلا على أن الكون من الحوادث الممكنات، لأن في هذه العشوائية (اللاتحديد)
لا ترجيح لوجود شيء على عدم وجوده في المكان والزمان المعين، ولأن هذه العشوائية لا
تعطى بذاتها نظام (لأن فاقد الشيء لا يعطيه) فأن خروج النظام من هذه العشوائية يحتم
وجوب وجود خلاق له صفات الكمال .
أو بمعنى آخر أن عشوائية قاع الكون لا تلغي مبدأ العلية،
لأن هذه الوحدات العشوائية الحركة تشكل ككل علة الكون لأنه منها تكون ومن غيرها لا
يكون، ولكن في خروج كون منظم – يشير إلى غاية ويتحرك بثبات نحو الكمال – من هذه العشوائية
آية تدل على وجوب وجود الخالق ألبارئ المصور.
فهيا بنا مع آيات القرآن نلتمس منها ما يضيء الطريق للعقل السليم ليطل إلى الغيب فيؤمن .
في سورة الأنبياء
30 يشير الحق إلى أن السماوات والأرض كانتا شيئاً واحداً في قوله سبحانه : ﭽ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ
ﮣﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﭼ
وفي سورة فصلت 11 يشير سبحانه إن حالتيهما كانتا على هيئة
دخان كما جاء في قوله سبحانه : ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﭼ
* هذه الآية المعجزة
تحمل من إشارات العلوم ما يجعل أعلى العقول تسجد أمام عظمة القرآن. ففيها إشارة إلى
الهيئة التي نشأت منها السماوات والأرض وهي الدخان. فما الدخان؟ إنه حالة من الوحدات حرة الحركة التي لا نظام
لها ولا تماسك، والتي من طبيعتها الانتشار والتبدد، ومن هذه الحالة اللانظامية خرج
ذلك الكون المنظم المستمر.
ولقد وضع الحق
سبحانه للعقل المفكر وسيلة إيضاح يراها كل إنسان على وجه الأرض في أي زمان ومكان تبين
له وجوب وجود خالق بارئ مصور، وذلك كما جاء في سورة الروم 48: ﭧ ﭨ ﭽ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ
ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ﯜ
ﯝ ﯞ ﯟ
ﯠ ﯡ ﯢ
ﯣﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ
وفي سورة النور (43) يقول سبحانه: ﭽ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ
ﯹ ﯺ ﯻ
ﯼ ﯽ ﯾ
ﯿ ﰀ ﰁ
ﰂ ﰃ ﰄ
ﰅ ﰆ ﰇ
ﰈ ﰉ ﰊ
ﰋ ﰌ ﰍ
ﰎ ﰏ ﰐ
ﰑ ﰒ ﰓ
ﰔﰕ ﰖ ﰗ
ﰘ ﰙ ﰚ
ﰛ ﭼ
في هذه الآيات البينات إشارات باهرة تقول للعقل المفكر
إن ذرات البخار المثار (في بداية تكوين السحاب) تقتضي اللانظام والتفرق والتشتت ثم
التبدد والاختفاء في الفضاء الواسع، وهذه ما أشارت إليه كلمة [فتثير] وكلمة
[فنبسطه] في سورة الروم، ولكن عندما نرى عكس التبدد بأن نرى السحاب وقد أخذ يتجمع
في وحدات تتراكب أفقياً ثم تتراكم رأسياً كما أشارت إليه كلمة [كثفاً] والتي تعني
قطعاً، وكلمة [يؤلف] بمعنى يوصل وكلمة [ركاما] بمعنى يضع بعضه على بعض (وذلك في
سورة النور) فإن ذلك يوحي للعقل المفكر المتدبر بأن هناك أيدي تخرج من هذ الدخان –
اللانظامي المتبدد – نظام له هدف وغاية.
* فإن كان مبدأ
(هيزنبرج) يقول بأن الكون ينبع من أرضية عشوائية، فإن في ذلك آية للعقول تقول لها إن
هذه العشوائية لا يمكن أن تعطي نظاما مستقرا دائما يتصاعد بخطة محكمة إلى الكمال وذلك
يحتم وجوب وجود قوة خلاقة تخرج من هذه العشوائية نظام مستقر دائم يتصاعد بخطة محكمة
إلى الكمال.
* وإن كانت مبادئ
الفيزياء الحديثة قد قادت العقل إلى أن الكون يخرج من العدم ففي ذلك دلالة على وجوب
وجود الخالق البارئ المصور، فالعدم لا يعطي وجود، والعشوائية لا تعطي نظاماً.
|
ثالثا : إبطال التسلسل إلى ما لا نهاية في سلاسل الأسباب في الحوادث .
|
* ان من آيات الله في دنيا التكليف انه سبحانه خلق لعقل المكلف خاصية التواصل
مع الغيب من خلال برنامج عقلي راقي متوافق مع برنامج كون يحيط به يشرق بالايات
البينات التي تتمثل في أطوار كون تتعلق فيه الأسباب بالمسببات والعلل بالمعلولات
تعلقا ثابتا يقينيا كالجبال والشمس والقمر والنجم والشجر وماء البحار وقطر المطر ،
ونظم القلوب ونور البصر ، والتعلق اليقيني للمعلولات بعللها والأسباب بمسبباتها من
أدوات العقل ليوقن بآيات كون يحيط به ويتعامل معه ويسخره كما نرى في المخترعات
وجميع صور الحضارة التي نشاهدها يقينا ، ولولا ذلك اليقين لطاش العقل وانتفى العلم
واليقين .
* وفي نفس الوقت التعلق اليقيني للأسباب والحوادث
المترتبة عليها لتحقيق هدف غايته الكمال في كون تتجلى فيه الحكمة والعلم والتقدير
، يشكل أية تدل على وجوب وجود خلاق له صفات الكمال من فوق ذلك الكون العظيم .
*
ومن آياته سبحانه أنه ربط ( يقين ) سلسلة العلل والمعلولات بالعدم من البداية إلى النهاية
وبين الأطوار ليكون في ذلك دليلا عقليا يقود العقل إلى اليقين بوجوب وجود خلاق له صفات
الكمال ، كيف ذلك ؟
للإجابة عن هذا السؤال نحتاج إلى رحلة عقلية نرحل فيها
على مدارج آيات عالم الأسباب لنطل إلى الغيب وكأننا نراه فنؤمن كما يأتي :
إن كل ما نشاهده من مظاهر الكون المحيط بنا وفي أنفسنا
مبني على سلسلة من الأسباب بمعنى أن أي شىء لا بد وأن يسبقه شىء أخر يكون سببا له
، ولو انتفى السابق لما كان اللاحق بمعني أن من يقين العقل أن وجود السبب الأولي
شرط لوجود ما يتعلق به من أطوار تالية ، وانتفائه معناه إختفاء ما يتعلق به ، علي
سبيل المثال ان أبي وأمي هما السبب الذي
سبق وجودي بمعني أنه لولا الأباء ما كان الأبناء وقس علي ذلك كل شيىء ، ولو
تسلسلنا نحو البدايــة حتى انتهينــا إلى وحــدات الكــون الأوليـــة (الذرات)
التي تشكل سبب كل شىء واعتقدنا أنها الإسناد الأول النهائي ( القديم الأزلي ) الذي
تنبثق منه سلسلة الأسباب فأن هذا الإعتقاد سيكون باطلا لأن تلك الوحدات الأولية
مهما صغرت فإنها يمكن أن تتفتت إلى وحدات أصغر فأصغر إلى ما لا نهاية ، والقول بتسلسل الأسباب
( تجاه البداية ) إلى ما لا نهاية تعني أن سلسلة الحوادث بلا بداية تستند إليها ، بمعني
عدم وجود الإسناد ( الأول ) الذي يشكل بداية لما يليه من الأطوار في سلسلة الحوادث
، مما يترتب عليه أن السلسلة باطلة عقلا ، لعدم وجود إسناد أول يشكل بداية للسلسلة
، ولكن لأننا نشاهد وجود سلاسل الحوادث ، مما يحتم وجوب وجود بداية ( أول ) تنبثق منه
سلسلة الحوادث ، فما هي تلك البداية ؟
هنا
خيارات عقلية مطروحة للحوار منها :
1-
أن البداية ( السبب الأول ) الذي تنبثق منه سلسلة الحوادث هو وجود قديم من مثل جنس الحوادث التي تشكل إمتدادا
له ،وهذا الخيار سيترتب عليه السقوط في التسلسل الباطل كما بينا سابقا .
2-
أن البداية (السبب الأول ) الذي
تنبثق منه سلسلة الحوادث هو جوهر فرد(غير قابل للإنقسام ) قديم ومن جنس الحوادث ، ولقد
بينت رحلة علم الفيزياء الحديث بطلان نظرية الجوهر الفرد التي كانت تصف الذرة بأنها
أصغر شىء في المادة غير قابل للأنقسام ، وأنها تشكل القاع الصخري للكون ، فلقد فتت
العلماء الذرة واكتشفوا بأن المادة يمكن ان تهلك بتحولها الى طاقة وموجة الطاقة يمكن
أن تهلك بالتقاء قمتها مع قاعها .
3-
أن البداية ( السبب الأول ) التي تنبثق منه سلسلة الحوادث هو وجود ( قديم أزلي ) ليس كمثل الحوادث تنبثق
منه الحوادث كما ينبثق شعاع الشمس من الشمس ، وهنا يعترض الفيلسوف العالمي ( كانت
) فيقول : كيف تنبثق تلك الحوادث من موجود ليس كمثلها لتشكل إمتدادا لشىء ليس من جنسها
؟
4-
ان البــداية التي تنبثــق منــها الــحوادث هي الـــــعدم (اللاشىء) سواء العدم المطلق من بداية الكون أو العدم المقيد بين أطواره
، وهذا ما أشار إليه الوحي الحق ، وما أكده العلم الحديث وأقره كبار علماء الفيزياء
حتى الذين يعلنون الكفر منهم .
ويعتمد
إقرار علماء الكون بنشأة الكون من العدم على الأسباب التالية :
1- ظاهرة الحدوث تشير الي أن : أبعاض الكون التي نتعامل معها من الحوادث(مسبوقة
بالعدم ومتبوعة بالفناء) وينطبق ذلك على الشمس والنجوم والنظائر المشعة كما بينا سابقا.
2- ظاهرة تمدد الكون وإتساعه المستمر في أرضية من صدى الإنفتاق العظيم تشير إلى
أن : بداية الكون كانت عبارة عن نقطة في حكم العدم .
3- ظاهرة أن محصلة كل جسيمات
وأمواج وطاقات الكون تؤول إلى (الصفر) بمعنى العدم ، وتشير إلى أن : الكون نشأ من العدم بل هو
في وجوده الحالي مكافىء للعدم .
4- لا يقين الكم ينفي وجود الجوهر الفرد المحدد القديم الذي يشكل القاع الصخري
للمادة ويلتقي مع علم التوحيد الإسلامي في وصف حوادث الكون بالممكنات التي لا ترجيح
للوجود على العدم في مكونات ذواتها إلا بمرجح خارج عنها ( للتوسعة أرجع إلى بحوث الكم
على النت أو أرجع إلى صلب البحث في فلسفة العدم للمؤلف).
ولأن قمم علماء
الفيزياء ( حتى من يعلنون الكفر ) يقرون بما أخبرنا به الوحي الحق بأن الكون نشأ من
العدم وإليه يعود بل هو في وجوده الحالي مكافىء للعدم ، ولأن من يقين العقل أن فاقد
الشىء لا يعطيه ، فكيف نشأ كون ذو تصميم عظيم يتطور إلى هدف غايته الكمال من العدم
( اللآشىء ) ؟ لا بد للعقل السليم ( القلب
السليم ) أن يوقن بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال خلق ذلك الكون الذي له صفات الكمال
ومن
صفات كماله سبحانه أنه واجب الوجود لذاته .
ومن
أحكام الوجوب بالذات ( القدم – البقاء
– نفي التركيب ).
(1)
القدم : الواجب لذاته لا بد
أن يكون قديماً أزلياً ( أول ليس قبله شىء ) لأنه لو لم يكن كذلك لكان حادثاً والحادث
ما سبق وجوده بالعدم، فيكون مسبوقا بالعدم، وكل ما سبق بالعدم يحتاج إلى علة تعطيه
الوجود (فلا يكون واجبا لذاته بل واجبا لغيره) ويقودنا ذلك الى التسلسل الباطل كما
بينا .
(2)
البقاء: من أحكام الواجب لذاته
أنه باقي ( أخر ليس بعده شىء ) بمعنى أنه سبحانه لا يطرأ عليه عدم وإلا لزم سلب ما
هو للذات عنها، وهذا يعود إلى سلب الشيء عن نفسه وهو محال عقلاً.
(3)
نفي التركيب: لأنه لو تركب لكان
كمثل الأشياء المخلوقة ولخضع لقانون الزوجية قانون الفقر والفناء الذاتي
وخلاصة
تلك الرحلة العلمية الراقية ما يأتي :
ان الخلاق
العليم الحكيم جعل للمكلفين من عباده ( الأنس والجن ) أدوات مانعة للجهالة قاطعة
للأعذار بها يوقن العقل الراقي ( القلب ) بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال من فوق
ذلك الكون ذي التصميم العظيم ، وتلك الأدوات هي : عقل كوني راقي ( قلب ) مذود
ببرنامج متوافق مع كون معقول يشرق بالآيات الدالة على خالقها العظيم ، وجعل للعقل
برنامجا مصاحبا له يعلمه ويهديه ويحميه ويشفيه ، أنه الوحي (كلام الخلاق للعقل ) .
والعقل حق لا ينكره إلا مجنون وهو آية من آيات الخلاق
القدير ، والكون من حولنا حقيقة لا ينكرها إلا مخبول وهو آية من آيات الخلاق
الحكيم ، والوحي الحق قام عليه الف دليل .
والوحي حق كما أننا ننطق ، فلولا الوحي ( التكليم ) من البداية ما تعلم آدم البيان
ولما علمه لأبنائه ولما ظهرت تلك الحضارة البشرية التي نعيشها ولأصبحت البشرية
كالقردة.
وهذا التوافق بين الوحي والكون والعقل آيات تدل على وجوب
وجود من له صفات الكمال .
والعقل المكلف الراقي ( القلب ) آية ، فبرنامجه المتوافق مع برنامج كون مسخر له يمكن العقل
من فهم القوانين اليقينية لذلك الكون الكون ويسخرها لصالح حضارته الراقية ، ومن
خلال برنامج العقل الميتافيزيقي ( الباحث عن الحكمة ) يمكن للعقل ان يقوم برحلة
على سلم آيات الكون المحيط به ليطل الى الغيب وكأنه يراه فيؤمن بوجوب وجود خلاق له
صفات الكمال من فوق ذلك الكون العظيم .
والوحي الحق يدل القلب (العقل السليم ) على حتمية وجود
الخلاق العظيم بصفات كماله من خلال طريقين :
أولا طريق الهداية : فمن خلال آيات الوحي التي تصف للعقل آيات كون تتجلى فيها العلم والتقدير
والحكمة يمكن للعقل ان يوقن بوجوب وجود خلاق له صفات الكمال.
ثانيا طريق الإعجاز : صفات الكمال للوحي من حيث بلاغته وإشتماله على إشارات
علمية تصف الكون من الذرة إلى المجرة وتصف الإنسان من النطفة إلى الخلق الأخر وصفا
يتطابق مع ما اكتشفه العلم من حقائق عرفت بعد نزول الوحي بأكثر من ألف عام ،
بالإضافة إلى إخباره عن الغيوب وتحققها ، ودستوره العالمي الذي يحقق العدل
والتوازن بين الإنسان ونفسه والإنسان وأخيه الإنسان والإنسان والكون من حوله على
مستوى البشرية كلها ، كل ذلك يدل يقينا على أنه كلام من له صفات الكمال .
وبعد هذا اليقين يخر العقل السليم ساجدا ومسبحا للرحمن ،
وعندما يوقن الإنسان بأن ما به من مقام ونعم وإحسان من المنعم الرحمن يذوب حبا فيه
والمحب يبحث عن خبيبه ويتوق للنظر إليه ، وهذا ما سنكشف السر عنه – فضلا من الله –
في مقام الإحسان فجرد نفسك وجهزها لتكون أهلا لذلك المقام العالي .
مقام الإحسان
(الإِحْسَانُ
أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)
أين الله ؟ أريد
أن أراه
بعد تلك الرحلة العقلية العلمية الراقية التي أيقنا من خلالها
وجوب وجود خلاق له صفات الكمال خلق ذلك الكون ذا التصميم العظيم ، وأنه سبحانه فضلنا
نحن البشر على كثير مما خلق وأسبغ علينا ما لا يحصى من النعم ، وقربنا إليه وفتح لنا
أبوابه الواسعة جودا وكرما وحبا ونحن الفقراء إليه ، فكم هو حقير لئيم ذلك الكافر الذي ينكر الجميل ! ، وكم هو مخلص وجميل
ذلك المحب للرحمن الكريم ، ومن حق المحب أن يسأل : أين
حبيبي ويتوق إلى رؤيته والتقرب إليه ، ولــقد سأل موسي ربــه ( أرني
انظر إليك ) ولم يعاتبه ربه عن
هذا السؤال بل رد عليه كما جاء في سورة الأعراف 143: ﭧ ﭨ ﭽ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ
ﯥ ﯦ ﯧﯨ
ﯩ ﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ
ﯯ ﯰ ﯱﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ
ﯹ ﯺ ﯻ
ﯼ ﭼ
نفهم منها أنه سبحانه يقدم ردا عمليا لموسي يبين فيه أن امتناع
الرؤية في دنيا التكليف والحجاب ما هي إلا رحمة بالمكلف الذي خلق على هيئة ضعيفة فانية
لا تتحمل سبحات وجه الله الذي لو كشف الحجاب عنها لهلك ذلك العبد في الحال.
والفرق واضح بين
سؤال الذي يذوب حبا (ويستشعر بأن الله قريب منه) وسؤال قساة القلوب ممن سألوا نبيهم
ما لا يطيق (أرنا الله جهرة) وفي طلبهم من موسى (وليس من الله) أن يريهم الله جهرة
سوء أدب وكأن موسي بمقدوره أن يستحضر لهم الله بذاته ، وفي كلمة ( جهرة ) دليل التبجح
، ولذلك كان الرد عليهم بالصاعقة التي قضت عليهم ليكون لهم في ذلك درسا يردعهم .
*
وسؤال أين الله ؟ سؤال
جائز شرعا فقد سأله صلي الله عليه وسلم للجارية وحكم عليها بالإيمان عندما أجابت (
بأنه في السماء) ، وقد تفهــم بعض العقــول البسيطه أن الرسول أقر للجاريــة بأن الله
في السمــاء ( المكان ) لأن من أحد معاني (في) في اللغة أنها ظرف مكان ، فتكون السماء
إشارة إلي المكان ، وهذا فهم باطل ، فالراسخون في العلم من الذين فسروا هذا الحديث
قالوا : أن رسول الله لا يقصد الإشارة إلى تحديد مكان لذات الله – فهذا لا يعقل – بل
يقصد إختبار مكانة الله في قلب الجارية ، فإن كان فيه شك أو إنكار لقالت لا أعلم ،
ولو كان فيه شرك لأشارت إلى مكانه علي الأرض ، فلما أشارت إلى العلو علم أن قلبها مؤمن
بوجود الله وأنه في علاه فوق كل شىء ، ولذلك حكم عليها صلى الله عليه وسلم بالإيمان
بقدر عقلها .
* وهذه الأسئلة المشروعة ( أين الله ؟ وأرني أنظر إليك )
ضمن قضية اسميها ( العلاقة الوجودية بين الخالق والمخلوق ) وقد قدمت فيها رسالة غير
مسبوقة (فضلا من الله) تحت مسمي (رسالة في المعية) ، وأيضا بتوسع كبير في كتاب فلسفة
العدم ، ولكن في هذا العمل الصغير نقدم الخلاصة فنقول وبالله التوفيق :
كل علماء الكون ( حتى الكفار منهم ) يقرون بأن الكون نشأ
من العدم (اللاشىء) بل هو في وجوده الحالي مكافىء للعدم ( ولقد شرحنا ذلك في بداية
الكتاب ) والوحي الخالد يقر بذلك كما جاء في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ، ففي سورة الحديد 3: ﭧ ﭨ ﭽ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸﯹ
ﯺ ﯻ ﯼ
ﯽ ﯾ ﭼ
يبينها حديث صحيح
: (أَنْت الأول فَلَيْسَ قبلك شَيْء وَأَنت الآخر فَلَيْسَ بعْدك شَيْء وَأَنت الظَّاهِر
فَلَيْسَ فَوْقك شَيْء وَأَنت الْبَاطِن فَلَيْسَ دُونك شَيْء) وفي حديث صحيح : [ كان الله ولم يكن شيء قبله أو
غيره أو معه ثم خلق السماوات والأرض]
وكل
ذلك يشير إلى الوجود الأزلي لله سبحانه وأن كل شىء دونه قد نشأ من العدم ( اللاشىء
) وإليه يعود ، وهو سبحانه بذاته وصفاته كما كان لأنه سبحانه لا يتغير أو يتبدل أو
ينقص منه شىء أو يزيد ، فهو القديم الأزلي الغني بذاته وصفاته الذي ليس كمثله شىء ،
وبخصوص الحوادث فأن الوحي يشير إلى أنها بذاتها في حكم العدم (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ
إِلَّا وَجْهَهُ) ولا تكتسب وجودها إلا بقيومية ( كن ) .
وقد
يتسائل العقل : هل إكتسبت الحوادث صفة وجوب الوجود بذاتها بعد بروزها من العدم الي
الوجود ؟
الإجابة : لا تكتسب الحوادث وجوب الوجود بذاتها حتى بعد خلقها لأنها
في تركيبها الزوجي فقيرة بذاتها ومسبوقة بالعدم ومتبوعة بالفناء بل هي في وجودها مكافئة
للعدم (هالكة في الحال ) ولأنها في ذاتها في حكم العدم فلا ترجيح لوجودها على عدمها
إلا بخلاق قيوم (أول) واجب الوجود بذاته .
وهنا
يسأل العقل المفكر سؤالاً مشروعاً : بعد أن خلق المحيط سبحانه ما خلق أين سيكون وجود
المخلوق بالنسبة إلى خالقه ؟
لا يمكن أن يكون وجود
المخلوقات قبل المحيط ( سبحانه ) ولا بعده ولا فوقه ولا دونه فلا يوجد أصلا جهات متخارجة
عن المحيط ، لأنه سبحانه الأول فَلَيْسَ قبله شَيْء وَالآخر فَلَيْسَ بعْده شَيْء وَالظَّاهِر
فَلَيْسَ فَوْقه شَيْء وَالْبَاطِن فَلَيْسَ دُونه شَيْء (والزمان والمكان أشياء مخلوقة
من العدم مع الأجسام ) فلا مفر من أن يكون وجود ما
يخـلق من الــعدم في مــعية الله (المحيط) .
والكون
كله يشكل نقطة أو حلقة أو فقاعة في حكم العدم
في معية المحيط ، وإذا كانت السماوات والأرض تبدوا في محيط الكرسي كقطرة في بحر ، والكرسي
بما حوى يبدوا بالنسبة للعرش كقطرة في محيط هائل ، فأن كل تلك المخلوقات تشكل نقطة
في حكم العدم في معية المحيط سبحانه .
ولأن العدم أصل المخلوقات وصفة ملازمة لذواتها ، فإن قيومية
كن لازمة لاستمرار وجودها مكونة (نسبة المعية) فهو الخالق لها من اللاشيء والمحيط بها
، وهي في وجودها في معية المحيط لا تحل أو تتحد ، فكيف
يحل أو يتحد الحادث العدمي في المحيط القديم الأزلي الذي ليس كمثله شىء .
وللتفهيم نضرب مثلين :
1-
المثل الأول : مستمد من الكتاب والسنة كما يأتي : في حديث صحيح
رواه البخاري قال صلى الله عليه وسلم ((مَا
السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ
وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ )) فلنرسم
حلقة صغيرة تمثل مجمع السماوات والأرض داخل محيط حلقة أكبر منها تمثل الكرسي ويحيط
بكل ذلك حلقة عظيمة فوق كل تلك الحلقات انه العرش ، ولا يمكن أن يتخيل عقل إمكان أن
تحل دائرة الكرسي الكبيرة جدا في حلقة السماوات والأرض الصغيرة جدا ( فهل يلج الجمل
في سم الخياط ) ولا مكان لحلقة السماوات والأرض إلا في معية حلقة الكرسي الواسعة ،
وقس على ذلك العرش العظيم بالنسبة إلى الكرسي ، وعلى العقل أن يتفكر في ما إذا كانت
تلك السعة والإحاطة من صفات مخلوقات في حكم العدم بالنسبة إلى خالقها العظيم ، فكيف
نصف المحيط العظيم - سبحانه - الذي لا يحده حد ولا يدركه وصف .
2-
المثل الثاني : لو مثلنا
رياضيا للخلاق بالواحد (1) وله المثل الأعلي ومثلنا للمخلوق بالصفر(0) وهي حقيقة ذاته
، فهل يتغير الواحد لو أضفنا إليه عدد لا يحصى من الأصفار(1+0 00 = 1).
إذن
لا وجود لأي شىء إلا في معية الله ( المحيط ) بلا حلول أو إتحاد ، فكيف يحل أو يتحد
الحادث الذي هو في حكم العدم في القديم الأزلي الذي ليس كمثله شىء ؟.
* وعندما يعرف العبد أنه لا مكان له ( هو ومن حوله من الحوادث
) إلا في معية الله ولا وجود له في ذاته إلا بإفاضة الوجود عليه – جودا وكرما – من
واجب الوجود بذاته الحي القيوم ، فإنه يكون قد وصل إلى مقام الإحسان فيعبد الله كأنه
يراه ( فهو معه أقرب من حبل الوريد) وعندما يعلم المخلوق أنه لا شيء لولا قيومية إفاضة
الوجود عليه من ربه الموجود الذي لا تعد نعمه ولا تحصى ، يذوب حبا ويخر ساجدا مسبحا
باكيا للواحد القهار.
وعندما
يسأل القلب المحب : كيف أعبدك ربي عبادة ترضى بها عنا ؟ يسمع الوحي يقول له : اتبع ما
يوحى ، وعندما يتساءل العقل الحائر : كيف اتعرف على الوحي الحق الخالد المحفوظ من بين
ما هو معروض من كتب يدعي أصحابها أنها وحي الله الوحيد الخالد المحفوظ ؟
فيسمع الحق يقول له في سورة البقرة 2: ﭽ ﭓ ﭔ
ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ
ﭚ ﭛ ﭜ ، وفي سورة آل عمران 19يقول الحق : ﭽ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼﭽ
ﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊﮋ ﮌ ﮍ
ﮎ ﮏ ﮐ
ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔ ﭼ
# والوحي الصادق المحفوظ مضمنا بالدليل علي
صدقه ، ففي روحه القاهر وإعجازه الشامل وشفائه الناجح وصدقه الواضح دليل علي ذلك ،
إذا تعشق به القلب ( العقل ) استقام وعصم ، وإذا تركه زاغ وقصم ،فهو رجوم الشياطين
وهو المصباح المنير وهو حبل الله المتين( وهذا ما ينطبق على القرآن ووحي الإسلام بلا
منافس أو بديل).
* وقد تفرد القرآن
الكريم ببرنامجاً عقلياً عالمياً يقود كل العقول من الراعي البسيط إلي العالم المتخصص
، يقودهم في رحلات علمية في عالم الشهود حتى إذا بلغ العقل بالوحي نهاية الرحلة أطل
إلي عالم الغيب وكأنه يراه ، فيؤمن بالله وكتبه ورسله ويوقن بيوم الحساب .
* ويقدم القرآن
إلي العقول المتخصصة رفيعة المستوي يقدم إشارات علمية دقيقة تصف الكون من الذرة إلي
المجرة ومن البداية إلي النهاية وصفا يتطابق مع ما وصل إليه العلم من حقائق بعد نزول
القرآن بأكثر من ألف عام ليوقن العقل الباحث بصدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام
.
ولكن
لماذا الإسلام دين الله طوق النجاة العالمي الخالد الذي نزل على رسوله الخاتم ؟
ولكي نتعرف على
أن تشريع الإسلام هو طوق النجاة العالمي الخالد ، علينا أن نتعرف على فطرة بناء الإنسان
التي تتكون من : نفس وبدن أو روح ومادة ، وكما أن للبدن متطلباته المشروعة والضرورية
، فأن للنفس متطلباتها التي تصل بها إلى حد الكمال .
* وكمال الجانب المادي هو : الأمن والأمان في النفس والعرض والمال ، وحد الكفاية في
المتطلبات الضرورية كالمأكل والمشرب والمنكح والعلاج والتعليم .
*
وكمال الجانب النفسي هو : أن
توقن النفس أنها خلقت لهدف غايته الخلود ، وان من فوقها خلاقا له صفات الكمال ، حي
قيوم قادر على كل شيء ، صمد تلوذ إليه في الشدائد ، رقيب حسيب حكم عدل مالك يوم الدين
( يوم الحساب والخلود ) ، ونفس بهذا الاعتقاد لا تكتئب فتنتحر ، ولا تتوحش فتصبح مجرمة
، بل تعيش راضية مرضية متسامحة ، تطمئن بذكر الله ، وتخاف من يوم الحساب ، وتنشر الحق
والعدل والحب الطاهر ، والإسلام يعد بكل ذلك ( وكمال الجانب النفسي لازم لكمال الجانب
المادي ، لأن النفس المؤمنة وحدها التي يتحقق بها الحرية الطاهرة والحب في الله والعدل
والإحسان، والأمن والأمان ، والعفة والأمانة ، وكل ذلك يتحقق في مدينة الإسلام
)
* والحضارة العلمانية الملحدة تقول للنفس : انك بلا هدف أو غاية ، انك خلقت بالصدفة ( والعشوائية
) لتعيشي لحظات بلا سند لتهلكي بلا رجعة ، ونفس بهذا الاعتقاد لا بد وان تصاب بالاكتئاب
فتمرض وربما تنتحر ، أو تتوحش فتصبح مجرمة في محاولتها لنيل كل شهواتها الحيوانية في
تلك الفترة التي تعتقد أنها بلا رجعة وبلا رقيب أو حسيب .
* والنصوص المحرفة تفقد النفس ملاذها الآمن وسندها
المتين ، بما تنسب لله من صفات
لا تليق بكماله ، وبما تنسب لرسل الله من صفات لا تليق بحملة رسالة الله ، وبما جاء
فيها من تحريف وحض على العنصرية والفسق والإجرام ، والوحي الخالد المحفوظ مبرأ من كل
ذلك لأنه محفوظ بصفات كماله وتشريع الإسلام بلا منافس فكله حق وخير وعدل وطهارة وصدق
لأنه يعتمد علي قواعد مهمة هي: الله وحده خالق كل شيء ومالك كل شيء ويعلم ما يصلح
كل شيء ، كما جاء في سورة الأعراف 54 : ﭧ ﭨ ﭽ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ
ﮜﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡﮢ ﮣ
ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﭼ ويترتب
علي ذلك : أنه وحده المشرع والآمر الناهي .
* وتشريع الإسلام
يعتمد علي أن الحكم لله والبشر كلهم سواسية أمام الله كما جاء في خطبة الوداع لرسول الله ، قال : (( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ
، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ
إِلا بِالتَّقْوَى ، أَلا قَدْ بَلَّغْتُ
))، وما الخليفة (الحاكم ) إلا بشر مكلف بتنفيذ حكم الله في مملكة الله
. والتشريعات البشرية مليئة بالمظالم والنواقص
والقصور والعنصرية ، بينما تشريع الخلاق العليم له صفات الكمال كما لخصته الأية 90
من سورة النحل : ﭧ ﭨ ﭽ ﭻ ﭼ
ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ
ﮂ ﮃ ﮄ
ﮅ ﮆ ﮇﮈ
ﮉ ﮊ ﮋ
ﮌ ﭼ
وفي الملحق التالي قليل من الأمثلة التي تدل على صدق الرسالة
وصدق الرسول وأن الإسلام هو دين الله العلمي الخالد طوق النجاة الوحيد للحضارة العالمية
المهددة وفي المراجع الكثير وعلى النت بالمجان .
القرآن الوحي العالمي الخالد المحفوظ
الوحي الخالد المحفوظ ينزه الله مما لا يليق بكماله
|
ما جاء في القرآن الكريم
|
ما جاء في الكتب المحرفة
|
|
* الله ليس كمثله شيء له صفات الكمال قادر على كل شيء
، في سورة الأنعام : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (103)) وتوضحها سورة الشورى : ( ليس كمثله شيء
وهو السميع البصير (11))
وفي سورة الإخلاص :
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4))
قارن بين هذا التنزيه وما جاء في النصوص المحرفة من
الصفات التي لا تليق بكمال الله .
|
* الله – سبحانه وتعالى عما يصفون – يمكن أن يتجسد
ويصلب ويقتل ويموت وينسى ويبخل ، ومثال لذلك في سفر الخروج إصحاح 24 فقرة 9 ( ثم صعد موسى
وهارون ، وسبعون من شيوخ إسرائيل ورأوا إله إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من
العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة ، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف بنى
إسرائيل ، فرأوا الله وأكلوا وشربوا ) لاحظ إثبات الرؤية لله فوق الجبل ، ولاحظ وتحت رجليه
شبه ، ولم يمد يده
|
الوحي الخالد المحفوظ ينزه الله مما
لا يليق بكماله
|
ما جاء في القرآن الكريم
|
ما جاء في الكتب المحرفة
|
|
الله سبحانه لا يسئل عما يفعل ، والأنبياء تخاطب الله
بخشوع وخوف والمثال التالي من سورة طه والأعراف
تؤكد ذلك : يقول الحق في طه : (وما أعجلك عن قومك يا موسى(83) قال هم أولاء على أثرى
وعجلت إليك ربي لترضى (84) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري (85)
فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ) 86
وفى سورة الأعراف (151) : يقول موسى لربه في أدب وخشوع
: (
قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا فى رحمتك وأنت أرحم الراحمين ) وفى سورة مريم 64 : ( وما كان ربك نسيا )
|
وجاء في نفس القصة في الكتب المحرفة * فى سفر الخروج إصحاح
32 نقرأ ما يأتي : ( قال موسى لربه : لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض
مصر بقوة عظيمة ويد شديدة ، لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في
الجبال .أرجع عن حمو غضبك اندم عن الشر بشعبك ، اذكر إسحاق وإسرائيل عبيدك الذين
حلفت لهم بنفسك وقلت لهم :أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطى نسلكم كل هذه الأرض
فيملكونها إلى الأبد ، فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله بشعبه )
|
لاحظ هنا كيف ذكر الوحي الحق المحفوظ قصة موسي عندما
خاطبه ربه وأخبره بضلال قومه وعبادتهم للعجل من بعد أن تركهم ولاحظ الوحي الحق وهو
يصف موقف التأدب والعبودية لموسى فى خطابه لله العلي العظيم الذي ( لا يُسأل عما يفعل
) ولاحظ نفى نسبة النسيان إلى الله سبحانه، وفي المقابل تصف النصوص المحرفة موسي
بأنه ذكر الله ورده
بقوله ارجع عن حمو غضبك ، ثم يذكره بالوعد الذي قد نسيه الرب
بالإبقاء عليهم ، وعندما سمع الرب ذلك من موسى تذكر وندم ( سبحانه وتعالي عما يصفون
) وعلى العقل الحر السليم ان يختار بين الحق والباطل .
-----------------------------------------------
القرآن الوحي العالمي الخالد المحفوظ
الوحي الخالد المحفوظ ينزه رسل الله مما لا يليق بهم
|
وصف القرآن الكريم
لرسل الله
|
وصف الكتب المحرفة لرسل الله
|
|
وصف القرآن الكريم
لأنبياء الله ورسله بأوصاف تليق بحملة رسالة السماء ، كما يأتي : سورة الأنبياء ( ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي
كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين (74) وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين (75) )
وفى سورة ص 17
: 20 ( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه
أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق)
ولنتعرف على الحق نقارن بين ما جاء في القرآن من وصف رسل الله بما يليق
بهم ، وبما جاء في النصوص المحرفة من اتهام لرسل الله بالزنا حتى ببناتها .
|
، بعد نجاة لوط والمؤمنين معه جاء فى العهد القديم ما يأتي :
(وصعد لوط من صوغر وسكن فى الجبل وابنتاه معه ، فقالت
البكر للصغيرة أبونا شاخ وليس فى الأرض رجلا يدخل علينا كعادة أهل الأرض ، هلم
نسقي أبانا خمرا ثم نضطجع معه فنحيي من أبانا نسلا ) ( فحملت أبنتا لوط من
أبيهما فولدت البكر ابنا اسمه موآب والصغرى ولدت ابنا اسمه بنى عمي ) .
وهذا الاتهام بالزنا الفائق الحد موجه أيضا في نصوص كتبهم المحرفة للنبي داود
وذريته
( مذكور أن النبي داود زني بزوجة أحد المجاهدين في جيشه وهو غائب في ميدان
القتال ،ولما حملت زوجته خاف من الفضيحة فقتله وتزوج امرأته بعد ذلك وولدت له النبي
سليمان )
|
اقرأ
القرآن من اول كلمة فيه الي آخر كلمة فيه لن تجد فيه ولو عبارة واحدة تجرح الحياء
، وحتى العلاقات الجنسية في الحلال ( الزواج ) يأتي الوصف القرآني في قمة الرقي
والستر والأدب كما يأتي :( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ
لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ
تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ
بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) البقرة187 في الكتب المحرفة نجد عبارات مخلة وتقع تحت طائلة بوليس الآداب كما جاء في سفر
حزقيال (23 ) وهو يصف أحد المومسات [ وعشقت معشوقهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني
الخيل ] إني أعتذر أيها
القارئ فهذه ترجمة هذبها المترجم للنسخة العربية، لكن حقيقتها في النسخة
الإنجليزية New World هي : ( لقد دفع بك شبق العاهرات بائعات الهوى إلى أعضاء
الذكورة للأجانب الشبيهة بأعضاء الذكورة لدى الحمير التي تنزل منيا كمني الخيول ).
فهل يجوز ان يذكر ذلك
في كلام الله وما القيمة الأخلاقية من وراء ذلك، فهل بعد ذلك دليل علي صدق الرسالة
وصدق الرسول وحفظ الرسالة العالمية الخاتمة ( الإسلام ) .
الإسلام
دين الله الخالد طوق النجاة العالمي المحفوظ
|
التشريع العالمي
العلماني المهلك
|
شريعة الإسلام طوق
النجاة المنقذ
|
|
تعتقد النفس في الحضارة العالمية الملحدة أنها خلقت بالصدفة والعشوائية
لتعيش لحظات بلا سند أو رقيب لتهلك بعدها بغير رجعة ، وهذه النفس إما أن تصاب
بالاكتئاب ، أو تصاب بالتوحش ، تصاب بالاكتئاب عندما تحس أنها بلا هدف أو غاية
أو سند تلجأ اليه في الشدائد والمظالم فتمرض أو تنتحر، وتتوحش عندما تشعر بأنها
بلا رقيب أو حسيب فتحاول أن تطبق قانون الغاب (البقاء للأقوى) لتشبع شهواتها
الحيوانية بكل الوسائل المجرمة في تلك الفترة القصيرة التي تعتقد بأنها بلا رجعة
او حساب
|
دين الله الخالد يقول للنفس انك خلقت للخلود وان من فوقك سند قادر علي كل
شيء رقيب حسيب حكم عدل وان هناك يوم للحساب ، والنفس التي تعتقد في ذلك لا تكتئب
أو تنتحر، ولا تتوحش فتصبح مجرمة ، بل تعيش راضية مرضية تنشر الحب الطاهر والأمن
والأمان والصفح والحنان .
والنصوص المحرفة لا يتحقق منها ذلك لأنها تفقد النفس الثقة في سندها لما
تنسب لله من صفات النقص والقصور ولما تنسب لرسل الله القدوة من الفواحش والجرائم
|
الإسلام
دين الله الخالد طوق النجاة العالمي المحفوظ
|
التشريع العالمي
العلماني المهلك
|
شريعة الإسلام طوق
النجاة المنقذ
|
|
بحجة الحرية الشخصية فتحت القوانين اللبرالية العلمانية الباب أمام
انتشار الزنا والشذوذ الجنسي والمثلية فانتشرت الأمراض الجنسية الخطرة والتي
تنذر بالقضاء علي البشرية كالايدز وغيره
، وأيضا ترتب على ذلك أمراض نفسية بسبب الشك في البنوة وفي الزوجة والأم ترتب
عليه تفكك الأسر وضياعها ، وإضراب الشباب عن الزواج بمسؤولياته ، وغير ذلك مما
يهدد كيان الأسرة أو حتى وجوداها ، وهذه
الأمم العلمانية الملحدة في طريقها للدمار الشامل
كذلك فتحت القوانين اللبرالية الطريق إلي إدمان الخمور واستخدام النجاسات
مما ترتب عليه مخاطر مهلكة
|
طاعون الإيدز ، وأمراض الفواحش ، واثر الخمور المدمر وأمراض النجاسات
كجنون البقر والتهاب الدماغ القاتل بسبب الخنزير ، كلها محرمة ومجرمة في تشريع
الإسلام ، وفي حدودة القاسية علاج ووقاية وطوق نجاة للبشرية كلها .
* ((قُلْ إِنَّمَا
حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ
وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ[الأعراف 33]))
*((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ
فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ))
* ((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ
وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ
إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ))[المائدة3]
|
الإسلام
دين الله الخالد طوق النجاة العالمي المحفوظ
|
التشريع العالمي العلماني المهلك
|
شريعة الإسلام طوق النجاة المنقذ
|
|
خبراء الإقتصاد
العالمي يصرخون :
(الاقتصاد
العالمي الوضعي ينهار ومهدد بالخطر الماحق) وذلك بسبب التشريعات الاقتصادية
العلمانية الوضعية التي تمخض تطبيقها علي انتشار طاعون الربا ومظلمة التطفيف
والغرر،والكتب المحرفة تعطي الضوء الأخضر لكل ذلك كما نطالع في سفر التثنية
إصحاح 23 (( للأجنبي تقرض
بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب إلهك ))
|
وتشريع الإسلام يحرم ويجرم تلك المظالم ، ويشن حربا
عليها ، كما جاء في البقرة:
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من
الربا إن كنتم مؤمنين ( 278 )( فإن لم تفعلوا
فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون(279)
وفي المطففين جاء : (ويْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ( 1 ) الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون (2 ) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ( 3) وويل هنا بمعني
عذاب شديد
|
الإسلام
دين الله الخالد طوق النجاة العالمي المحفوظ
|
التشريع العالمي العلماني المهلك
|
شريعة الإسلام طوق النجاة المنقذ
|
|
المتابع لسلوك جند الحضارة العالمية في حروبها يلاحظ : انها تطفح
بالعنصرية والإجرام الفائق واستخدامها لأسلحة الدمار الشامل التي تهلك الحرث
والنسل والأطفال ، وتدمر البنيان وتسمم البيئة ، ومن العجيب ان النصوص المحرفة
تأمر بتلك الجرائم في حق الإنسانية ، كما جاء في سفر التثنية 20-16 [حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح
فإن أجابت وفتحت لك أبوابها فكل الشعب الموجود فيها يكونوا لك للتسخير ويستعبد
لك ، وأما من هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منهم نسمة ] ومعنى نسمة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس = أي
شيْ يتنفس
|
* ومن أخلاقيات الإسلام في الحرب أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بما يأتي :[ لا تقتلن امرأة ولا صغيراً ضرعا ( ضعيفاً ) ولا
كبيراً فانياً ، ولا تغرقن نخلاً ، ولا تقلعن شجراً ، ولا تهدموا بيتاً ] وفي ذلك
إشارة لتحريم الإسلام لأسلحة الدمار الشامل بعكس النصوص المحرفة التي أعطت الضوء
الأخضر للإبادة الجماعية للمخالف كما سنري بعد قليل .
* ولقد شمل النبل في حروب المسلمين الأسرى من الأعداء إذ وصى صلى الله
عليه وسلم عليهم فقال [
أحسنوا آسرهم، وقيلوهم واسقوهم، ولا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح ]. كما جاء في الإنسان : ( ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وفيها جعل الحق حسن معاملة الأسرى عبادة لله وتقربا
إليه، فأي دين أعظم من ذلك، وأي دليل على الصدق أصدق من ذلك
|
وفي سفر العدد الفصل الحادي والثلاثون 7- 18 :
[ فقاتلوامدين كما أمر الرب موسى ، وقتلوا كل ذكر ، وسبى
بنو إسرائيل نساء مدين ، وجميع مدنهم مع مساكنهم وقصورهم أحرقوا بالنار ] وعندما عادوا إلى موسى " فسخط موسى على وكلاء الجيش وقال لهم موسى هل
استبقيتم الإناث كلهن فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت، . مضاجعة
رجل فاقتلوها ، وأما إناث الأطفال اللاتي لم يعرفن مضاجعة الرجال فاستبقوهن لكم
" 14 – ولذلك نجد الحروب الصهيوصليبية تتميز
بقتل الأطفال والإعتداء على الحرمات .
. ويمكن للعقل المفكر
أن يقارن بين ما جاء في دين الله (الإسلام ) في اوامره لجنده في الحرب ومع الأسري ،
وبين ما جاء في نصوص الكتب المحرفة.
وإذا
كان ذلك سلوك الإسلام مع الذين يحاربونه ويقتلون أبنائه في الحروب فكيف سيكون حاله
مع من لا يحاربونه ، فعلى الذين يتهمون الإسلام بالإرهاب ان يراجعوا انفسهم وان
يكفوا عن كيدهم لدين السلم والسلام دين الحق والعدل والحرية الطاهرة فهو طوق
النجاة الوحيد لكل البشرية والى يوم القيامة .
وفي المراجع الكثير وعلي النت بالمجان ، والأمة محتاجة
الي توبة عاجلة ومرجعية ملزمة من خيرة علمائها ،ومجلس تعاون يوحدها فتصبح مهابة
((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا
نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا
حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ
آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ
إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا
وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ (105)
الثمرة
عاجل هام قبل فوات الأوان
لأني أحبك في
الله ولا أريد من وراء ذلك هدفا دنيويا أو جزاء أو شكورا ، ولأن الأعمار قصيرة
والحساب قادم ، ولأننا في مركب واحد إن غرقت غرقنا جميعا وإن سارت بأعين الله
نجونا جميعا ، فإني أوجه إليك وإلى كل الأمة هذا النداء المخلص :
قبل فوات الأوان – فالموت يأتي بغتة – على الإنسان
المكلف أن يتذكر أنه ليس أمامه إلا أيام معدودة وقليلة يحدد فيها طريقه إما إلي
خلود في الجنة في رضا الرحمن أو خلود في النار في غضب الجبار ، وليعلم أنه لا رجعة
بعد هذه المرحلة الانتقالية المحددة والقصيرة ، وبناء علي ذلك على المكلف أن يسارع
في القيام برحلة عقلية يرحل فيها من الأكوان إلى المكون ، يرحل من علائق الدنيا
ومغرياتها وتزيين الشياطين ، إلي الأنس في معية الله .
وليس للمكلف عذر
(( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ
(15) )القيامة
* فقد ذوده خالقه العليم الحكيم بأدوات مانعة للجهالة
قاطعة للأعذار تمكنه من أن يكون دائما في معية ربه مشاهدا لصفات كماله ونعمه
وإحسانه ، وهذه الأدوات هي : وضعه في كون
يشرق بالآيات البينات الدالة علي وجوب وجود خلاق له صفات الكمال ، وجعل له عقلا
خاصا ( راقيا ) يستطيع أن يوقن بكل ذلك ، وتابعه بوحي - من البداية إلى النهاية – يعلمه البيان ،
ويذكره إذا نسي ويهديه إذا ضل ويشفيه إذا مرض ويحميه من فيروسات الشياطين بشيرا
ونذيرا ، ثم كلفه الرحمن بأمور في طاقته وكلها رحمة ومحبة وطهارة ورضا ، كلفه بشكر
المنعم وعبادته وحده لا شريك له ، ومن العبادة أن تحب الله وتطيعه فيما أمر- وكل
ما أمر خير وفلاح - وتخاف أن تعصيه فيما نهى - وكل ما نهي عنه شر وفشل وضياع – ((
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ )) ومن العبادة أن تدعوه
وحده ليعطيك وتستغيث به فيغيثك وتتقرب إليه قدر جهدك فيتقرب إليك قدر كرمه وجوده ،
فأي دلال للعابد ونعمة وخير وشرف أكبر من ذلك ( فاسجد واقترب )
* وأبسط العقول توقن أن من وراء أي صنعة ( حتى لو كانت
دبوس ) صانع صنعها لهدف وغاية ، وكلما كان للصنعة صفات الكمال كان لصانعها صفات
الكمال ، فعليك أن لا تعطل نعمة العقل الراقي فتصبح كالأنعام بل أضل سبيلا ، وعليك
أن تنشط خاصية عقلك الراقي (القلب) فتتفكر فيما حولك وفي نفسك : هل هناك خالق ومبدع
لأي شيء غير الله ؟ ، وهل هناك من قدر لك سبل الحياة والرزق وسخر لك كل شيء غير
الله ؟ ، وهل هناك من تابعك بالوحي هدى ورحمة غير الله ؟ ، فبأي حق تعبد غيره
وتشكر غيره وتلتمس العزة في غيره ، وأيضا عليك أن تتفكر في قوانينه التي وضعها
لتدير حركة الكون ونظامه على أكمل وجه بلا خلل أو فطور ، فكيف ترفض دينه الذي وضعه
ليدير حركة حياة المكلفين فيكون شرفا وعزا لهم ويكون طوق النجاة لهم في الدنيا
والآخرة ، وكيف تستبدل شرعه بتشريعات القردة والخنازير وعبد الطاغوت والمفسدين في
الأرض ممن يقتلك ظلما ويسرق مالك ويهتك عرضك ويفسد أهلك ويتكبر عليك ويذلك ، وعلى
من يرفض دينه أو يحارب شرعه أو يلتمس العزة في غيره ، عليه أن يخرج من ملكه ولا
يستخدم شمسه وقمره وهواءه وماءه وسمعه وبصره ومكانه وزمانه ، فأين تذهبون ، وكل ما يحدث من مصائب وكوارث وظلم وظلمات في
دنيا التكليف فبسبب انسلاخ البشرية عن دين ربها العالمي الخالد طوق النجاة الوحيد
للإنسانية المهددة بالهلاك ، ولا نجاة لها إلا بالفرار إلى الخلاق العليم وحده لا
شريك له .
إن من يعطيك
قطعة شوكلاته تحبه ، ومن يعطيك حذاء تشكره ومن يعطيك ساعة أو محمول تجله ، ومن
يعطيك سكن (غرفة ) مجاني ومعونة بسيطة من المال(تحبه وتخاف أن تغضبه وتظل تذكره
ولا تنساه ) وفي ذلك معني العبادة ، فكيف ومن أعطاك الوجود من العدم ، والحياة من
الموات والعقل من البكم ، ومن منحك الشمس والقمر والنجم والشجر وماء البحار وقطر
المطر ونسيم الصدور ونبض القلوب ونور البصر، وسخر لك ما لا يحصي من النعم ، ومن
كرمك بالخلافة وبكلامه ووحيه . ألا يستحق من فعل ذلك الشكر والعبادة ؟
يقول لك من خلقك من العدم وكرمك بالخلافة على أرضه وسخر
لك كل ما تشاهد وتستمتع به من النعم ، يقول لك
ﭽ ﭳ ﭴ
ﭵ ﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ
ﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊ ﮋ ﭼ الذاريات
والعبادة هي أن تحب الله وتشكره وتخاف أن تعصيه وتكون
صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك لله رب العالمين لا شريك له ، ومن العبادة أن يكون
الحكم لله في كل أمورك ، لأنه سبحانه خالق كل شيء ويعلم ما يصلحه ( له الخلق
والأمر) * فالعبادة ثمرة علم ترتب عليه
إيمان بالغيب ، وهو حالة قلب خاشع خاضع محب يصدقها العمل
مسك الختام ( مناجاة لله )
سبحانك ربي
وتعاليت استغفرك وأتوب اليك وأشهد أنه لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك
رب
اعتذر اليك ، فكم أنا خائف
من غفلتي وذنوبي .فكم غفلنا عن دينك الخالد ( الهدي والرحمة ) واتبعنا تشريعات
القردة والخنازير وعبد الطاغوت ، وكم والينا اعداءنا من الشياطين ونسيناك ، وكم
تقطعنا أهواء – يقتل بعضنا بعضا – وقد وحدنا دينك ورسولك وقبلتك المباركة ،
فاشترينا الضلالة بالهدى ، وكم تذللنا للطواغيت خوفا وطمعا فزادهم ذلك طغيانا
وإذلالا ، وأنت يارحمن تدعوننا بالليل والنهار لنكون في معيتك ولنطلب منك فتعطينا
- جودا وكرما - بغير حساب ، ومع ذلك نصرف وجوهنا عن وجهك الكريم إلى من لا يملكون
شيئا وهم في حكم العدم .
ربي
الكريم أدعوك : أن لا تزغ
قلبي بعد أن مننت علي بالتعرف على صفات كمالك وأنا المعدوم في محيط معيتك ، فأصبحت
أشد حبا لك من نفسي وأمي وأبي وصاحبتي وولدي وعشيرتي وكل شيء ، فكل شىء هالك إلا
وجهك الكريم .
* فليس لنفسي
أو أي أحد فضل في منحي الوجود من العدم والعقل من البكم غيرك يا ربي ، وليس لشيء
فضل في متابعتي وأنا في ظلمات الرحم إلا أنت يا رحمن ، وليس لأحد فضل في إخراجي من
كتم الرحم إلى رحابة كون معد ومسخر لي
جودا وكرما إلا أنت يا هادي ويا منان ، وليس لأحد الفضل في تكريمي – وأنا المعدوم
في ذاتي – وجعلي في الأرض خليفة وتشريفي بنزول الوحي ( الهدى والرحمة ) إلا أنت يا
كريم ، وأنت وحدك ياكريم من سخر لنا الشمس والقمر والنجم والشجر وماء البحار وقطر
المطر ونسيم الصدور ونظم القلوب ونور البصر ، ولا أحد يجيب إضطراري ويغفر ذنبي
وإسرافي علي نفسي إلا أنت يا غفار ، وما بنا من نعمة فمنك وحدك يا منعم .
في سورة النمل 60- :64
ﭧ ﭨ ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔﮕ ﮖ
ﮗ ﮘﮙ ﮚ
ﮛ ﮜ ﮝ
ﮞ ﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ
ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬﮭ
ﮮ ﮯ ﮰﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ
ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ
ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡﯢ
ﯣ ﯤ ﯥﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ
ﯷﯸ ﯹ ﯺ
ﯻﯼ ﯽ ﯾ
ﯿ ﰀ ﰁ ﭑ ﭒ ﭓ
ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ
ﭙ ﭚﭛ ﭜ
ﭝ ﭞﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭼ
ونردد
وراء رسول الله :
(( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي
إِلَيْكَ ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ،
رَهْبَةً مِنْكَ وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لا مَنْجَى مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ ، آمَنْتُ
بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وِبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ))
يا ربي يا حبيبي اشهد أنه لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك
ورسولك ، وأعلن الولاء لك وحدك والبراء ممن سواك فتب علينا ولا تزغ قلوبنا حتي
نلقاك مرضيا عنا بجودك وكرمك .
وندعوا
مع رسول الله : " اللهم
إنّا نستعينك ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا
نكفرك، ونخضع لك، ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إيّاك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك
نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إنّ عذابك الجد بالكافرين ملحق "
وفي
الختام نقول : ربنا واحد
قادر على كل شىء وبيده ملكوت كل شىء بل وجود كل شىء بكلمته ( كن ) ، وكتابنا
المعجزة العالمية المحفوظة بلا منافس ، وديننا واحد الدين الخالد المحفوظ طوق
النجاة العالمي بلا بديل ، ورسولنا النبي العالمي الخاتم الرحمة العالمية ، الصادق
الأمين ، وقبلتنا واحدة فيها آيات بينات ، ولقد جعل الله في الأمة أدوات الحياة
القوية الكريمة ، فموقعها مميز ويشكل حصن حصين ، وحباها الرحمن بكثير من طاقات
الكون وفيها العلم والتوحيد الذي يقود البشرية كلها إلى نجاتها في الدارين ، فلما
نحن على هذه الحال ، ففروا الى الله قبل فوات الأوان بإخلاص النية والعبادة للرحمن
.
وعليك أيها المحب لله ورسوله أن توصل ما علمك الله بكل
الوسائل وبلا توقف ولك اجر مجاهد صور انسخ أرسل وزع باستمرار بلا كلل أو ملل لتوصيلها للملايين ( ولا تنسانا
بالدعاء ) الفقير إلى الله الراجي حسن الخاتمة ورضوان الله والسلامة من النار
بتمام التوبة .
ملحوظة : تواصل معنا للرأي والمشورة والنصح والمشاركة ، وهذا
العمل مبذول في سبيل الله بلا قيد أو شرط ، وريعه موقوف لكفالة اليتيم وفقا لوصية
الواقف ، وهو لون من الوان الجهاد الفكري والعلمي العالمي البعيد عن التعصب
والعصبية ، ونقبل الحوار العلمي الحر البعيد عن الهوى والأهداف الدنيوية الدنية ،
ولوجه الله عليك بتفعيل هذا العمل وتوصيله بكل الوسائل وبأستمرار بلا كلل أو ملل
أو فتور ، ولك أجر مجاهد ، وبالله التوفيق .
نسخة ربيع الاول 1438
الفقير الى الله
الدكتور / حسين رضوان سليمان عبيد
اللبيدي
استشاري في الطب الباطني وعضو في
جمعيات وهيئات الإعجاز العلمي بمكة المكرمة
والقاهرة وجنوب الوادي - تليفون
محمول : 01147122632 +
01066799019مصر
Hussan_brain@yahoo.com
الغلاف الأخير
إلى الباحثين عن سر الوجود، وإلى التائهين في صحراء
الشهوات، والى المضللين من قبل الشياطين أقدم هذا العمل الفريد قربانا لله ثم هدية
حب لأخوتي في الله، داعين الرحمن أن يجعل فيه طريقا إلى الهدى ودين الحق .
وهذا العمل ضمن سلسلة ( حصاد ثلاثون عاما من الدعوة
والإعجاز العلمي للوحي العالمي الخالد ) وهي سلسلة غير مسبوقة في مادتها العلمية
الموثقة ، والتي تغطي على حلقات مفقودة في مجال الإعجاز العلمي وتحل مشكل بعض
القضايا التي حيرت الفكر الإسلامي قرابة ألف عام ، الشقيق الحبيب يا من تحب الله
ورسوله ، عندما يصلك هذا العمل لا تتردد في الجهاد به لوجه الله بان تنشره بكل
الوسائل وذكر به باستمرار ( وهو مبذول في سبيل الله ) وريعه موقوف لصالح أيتام
احباب الرحمن وفقا لوصية الواقف ، فإن كنت معلما فوصله إلى طلبتك وإن كنت إماما أو
داعية فوصله إلى المستمعين إليك وإن كنت علي ثغر من ثغور الإعلام فوصله إلى جمهورك
، وإن كنت رئيساً لعمل فوصله لمن تقود ، وعليك ألا تؤجل فالموت يأتي بغتة وسنسأل،فعجل
ولا تؤجل
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق